الفصل الرابع عشر

19.5K 1.8K 128
                                    


السلام عليكم ياجميلات❤
تحديث ع السريع وكذا لانو عندي اختبار بعد شوية بس حبيت اخذ رايكم ، في ناس كثيرين بيطلبوا مني اسوي كتاب للمبتدئين في مجال الكتابة، ايش رايكم؟

ورسمة روز فوق ↑
والشابترات الجية رح تتحسن صدقوني ♡

______________________________________

فتحتُ عينيّ لأجد نفسي لازلتُ في الفندق.
تلفتُ حولي لأجد هاري، كان يجلسُ في رُكن الغرفة يحتضنُ طفلاً بين يديه ويهمسُ في أذنه شيئاً ما ليبدأ الطفلُ بالضحك.

"ماذا تفعل هنا؟ أو ماذا أفعل أنا هُنا؟" سألته مستغربة وأنا أنهض لأجدني لازلتُ أرتدي ثياب هاري.

هاري لا يُجيبني ولكنه اكتفى بالإبتسام لي.
كان يرتدي بنطالاً أسود وقميصاً أبيض مع قبعة فيدورا سوداء أحاطت رأسه.

"أهذا طفلك؟" سألته.
رفع هاري رأسه ونظر لي ثم هزّ رأسه نفياً وهو يبتسم.
"كلا، إنه طفلنا." همس.
اتسعت عيناي، طفلنا؟ هذا لا يعقل.. لابد أن هذا حُلم.

"روزاليندا!" صرخ ديڤيد وفتحتُ عينيّ أُحاول تهدئة ضربات قلبي.
"ماذا حدث؟ لقد كُنتِ تصرخين، هل أنتِ بخير؟" سألني بقلق.
تلفتُ حولي لأجد نفسي في منزلنا في لندن،.. صحيح لقد عُدنا بالأمس.

"حُلمٌ سيء." قلتُ له وأنا أحاول إخراج صورة هاري والطفل من ذهني.
لقد كان ذلك كابوساً لكثرة تفكيري بالموضوع.
كم هي مرعبة فكرة إنجابي لطفلٍ من رجُلٍ غير زوجي.

"أتودين الحديث عنه؟" سألني وهو يسكب لي كأساً من الماء من الطاولة بجانب السرير.
"كلا، كم الساعة؟" سألته ثم رفعتُ الكأس وارتشفتُ نصفه.
"التاسعة والنصف صباحاً." قال وهو ينظر لساعة هاتفه.
"سأخرج قليلاً." قلتُ له وأنا أنهض.
"سآتي معكِ." قال سريعاً وقد توجه للخزانة.
"كلا، أُريد البقاء بمفردي." طلبتُ منه وقد ابتسمتُ له ابتسامة صغيرة.
بدا ديڤيد وكأنه يتفهم الأمر.
"لا مشكلة." قال بهدوء.
سحبتُ معطفي وطبعتُ قبلة على خدّ ديڤيد ثم خرجت.

أردتُ التفكير في هذا الحلم وما معناه، ولكن صورة هاري والطفل تجولان في ذهني.
وفجأة شعرتُ بالرغبة الشديدة لرسم تلك الصورة، رغبة شديدة ذكرتني بأول مرة رسمتُ فيها عينا هاري.

دخلتُ لمتجرٍ صغير تُباعُ فيهِ أدوات مدرسية ومكتبية، ثم بحثتُ سريعاً عن كُراسة وأقلام رصاص حتى وقعت عيناي على كرّاسة متوسطة الحجم ومجموعة من أقلام الرصاص بعدة أشكال وأحجام.
دفعتُ الحساب سريعاً وخرجت.

لم انتظر لأذهب للمنزل بل جلستُ على أحد الكراسي الخشبية على جانب الطريق وفتحتُ تغليف أقلامي ثم فتحتُ الكرّاسة وبدأتُ بنقل تفاصيل الصورة من ذهني للورق.
كيف جلسَ هاري وقد احتوى جسده الضخم جسد الطفل الصغير ليضمّه لصدره بذراعاه المليئة بالوشوم، وقد أنزل رأسه ليهمس في أذن الطفل.

غريبة هي قدرتي على رسم هاري، أجد رسمه سهل جداً وممتع جداً، بينما أفشلُ فشلاً ذريعاً في رسم شخصٍ غيره.
استطعتُ رسم الطفل بإتقانٍ أيضاً وكان هذا غريبٌ بالنسبة لي.

أنتهيتُ من رسمتي ومزقتُ الورقة من الكرّاسة ثم رفعتها نحو السماء لتصطدم بها أشعة الشمس وأراها بشكلٍ أوضح.

في حركة فُجائية قام الهواء بدفع الورقة من بين يديّ فنهضتُ من الكرسيّ أحاول التقاطها حتى وقعت أرضاً بين قدميّ رجُل..
رفعتُ رأسي لأجد السيد هارفورد وقف أمامي ببذلته السوداء وشعره الأسود المرتب وقد رفع حاجباً ينظر لي.
ثم انحنى والتقط الورقة لينظر إليها.

"مثيرة للإعجاب." قال بنبرة غير مفهومة.
"تسرّني رؤيتك سيد هارفورد." قلتُ له بهدوء.
ألازلتِ ترسمين هذا الرجل؟" سألني وهو يتفحص الورقة.
"أجل." تمتمتُ بهدوء.
"متأكدة بأنكِ لا تعرفينه؟" سألني مستعجباً.
"لم أكن أعرفه عندما سألتني أول مرة في مكتبك.." بدأتُ أقول له.
"والآن؟" قاطعني متسائلاً وقد وضع كلتا يديه في جيوبه.
"أعرفه." همست.
"وطفلُ من هذا؟" سأل مُشيراً للرسمة.
"ليس طفلي ولا طفله.. إذا كان هذا ماتقصده." قلتُ سريعاً.
رفع حاجبه مجدداً.
"مجرد طفلٍ رأيتهُ معه في حلمي." قلتُ له.
"ألازلتِ تعرفين الرجل؟ أقصد تقابلينه وغيره.." بدأ يسأل.
"كلا، لقد أنهيتُ معرفتي بهِ." أخبرته وقد بدأت أعبث بأطراف أصابعي في توتر.
"تبدين ضائعة." قال بهدوء.
"ماذا تقصد؟ منزلي في آخر الشارع و.." بدأتُ أقول له مستغربة.
"أقصد نفسياً." قال مجدداً.
كلمتهُ ثقبت شيئاً ما بداخلي.
لطالما كان هذا الجانب الغامض من السيد هارفورد يخيفني نوعاً ما، عندما يتصرف وكأنه يعرف شيئاً أنا لا أعرفه.
"ما الذي يجعلك تظن هذا؟" سألته وقد اجتاحني الفضول.
"أتودين شُرب القهوة؟" سأل فجأة، وكأنه يشير لي بأن أُكمل هذا الحوار معهُ في مكانٍ آخر.
"أظن ذلك." قلت له.

تقدمني السيد هارفورد ثم تبعته ليقودني نحو مقهى صغير في بداية الشارع.
جلسنا سوياً، ولا إرادياً قفزَ هاري لذهني مجدداً وتذكرتُ مقابلتنا الغريبة لأول مرة في المقهى.
طلب كلانا قهوته وأثناء انتظارنا أخبرته كُل شيء عن هاري، لستُ أعلم لماذا.
لربما لأن كل مايحدث كان يسبب ضغطاً علي وأحتجتُ للحديث مع أحدهم وبما أني لا أملك صديقات فكان السيد هارفورد هو الشخص الوحيد الذي عرض علي الإستماع.

جلب النادل قهوتنا، وقد بدا السيد هارفورد مهتم بما أخبرته للتو.

"إصغي لي سيدة موريس، أنا لا أحاول التدخل في شؤونك ولكن.." بدأ يقول لي وهو يُقلّب قهوته.
"ولكن ماذا؟" سألته.
"ألا تجدي كل هذا غريباً؟ أن تحلمي برجُلٍ ما ثم ترسمينه وتقابليه في الواقع وتكتشفين بأنه كان يحلم بكِ ويكتبُ عنكِ؟" قال بجدية ثم ارتشف من قهوته ووضعها على الطاولة.
"صدفة." قلتُ له مصححة.
قهقه السيد هارفورد ضاحكاً بشدة.
"صدفة؟" سأل ساخراً.
"أرجوكِ لا تقولي لي بأنكِ فعلاً تظنين بأن كل هذا صدفة." عاد يقول وهو لايزال يضحك.
"بلى، أظنه صدفة." قلتُ بعناد.
"انظري لي." قال بهدوء وقد توقف عن الضحك.
رفعتُ رأسي من فنجاني ونظرتُ في عينيه.
"أنتي تعلمين جيداً بأن مايحدث ليس صدفة ولكنك تحاولين إخبار نفسكِ عكسَ ذلك لأجل زواجك." قال بهدوء وهو يحدّق في عينيّ جيداً.
"لقد تخطيتَ حدودكَ سيد هارفورد." قلتُ بحدة وقد نهضتُ من الطاولة.
ابتسم السيد هارفورد واسترخى في جلسته.
"أترين، ردة فعلكِ الحادة هذه هي ماتخبرني أن ما قلتهُ صحيح." قال مبتسماً.
"أنتَ مخطيء، طابَ يومك." قلتُ له بجفاف ثم سحبتُ حقيبتي وخرجت.

علي الإعتراف بأن حديث السيد هارفورد لازال يجول في ذهني.

عشق على ورق | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن