1..

32.2K 593 21
                                    

و ها أنا ذا أمام بيت جارتنا حقيبة ملابسي الثقيلة في يدي انتظر أن يفتح باب هذا المنزل الذي كلت يدي من طرقه .

ثوان قليلة و ظهرت أمامي السيدة كلوديا بوجهها البشوش و هيئتها المحترمة، تستقبلني في بيتها بعد ما سافرت امي إلى فرنسا لتلقي علاجها و بالتالي أغلقت في وجهي أبواب عائلتي التي لم تعد تسأل عن احوالي بعد وفاة والدي.

كنت اعتبره أخي و صديقي ، ابي هو الهواء الذي اتنفسه، كان يشاركني كل صغيرة وكبيرة في حياتي.

يعد وفاته تدمرت أحلامي و حطمت أمالي ، أحسست بفراغ كبير ، لن يفهمه إلا من داق مرارة الموت.

بدلت امي قصار جهدها لتتمكن من رسم الابتسامة في وجهي من جديد، رغم حزنها الشديد و بكائها في الخفاء ،فقد كانت تخفي حنانها و ضعفها، من خلال شخصيتها القوية و قدرتها على مواجهة كل تحديات الحياة.

أسماء هو اسم امي، المرأة الجميلة البشوشة التي تمكنت بفضل عينيها الساحرتين و ابتسامتها إضافة إلى حسها الدعابي أن تفوز بقلب والدي الذي احبته إلى حد الجنون، و الدليل على ذلك هو رفضها لكل عروض الزواج بعد وفاته،
و تكريس حياتها في رعايتي و حمايتي، لكن من الواضح أن القدر، يقف في وجه سعادتها مصرا على تحطيمها، فقد أصيبت بمرض عضال أدى بها إلى القيام بعملية خطيرة ، و تلقي العلاج بعد ذلك بأحد المستشفيات المتخصصة، بباريس مما اجبرها أن تفارقني لشهرين أو ربما أكثر. الله اعلم.

ما كدت اعبر عتبة الباب ، حتى جاءت سارة تقفز من شدة الفرح، لتساعني على حمل حقائبي.
سارة هي بنت السيدة كلوديا ، تبلغ 15 من عمرها، مثال للجمال العربي، سمراء ذات عيون عسلية و شعر أسود ناعم.بداخلها طفل بريء طيب و حنون يفرح و يبكي على أبسط الأشياء. أحبها كثيرا ، و كان بإمكاني أن اتسلى جيدا معها و أنسى همومي لو لم يكن هناك ذلك المتكبر الذي أحسست انه سيفسد حياتي من خطوتي الأولى في هذا البيت.

أوقعت المتعجرف في حبي! !Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ