"الحبر الأسود."

2.7K 116 44
                                    

Part :1

"الحياة ما هي إلا مسرح، الجميع يمثل فيه..منا من يأخذ دور البطولة، و منا من يبقي خلف ستار الحياة...كم منا لا يخاف المجهول؟..ذلك المجهول الـ(مجهول...).."

(15سبتمبر1998م)/ يرويها (سامر عبد الله)..مؤلف شاب.

(عندما كُنتُ عائدا من العمل كـ كل يوم تقريبا، و شيئا ما بداخلي جعلني استدير، و اعود الى مكان عملي...الي المسرح، حيثُ اعمل هناك كـ كاتب..و في الثانية عشر منتصف الليل، و من ذلك الاحمق الذي سيذهب لمكان لم يعد فيه احدا غير التماثيل الخشبية التي يضعون عليها الملابس...لكنني نسيتُ محفظتي هناك...انه ليس بعيدا جدا عن منزلي، انا اذهب سيرا علي الاقدام..

بعد مدة..و صلتُ اخيرا للمسرح، و كان المكانُ هاديء علي غير المعتاد، فأنا لم اتجراء ان اخطوا هذا المكان في الليل، و خاصة في الثانية عشر منتصف الليل...بدأتُ اخطو خطواتي نحو خشبة المسرح، و ببطء شديد، و كأن احدا سوف يستيقظ اذا ما انا اصدرتُ صوتا...

بدأتُ اتقدم بخطوات ثابتة، و اعتلت قدماي خشبة المسرح اخيرا..و بدأت يداي تبحثان عن محفظتي، في كل مكان علي الخشبة...و كأنني كنتُ احمقا عندما نظرتُ الى خلف الستار، و ظننتُ انني اوقعتُ محفظتي هناك...و لم اكد افكر، حتى وجدتُ نفسي هناك، في ذلك المكان المعتم، خلف ستار المسرح...

بدأتُ اشعر بشيء غريب هنا..او هناك، او هنـ..لم اعد افكر، عندما وقعت انظاري على ذلك الشيء، ذلك الظل...انه ظلـــــها...
لم اشعر بنفسي، إلا عندما كنتُ موجودا بالقرب من ظلــــها...
و رأيتُ ظلـــــها...لقد كان مثل...لقد كان يضع اشياء في كيس، و كم كنتُ خائفا عندما ترك ظلها الكيس، و بدت انظاره متجهة نحوي، ارتعد جسدي علي الفور...و لم اكن ذلك المجنون الذي يحب اكتشاف المجهول، او ذلك المتهور الذي سيبقى ثانية اخري في مثل هذا المكان..

وجدت ظلها يهبط علي الارض، و يمسك شيء ما "انه ذلك السطور..." لم اكن في وعيّ عندما انبثقت من فمي هذه الكلمات، و وجدتُ ظلـــــها يتجه ناحيتي، و في يده ذلك السطور، ذلك السطور الذي صنعته انا، بقلمي، و بدأتُ اسطر لتاريخ موتي...

اركض، و اركض، و اركض...بين زقاق المسرح، و يختال لي ان ظلـــــها يقترب كلما ابتعدتُ.."انها النهاية"قلتُ من فوهة انشقت في قلبي، و وجدتُ نفسي خارج المسرح، او كتبت"خارج المذبح.."..
لم انتظر حتي انظر خلفي، و اسرعتُ الي المنزل، و بعد مدة من الركض، تذكرت"لا يمكنها الخروج من المذبح...فقط تبعثُ اللحم مع احدا من العمالين معها الي المنازل.."...
"عليك فقط...ان تنتظر دورك..."

وصلتُ اخيرا الي منزلي، فتحت الباب بعجلة، و تذكرت"يجب ان تدخل اي مكان بقدمك اليسري، عدي مكانين..بيتُ الله(المسجد)، و منزلك انت..علك اذا دخلت مكانا اخر بقدمك اليمنى...فلا تلم احدا غيرك..انت، و نفسك.."
عندها دخلتُ بقدمي اليمني، و تذكرتُ ايضا...انني دخلتُ المسرح بقدمي اليمني، و جعلتُ له امانا...

"ظلها"Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu