انني اختنق

5.8K 143 39
                                    

                       حنيني إليك
                 الكاتبةة مريم الربيعي
تلعب بنا الحياة وكأننا دمى خشبيه تحركنا تارتا بخيوط حريريه وتارتا اخرى بخيوط حادة الملمس كتلك التي يصطاد بها الصياد من البحر السمك تمزق ايدينا وتجعلنا نبكي بصمت !
كغصن نحيل شارف على الانكسار متعب لم يبقى فيه قوه لتحمل عاصفه جديده كانت هي !
عندما شائت الحياة ان تلعب معها لعبة جديده وهي لعبة القدر !
تتراوى لها الان الكثير من الذكريات تشعر هي الان بغصة في قلبها تشعر هي الان بالندم على فعلتها وبالحسره مع ذلك الاسى الذي يعتري قلبها !         
ما هو ذنبها ؟! بم اذنبت لتعاني ؟! وماذنبه هو ليجني كل ذلك منها ؟! لِمَ تلعب بهم الحياة بهذهِ الطريقة البشعه ؟! ولِمَ ذلك القلب يأبى البقاء على حاله ؟! ألم يتعلم ألم يتعظ ؟؟؟!!
2016
مر على تلك الحادثه ستة سنوات اذاً لِمَ تأثرت الى هذا الحد لِم أهتز كيانها الى هذا الحد وذلك القلب لِم يأبى النسيان بعد كل هذه المده مازال هو محتفضا بتلك العينين وبذلك الحب وكيف للحياة ان تحاسبنا على امورٍ ليست بأيدينا وكيف لنا ان نمنع قلباً من الهوى .. اكتئاب شديد اختناق وحزن خوف ورهبه تملكها حين لمحته هل هي تتخيل ام ماذا ! همست لنفسها ... يكفيكِ جنونا !
2010
رولا
انظر الى وجهي المتعب في المرآة فستان زفافي الابيض او بالمعنى الاصح كفني الابيض ..!!
لم اتخيل يوما انني سازف لسواك لم اتخيل يوما انك سوف تتخلى عني يايوسف اشتاق اليك كثيرا ولكنني اكرهك بقدر شوقي ذاك اكرهك بحجم حنيني إليك
اراقب تلك الدموع المنهمره على وجنتي عروس تبكي الما يوم زفافها هذه حالتي بسببك انت وماذنبه هو لاكون زوجتا خائنة ... ستشارك مع رجل سريره وحياته وهي تتمنى سواه حكمت علي ان اكون هكذا كل ماحدث كان بسببك انت لا اعلم يايوسف بيد من ساكون الليله !
كل مااعرفه هو اسمه !
لااعلم ان كان هو سيء لا اعلم ان كان سيجبرني او لا ولكنني ماذا سوف اتوقع من الرجال ! احدهم خائن وغدار والاخر ربما يكون اكثر !
انت يايوسف لم تحترم وجود ابي حتى ... انا اشعر باليتم من دونك !
لِمَ كلُ هذا ولِمَ هذا الالم ..!!
اتذكر جيدا كيف احببتك ..نظرت الي بعينيك العسليتين وكيف حدثتني عن احلامك كنت تتكلم بشغف كبير وشغفك ذاك اوقعني في حبك في ذلك اليوم لم اكن ابلغ من العمر سوى سبعة عشر عاما
لم يمضي على فراقك سوى شهرين ..
لِمَ اشعر انها اكثر بكثير من ستين يوما لِمَ اشعر بانهُ قد مر على جفائك ذاك اكثر من الف سنه ... شابَ قلبي في هذه الايام يايوسف عاهدتُكَ في اخر لقاءٍ لنا انني سوف اتزوج من اول شخص مناسب يظهر امامي وعاهدتكَ انني سوف انساك ولن اتاثر بتلك الخيانه وها انا اليوم افي بوعدي الاول واما الثاني فلا اظن انني سوف اوفيه فهل تنسى الروح
من عشقت يوما قل لي بحقك كيف انساك وقد كتبتَ اسمك داخل قلبي قسرا  ....
أنت من تخليت عني تذكر ذلك وانت من كتبت  نهايتاً لقصتنا تلك انت الذي قتلت اطفالنا قبل ان يولدوا وانت من قضيت على ذلك الحلم الجميل الذي لطالما حلمنا به سويتا
سمير : طالعه مثل الاميرات
رولا : حياتي انته بابا
سمير : هاي شنو الدموع بعيونج بابا احجيلي شبيج مراضيه على هلزواج لو شنو
رولا : لاحبيبي بس كلش راح اشتاقلكم
سمير : حبيبت ابوج والله  احنه الي راح نشتاقلج ونشتاق لضحكتج بلبيت
رولا: فدوه لكلبك بابا ليش عيونك كله دموع واحسك مخنوك اذا تريد هسه ابطل واكعد يمك
سمير : هههه يله حبيبتي عريسج جوه دينتضر
سالت ابي بأختناق
رولا: بابا وين ماما
سمير : جوه 
بينما كان ابي يكمل كلامه دخلت والدتي وتظهر على وجهها اثار البكاء يال ذلك الحب النقي والثابت حيثما تخلى عني ذلك الرجل كانا دائما بجواري ويال صدق المشاعر ! وكم احبك ياامي
رولا : لاتبجين فدوه اروحلج يمه
ايمان: يايمه شمعة هلبيت حتروح شون ماابجي الله يوفقج حبيبتي ويسعدج وين ماترحين
اقتربت منها واحتضنتها
رولا: ماما شون راح اعيش بدونج
ايمان: يمه كرم وعدني يجيبج كل فتره واني متاكده راح يسعدج
اعتصر قلبي لذكرها اسمه كرم نعم كرم ذلك الرجل الذي قضى حياته خارج البلاد وعاد اليوم ليلبي طلب والدته بالزواج مني  ..
امسكت بيد والدي وخرجنا من الحجره تبعتنا امي وهي (تهلهل) نزلت من على السلم فعلت اسواط الطبول رفعت عيني قليلا فلمحته  كان يتفحصني بابتسامه
تقدم نحونا وحيا والدي
كرم: شلونك عمي
سمير: بخير ابني وانته
كرم: الحمد لله عمي
تقدمت والدته وهي تهلهل اقتربت مني ومن ثم احتضنتني
اسيل : يمه بنت الغاليه صارت جنتي
نظرت الى ابنها وابتسمت ثم غمزت لي وقالت.  اسيل: ها يمه بعد نريد نفرح بجهالكم
ايمان: اي حبيبتي استعجلو نريد نشوف النونو
نظرت صديقة امي المقربه الى ابنها وقالت بعينين دامعتين
اسيل: حبيبي لو ابوك اليوم جان ويانه جان  افتخر حيل بيك ومتاكده هو هسه مرتاح وفرحان
قبل يديها ومن ثم احتضنها
كرم: الله يخليج الي يمه اهم شي رضاج انتي وابويه الله يرحمه
اسيل : راضين عليك حبيبي دنيا واخره
ابتسم والدي وقال له
سمير : يله ابني بنتي بأمانتك
اقترب مني ذلك الرجل فشعرت بانتفاضه تسري في جميع انحاء جسدي لا تقترب اكثر هذا يؤلمني لاتقترب
امسك بيدي ونظر الي باباسامه ثم قال مطمئنا
كرم : بنتك بعيوني عمي لاتخاف عليه
سمير : هسه ارتاحيت عمي
في طريقنا كان هو يقود وانا اجلس ساكنه بجواره احاول منع تلك الدموع من النزول لتفضح امري
كرم: احسج مقهور
رولا: ممم لا بلعكس بس يمكن لان حعوف اهلي
كرم: اذا تردين نضل فد شهر بلعراق وراهة نسافر لحد ماتتعودين على حياتج الجديده
رولا: صدك
ابتسم لي ثم قال
كرم : الي يريحج اني حاضر
رولا: شكرا الك
دخلنا الى تلك القاعه المزينه بالزهور الحمراء  والبيضاء كانت جميله جدا لقد تولى هو كل ترتيبات يوم الزفاف ولم ارى اي شيء منها سوى  اليوم ... انها جميله حقا وتبدوا وكأنها اعدت لحفل زفاف احد الامراء وليس لأناسٍ عاديين
دخلنا الى القاعه بخطوات بطيئه حيث علت اسواط الموسيقى و"هلاهل " النساء
كنت اشعر بالم في قلبي وكان الحزن يتملكني ويسيطر على ملامح وجهي كنت احاول التضاهر بالفرح كنت احاول الابتسام ولكنني وفي كل مره افشل
لاتبكي يارولا لا تبكي لا يجب ان تبكي لا تفضحي امرك انسيه يجب ان تنسيه لا وقت لتخيل عينيه لا وقت لتخيله انسيه انت الان ممسكه بيد رجل اخر رجل قد اصبح زوجك الان والى الابد !
بعد ان انقضى على جلوسنا في المقاعد المخصصه لنا حوالي الربع ساعه
نطق هو اخيرا حيث حدثني قائلا
كرم: يااميره تسمحيلي بهلرقصه
رولا: اسفه بس مااعرف
كرم: لاتفشليني تعالي
امسك بيدي فنهضت معه تقدمنا نحو حلبة الرقص نظر الي وقال
كرم: السلو اختصاصي ممكن ياحلوه تصعدين على حذائي
بدون شعور لبيت له طلبه
يوسف !
اين انت يايوسف .. مع من ؟؟؟
اتعلم انني الان بين يدي رجل سواك اتعلم  انني احترق اتعلم ان قلبي ينزف ويبكي دما
ماذا عن الليله كيف لي ان اتقبله اشعر بالغثيان يايوسف لِم فعلت بي هكذا !
افقت من شرودي حين سمعت تصفيق الناس بحراره علمت حينها ان الرقصه قد انتهت نظرت اليه كان يتفحص ملامحي باباسامه ثم استطرق قائلا
كرم: سبحانك ربي گمر ديركص وياي
تصنعت البسمه وقلت له
رولا : شكرا الك
انقضى الحفل بشكل بطيء جدا وها نحن نتجه نحو المنزل نحو قبري الذهبي ! اشعر بالخوف من ماينتضرني !
في الحجره وعلى ضوء القمر كنت اجلس انا على السرير وقد تملكني الذعر اين هو ياترى فوجئت بالباب يفتح رئيته يقترب نحوي حتى استقر جالسا الى جانبي
حدثني قائلا
كرم: من عيونج مبين عليج مامستعده لهلشي ارتاحي اليوم راح اطلع اكعد بلحديقه شويه وانتي اخذي راحتج وغيري ملابسج
هززت رئسي موافقه خرج هو وبدأت انا بالبكاء لا استطيع ياالهي كيف لي ان اتحمل كل هذا قلبي قلبي يؤلمني هذا ليس مكاني انا لا انتمي الى هنا
فجأه سمعت صوت موسيقى هادئه جميله جدا اعتقد انها تُعزف بالكمان من اين يأتي ذلك الصوت ! ايعقل انه هو لا لا اعتقد

| لَعنةُ الكمانْ العَتيقْ |Where stories live. Discover now