Part4

11.1K 130 10
                                    


اليوم التالي بعد صلاة المغرب
ناصر:-" لينا ترى راكان دق علي وقال بيجي "
"لا يسمعك أبوي "
"أدري هو ما هو فيه لكن أمي موجودة و بتذبحني لو درت أني بس أفكر أخليه يشوفك "
"ومن قال لك أني أبغى أشوفه؟ "
" عارف وهو بعد أصلاً عارف رأي أبوي لأنه كلمه! بس غريبة ليش بيجي هو ما قال لك؟ "
" أحد قال إني أكلمه ؟ "
" ليه هو ما يتصل عليك؟ "
"يدق بس ما أرد عليه "
"لا يا لينا كبري عقلك الرجال صار زوجك واللي تسوينه ما يسهل عليك حياتك معه "
" أفكر"
" أنتي لو تتركين عنك العناد و ألأفكار الغريبة ذي"
"أيه بس أنت ما فكرت ليه ما شفنا أحد من أهله أمه أو خواته عشان تنسق مع أمي وقت الزواج الواضح أن ما أحد منهم راضي "
دق جرس البيت فقال ناصر
" هذا راكان وسعي بالك أظن إن أهله في الجنوب عشان كذا ما حضروا "
"في شي أسمه تليفون "
" أنتي يبيلك قعده و الرجال واقف عند الباب خليني أروح له يمكن يشكي لي منك الحين وتصير وظيفتي الجديدة إصلاح ذات البين "

ومع إن مالها خلق إلا إنها ضحكت من ناصر وهي تتخيله فعلاً مصلح .جلس ناصر مع راكان اللي ما طول و رفض القهوة بحجة أنه مستعجل وكلها ربع ساعة ومشى. رجع ناصر لأخته لينا اللي ما غيرت مكانها وقالت وهي تشوف ابتسامة ناصر
"خير؟ "
" تعالي بكلمك في غرفتك "
" ليه "
" لينا وش فيك من يوم ملكتي صايره مملة .أكيد عشان ما أبغى أحد يسمعنا "
"طيب "
دخل ناصر وصكت لينا الباب من بعده و انتظرته يتكلم وهو جالس قدامها فوق المكتب وقال
" متى تبين أوديك السوق؟ "
"مدري! وأنت عارف انه ما عندي شيء أجهز فيه "
" لا على هاذي راكان جاي عشانها اليوم "
وطلع من جيب ثوبه ظرف مغلف لينا باستغراب
" وش هذا؟ "
"هذا من راكان لك قال لي أعطيك إياه "
مع إنها خمنت اللي فيه قالت
" طيب وش داخله؟ "
" هو قال لي ما أقول لك افتحيه أنتي وشوفيه "
مدت لينا يدها بتاخذ الظرف لكن ناصر حطه على المكتب وراه وقال
"خلينا من هذا الحين في موضوع أهم أنتي لازم تردين على اتصالات راكان "
" ليه كلمك هو؟ "
" لا ما كلمني بس كان واضح عليه إنه متضايق "
" أحسن هو متضايق من شيء تافه زي كذا أجل أنا وش أقول؟ "
" لينا أخاف بعدين...يعني أنتي عارفه ...أخاف يدخل قلبك ثم تندمين إنك ضيعتي ذي الأيام "
" ناصر ممكن تقفل على الموضوع ؟ "
" بكيفك بس راكان ...."
ودق جوال لينا يقطع كلامه فأخذه ناصر وشاف اللي مكتوب على شاشته <راكان يتصل بك > مد عليها الجوال وقال
" ردي "
" ناصر ما لك دخل "
فتح ناصر الجوال وحطه على السبيكر وتركه فوق المكتب وطلع من الغرفة هو يبتسم لها وصك الباب بهدوء لأن الصوت الوحيد بالغرفة كان لراكان
" آلو ....آلو ..."
لينا بدون أي تردد أخذت الجوال
"آلو نعم "
" أهلاااااًً لينا لي فترة أدق ما تردين على جوالك عسى المانع خير؟ "
"مشغولة بالدراسة "
" إيه الدراسة! الله يوفقك فيها وكيفها معك؟ "
" تمام "
" زين شفتي الظرف؟ "
لينا ببرود
" هذا هو قدامي بس لسى ما فتحته "
راكان بعتاب ناعم في صوته
" أفااااا "
ارتبكت لينا وحست بخوف يسيطر على قلبها بسبب صوته وقالت
" ما أمداني ...يعني ...ما كان عندي وقت "
لاحظ هو أن نغمة صوتها تغيرت وأن البرود اختفى وجاء مكانه التردد فغير موضوع الظرف وبدا يتكلم في أمور ثانية معها.ومع أنها ما كانت تشجعه أبدا بسبب تعمدها في انتقاء كلماته وأختصارها إلا أنه بداء بدراستها وبعدين تكلم عن نفسه تدريجا حكى لها شوي عن طفولته و الديره اللي هو عايش فيها وعن عاداتهم وتقاليدهم وأتاح لها المجال تسأله عن أي شيء تبغى تعرفه عنه وسألها هو بالمثل عن نفسها وعن اهتماماتها وتكلم معها في الروايات اللي درستها في الأدب الإنجليزي وأهم الكتاب اللي قرأت لهم و البرامج اللي تشوفها وبدأ يطرح عليها مواضيع ويتناقش معها في رأيها وفي النهاية ختم مكالمته بذكر وقت لمكالمته الثانية و ودعها...ما صدقت لينا خبر أنها انتهت من المكالمة على خير و كأنها منتهية من جلسة تحقيق هي المتهم فيها. رمت الجوال على السرير وناظرت في الفراغ اللي قدامها ثم مدت يدها وأخذت الظرف وفتحته و تفاجئت إنها لقت مبلغ خمسة وستين ألف لأنها كانت تتوقع مبلغ أقل من هذا. ضحكت بقهر من غبائها أجل هي كانت تتوقع من إنسان متكبر مثله أنه يرضى بجاهز عادي بسيط ولما طلعت المبلغ من الظرف طاح منه كرت صغير على المكتب قدامها أفتحته ولقت مكتوب بخط يدل على ثقة صاحبه
"إلى الملتقى ليلة زواجنا
مع حبي
راكان "
فكرت لينا هل هو فعلاً إنسان رومانسي؟ لكنها مباشرة استبعدت هذا الاحتمال بمجرد ذكرها لصورة وجهه المطبوعة في دماغها وكان الواضح لها إنه قاعد يتلاعب بأعصابها و ينرفزها لأنه يعرف موقفها اتجاهه وإن كان يتوقع أنها بتلين له بمثل ذي البطاقة فهو غلطان وبتثبت له ها الشيء ليلة زواجهم .رجعت كل محتويات الظرف ودخلته في درج مكتبها وقفلت عليه. الآن وبما أن الفلوس توفرت لها لا زم تبدأ ترتب أفكارها وتنظم وقتها حتى ما تتضرر دراستها. فتحت جهازها الكمبيوتر وبدت تبحث في الانترنت عن تصاميم فستان الزواج وإزياء الملابس و تسريحات الشعر وهي تحاول ترسم لنفسها موديل مبتكر يناسبها و يلاءم ذوقها وهذا ما هو لأنها فرحانة بزواجها أو حتى عشان تكسب رضاه وتنال إعجابه لا أبداً .كان هذا أبعد شيء عن ذهناها وإن كانت تتمنى أنها تقوم بالعكس علشان يذوق طعم خيبة الأمل والتعاسة مثل ما ذاقتها لكن هي تبي تكون في جمالها الكامل قدام اللي يرفضون قدومها من أهله اللي من بداية مكالمته كان يتهرب من أي سؤال تسأله عنهم وخصوصا عن أمه. جمعت كذا صورة أعجبتها عشان تستوحي الشكل اللي هي تتخيله لفستان الزفاف ولما انتهت من جمع الصور احتارت كيف ممكن تقسم المبلغ وما طاوعت نفسها إنها تفكر كثير لأنها بتروح بعيد بأفكارها وتنسى وش الشيء المهم اللي المفروض يشغلها. أخذت جوالها ودقت على جوال عبير
" عبير عندك شيء؟ "
" لا أبداً "
"تقدرين تجين غرفتي؟ "
" يا كسولة و داقه علي! كان جيتي أنتي لغرفتي "
" أنتي ما عندك كمبيوتر يا شاطره "
" تعرفين أني أكرهه "
" طيب تعالي بأخذ رايك فيه أشياء عندي بوريك إياه "
" ما يصلح بعدين؟ "
"لا ما يصلح وبعدين ترا صرفتي علي وأخرتها تقولين بعدين "
" طيب بجي لك الحين "

اراده رجل Where stories live. Discover now