|الجزء العشرين |

1.1K 133 5
                                    

سمائي فكرةٌ. والأرض منفايَ المُفَضَّلُ
____________________________

أطلت شمس اول صباح لي كهاربة أو "مشردة"
بمعنى أصح ، رغم ان الطقس كان باردا جدا إلا
أنها كانت ليلة لا تنسى ، في تلك الليلة اكتشفت
جانبا مني لم الحظه بي يوما .

جانبي الصارم، جانبي العازم على الانتقام ، جانبي
الذي لن يسكت يوما عن حق له ، لذلك سوف أعود
إلى السيرك ولكن سوف تكون عودة انتقامية رغم
أنني علقت في تلك المتاهة التي لا مخرج لها رغم
أنني علقت هناك إلا أنني سوف أجد بؤرة الضوء
التي سوف تطل على حياتي الهانئة.

على كل ،نهضت باحثة عن مياه اغتسل بها فقد
بت أشعر أنني مليئة بالقذارة حقا ،خاصة شعري .

ولكن بعد عدة دقائق وجدت القليل وبما أنها
مزرعة مهجورة فالبطبع سوف أجد دلوا، ولكنني
حرصت على أن أجد مكانا جيدا حتى لا يراني
أحد رغم أنني أعلم أنه لا يوجد أحد غيري ولكنه
فقط إحساس .

وضعت ملابسي في مكان مرتفع قليلا حتى لا
تصل إليها المياه ،وبالفعل اغتسلت رغم برودة
الماء إلا أنني أشعر بشعور جيد .

أما شعري فربطته في في منتصف رأسي حرفيا
ليجف قليلا وارتديت ملابسي ، ربما يجب علي
السير وتنشق بعض الهواء النقي قليلا .

خبأت آبيغيل حيث اتذكر أين وضعتها وخرجت
فقط اسير .

ولكن لا مانع من وجود بعض الهواء يداعب جسدي
ويصيبني برعشة خفيفة ، لم الحظ يوما في جميع
الكتب التي قرأتها يوما مدى روعة حياة الوحدة ،
انت تفعل ما تريد دون توبيخ ، تفعل ما تريد دون
أي اعتراض أو تأنيب.

المدينة هادئة جدا اليوم فالوقت لا يزال مبكرا
جدا ، في اخر مره تفقدت هاتفي كانت الساعة
العاشرة وعشرون دقيقة ، ولكن لا يمنع ذلك من
حركة الشارع في هذا الوقت فهناك أشخاص
يسيرون هنا وهناك .

لم أتخلى عن حبي للكعك حتى الآن لذلك اشتريت
قطعة من كعك الزنجبيل المفضل لدي، أعتقد أنني
قطعت نصف المدينة وانا لا أزال اسير ولكنني توقفت لبعض دقائق فقد بدأت أشعر بالتعب اسندت
بظهري على جدار قريب مني وانا أتناول كعكتك تلك.

أنزلقت عيناه عن طريق الخطأ علي ولكنه سرعان
ما ازالها وهو يدخل إلى المتجر الخاص به سريعا
لقد علمت أنه كان متجره ولكنني لم أقصد أن أتوقف
هنا من أجله هو فقط سوف يظن أنني لا أزال أريد
التحدث إليه رغم أنني أفعل إلا أن كبريائي أكبر
من ذلك ، رغم أنني بحاجة أن افسر له ، ولكنه اختار
من يصدق مما يعني أنه مقتنع بقراره.

رغم أن عينيه الخضراء فقدت لمعانها وشفتيه
فقدت روقنها، وخصلات شعره لم تفقد جمالها
بعد ، رغم أنه يرتدي بنطاله الأسود ذاته رغم
أنه لم يحاول قط أن يبدو باردا معي يوما إلا
أنه فعل ، إلا أن صوت عقلي الداخلي يخبرني
بأنه الأفضل ، بأنه القرار المثالي ، وهل سبب
معاملته هذه كذبة ميلاني ؟ إنه حقا أمر محير.

لذلك قررت الصمت واحترام ما تبقى لي من كبرياء
والرحيل في صمت دون التحدث أو بذل جهد وعناء.

ولكن لا يعني ذلك أنني لا أملك رغبة في التحدث إليه ابد، هناك خطأ في مشاعري لا أعلم حقيقتها
ابدا لا أعلم أن كانت شيئا يتطور يوما بعد يوم
أم أنها فقط عابرة ولكن مجرد التفكير بالأمر يصيبني
بصداع حاد حقا .

لذلك أمضيت بقية يومي دون التفكير دون فيه ،
تجاهلته في داخل عقلي ولم أعد أصدق حتى
بوجوده هو فقط مثل الجنية السحرية تسعدك
يوما وتختفي بمجرد انك لم تعد تؤمن بها .

قررت الذهاب إلى السيرك وإحضار ما تبقى لي
من أغراض ، لذلك اخترت وقتا يكون الجميع
به نائمين لذلك انا في طريقي إلى هناك ،
وبالفعل الجميع نائمين إلا أنا من تتحول بالمكان
ولكنني وجدت تروي واقفا أمام مقطورتي بابتسامة
شقت وجهه عندما وقفت أمامه .

وقف وسحبني في عناق اخوي وهو يبتسم بتكلف .

"أين كنتي لقد فقد ماركو صوابه حقا خ يبحث
عنك منذ الصباح ولا يزال يفعل " قال تروي وهو
يمسك بي بكلتا يديه .

"دعه يفقد صوابه لم يعد الأمر مهما بعد الآن ،
وعلى أي حال اتيت لابدل ملابسي فقط اعتني
بنفسك تروي " قلت وانا ادخل الى مقطورتي
وعلى عجلة ابدل ملابسي إلى شيء ثقيل يقيني
هذا البرد ، وأيضا اخذت بطانيتي الخفيفة معي.

وعدت إلى مزرعتي تلك ، ولكن قبل نومي وقبل
أن أضع رأسي على كومة القش لا أزال أفكر به ،
هل أنا واقعة من أجله ؟ ، أم أنه فقط بسبب نقص
موجود في داخلي ؟؛ اشتقت إليه ولكنني لا أزال
احارب هذا الشعور أنني أحاول إسكات مشاعري
ولكن رغم الجدال الذي بات بيني وبين ذاتي لا
أزال محتارة غير دارية بما يجري في داخلي ،
أشعر بالقلق حقا كوني بت أفكر كثيرا ولا أعلم
أي نوع من المشاعر أسميها.

ولكن بعد عدة ساعات اقتنعت وايقنت أنني أملك
من المشاعر الكثير من أجل هذا الفتى .


Circusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن