المدينة التي لا تنام

15.6K 557 51
                                    

في تلك المدينه التي يكسوها الضوضاء والاحتفالات وقفت في منتصف طريقها لترفع سماعتها الزرقاء وتضعها في أُذنيها ليتدفق صوت الموسيقى الصاخبه إلى جسدها ويبدأ بالتناغم معهآ

القت نظره سريعه إلى السماء واخذت نفساً عميقا ومن ثم أخرجته، لم تمر سوى ثوانٍ معدودة حتى قامَ هآتفها بالاهتزاز
اخرجته لترى ٥ رسائل ومكالمتآن

"اللعنة!! الا يمكنني الاسترخآء قليلا!" امسكت هاتفهآ لتنظر إليه قليلا

"اعتذر لم أرى اتصآلك" نطقت بكلماتها بعد أن ابتلعت ريقهآ وأغمضت عيناهآ تنتظر منهُ أن يشتمها

"آيرين أين انتِ؟ ألم تقولي لي بأنك لن تذهبي!" أجاب المتصل بنبرة تملؤها التوتر

"لا تقلق انا بخير فقط أريد استنشاق بعض الهواء، أبي" اغلقت الهاتف وهي تتمتم ببعض الكلمات

التفتت الى مصدر صوت فتى يبدو شاباً ملامحه الحاده التي تكسوها البرود وفي نفس الوقت ملامح طفوليه! شعره الاسود الناعم وشفتاه الكرزيه

كان يرتدي معطفاً ذو طاقيه تغطي نصف عيناه، حركت قدماهآ الى الامام لتكمل سيرها حتى تتوجه لمحطة الميترو تنتظر وصوله

عآدت من جديد لتفتح تلك الاغنيه الصاخبه وتعود إلى مسامعها لكن قبل أن تبدأ تلك الاغنيه تمعنت بالنظر إلى ذلك الفتى، ليس لانه وسيم؟ بل عينيها لم تزح من مكانها ابداً!

تلاقت اعينهم ليرمقهآ بنظره بارده، ازاحت عينيها حالماً نظر لها لتوجّه نظرها نحو الميترو الذي قد وصل بالفعل! توجهت اليه لتصعد لكن ذلك المتشرد قام باللحاق بها

جلست على احد المقاعد .. نظرت للجهة اليسرى لتجد ذلك المتشرد يجلس بجانبها!

"هل تعرفيني يا آنسه؟" برسميّه تامه نطق بتلك الجمله

"لا؟" قالت آيرين ترجف سريعاً خوفاً منه

"إذاً لما ازحتي عينيك حالما نظرت لكِ؟" سألها وهو ينتظر جوابها ببرودٍ تام!

"وهل تعتقد اني ازحت عيني خوفاً منك؟ الم ترى ان الميترو قد وصل بالفعل أم انك اعمى؟" طرحت عليه تلك الاسئله دون أن تنظر إليه او تأخذ نفساً

"ألن تعتذري؟" نظر اليها بهدوء

"على ماذا اعتذر!" قالت آيرين تبادله النظره ذاتهآ

وصلت إلى المحطه المناسبه وخرجت مسرعه هاربةً من جوابه

---------------

خلف الستارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن