الفصل ١٣ : الجريمة والعقاب I

3.2K 233 194
                                    

( أوشك الحصن على ان يتهاوى ، حيث قصف الرعب أركان الأمان ، صخب الفوضى احرق استقرار الساحة ، استغل الهلع الفرصة ليستولي على قلوبهم فيما اصبحت عقولهم تحت رحمة الذعر ، فما تكاد تسمع غير صرخات استغاثة تبعثها أفواههم ! هل من مجيب لهذا النداء ؟ يقف الجنرال محاصراً في دائرة اليأس فما حدث لم يكن متوقع ، وتلك البيادق تنتظر إشارته بالتحرك لكنه يعلم تماماً ان خطوة واحدة في مسار خاطئ كفيلة بأن تخرجه من المعركة مهزوماً .. وفي أسوأ الأحوال .. جثة هامدة!!)

بيرلو : و ما العمل الآن ؟ نحن لن نبقى مكتوفي الايدي هكذا طويلاً صحيح ؟

( خاطب بكلامه سيده الذي نحر القلق حيلته فجعله يعبث بأصابع يديه عشوائياً وكأنه يحاول تفريغ الوقت ليمضي بسرعة تنسيه هذا الكابوس المزعج ، حتى أحس بيد اخرى تضم كلتا يداه ببعضهما وتقول بهدوء )

بيرلو : اهدئ ! كل شيء بخير ،، لقد قمنا بإخلاء تام وإبعاد الطلبة عن مبنى الجامعة ، هل أنتَ قلق من وجود قنابل داخل مساكن الطلبة ؟

( هز راْسه ببطء نافياً ، بدا وكأن لسانه قد عُقِدْ او اصبح مشلولاً فما عاد بإمكانه اصدار الكلمات ،، ليستقبل سهم آخر ممن يبدو وانه طرف ثالث في الحرب )

ليفان : هييييه ! لستَ جاداً صحيح ؟ أعني ... لطالما تفاخرتَ بقوتك وأنك لا تُهزم ،، والآن في اول تجربة اختبار صرتَ گ نملة دهسها فيل .. ياللعار!

( ورغم برودة كلماته إلا وأنها كانت تلسع بحرارة كافية لتشعل لهيباً في قلب الماستر ، حضر بينهم بجسده فقط أما عقله لم يكن كذلك ،، لقد ضاع في متاهة نسجها خوفٌ ملأ قلبه، كلما وجداً طريقاً للخلاص رأى نهايته مسدودة ، حتى ...)

بيرلو : أتعلم شيئاً ..؟ لن استغرب مطلقاً إن عثرنا على دليل جديد لخيانتك .

ليفان : ههههههههههه اولاً اخرج من هذه الورطة ثم اكتشف خيانتي ،، مع انني لا اعتقد حدوث ذلك طالما انك تعتمد على هذا الفرعون الفاشل

( كتم بيرلو غيظه امام رفيقه اللامبالي ، ولم يلقي اي بالٍ لحديثه المستفز ، ثم عاود توجيه حديثه لسيده ، وقبل ان يلفظ بكلمة دخل الغرفة شخص آخر مسرعاً ، أنفاسه المضطربة تعكس الوضع الحالي خارج الغرفة )

الممرضة : سيدي ! رئيس قسم الشرطة يريد مقابلتك فوراً !!

( رفع راْسه الذي سمح للعجز والاستسلام ان ترسما ملامح وجهه البائس ، لقد تفاقم الوضع اكثر كيف سيبرر للشرطة ما حدث ؟!! )

بيرلو : لا بأس انا سأتولى أمرهم .

الممرضة : لـ..لكن !

( ضغط على يدي سيده راسماً ابتسامة أمل تعيد نبض الحياة الى قلبه واستطرد قائلاً )

بيرلو : ثقْ بي كما أثق بكْ ! سنتجاوز هذه المِحنة معاً .. أليس كذلك ؟

( أومأ راْسه بإيجاب رغم ان وجهه يقول غير ذلك لكن عيناه تخفي مقتَهُ الشديد للخسارة .. بعبارة أخرى " سيفعل شيئاً " .. ولم يخفى ذلك على رفيقه فاتسعتْ ابتسامته اكثر قبل ان تتقلص بسرعة حين سمع كلاماً ساخراً من أكثر شخص يُكِنُّ له البغض في اعماق قلبه )

تَلْعَنُنِي الأموالُ لأَنِّي تركْتُها ، وطَرقْتُ بابَ الانتِقامِ وحيداً ~Donde viven las historias. Descúbrelo ahora