العُتمة 2 : الشخص الذي رأيتُه..

160 13 34
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظ الشاب العشريني على صوت ببغاءه الرمادي ذو الذيل الاحمر، تسللت أشعة الشمس من خلال نافذة الغرفة لتضفي عليها بعضاً من الدفء وتبدد بخيوطها الذهبية ظلام هذا المربع ، دخل الشاب إلى دورة المياه ونظر للمرآة أمامه ، كان شعره بنياً يحمل بعض الخصل ذات اللون البرتقالي ، عيناه ناعستان بلون الرمال ، بشرته تميل للإسمرار، تقاسيم وجهه لا تعابيرفيها لأنه استيقظ من نومه للتو.

خرج من باب غرفته ثم من بوابة فندق ملفين القاطن في قلب بلدة سيليست قاصداً المقهى الخاص لهذا الشارع ، في طريقه قابل العديد من الموظفين و العمال و طلاباً من مدرسة هالو الإعدادية .. هو تعرف على زي هذه المدرسة لأنه اعتاد ارتيادها عندما كان في عمر هؤلاء الفتيان ، مدرسة مشهورة بالجانحين!،

كان يتأمل تصميم هذه الطرق المكونة من أحجار مسطحة ومتداخلة ببعضها البعض ، على جانبي الطريق دكاكين صغيرة تلبي إحتياجات سكان هذه المنطقة و زوارها, بعد أن أخذ كلاين منعطفاً لليمين وصل لوجهته .. المقهى الاقرب للفندق .. مقهى " ليجت ".

كعادته تناول جريدة هذا الصباح وطلب كوباً من الشوكولا الساخنة وطبق من البيض ، بالرغم من كونه في عمر الخامسة والعشرون إلا أنه لايطلب سوى شراب الشوكولا.

كلاين لاحظ عند مباشرته للقراءة شيئاً ملفت ، في إحدى صفحات الجريدة مربع يتوسط الصفحة يحمل خبر وفاة رجل وإصابة الآخر إثر إنفجار سيارة رحلات في جبل " سكروج " البارحة ، هذا ما لفت انتباهه!

_______________

[ اوووه ، اراهن على أنه ذاك الغبي ]

[ خبر سيء ، أليس كذلك سيدي؟ ]

أخرجني صوت النادل من دهشتي التي استمرت لثوانٍ فقط ، شاب يبدو في العقد الثالث من العمر، تعتلي رأسه خيوط كثيفة من حرير بنفسجي اللون تصل إلى أسفل اذنيه ، عيناه الحادتان تحملان كرتين زجاجية بلون ازرق ، بشرته بيضاء وملامح وجهه تدل على الكآبه ... ماذا يريد هذا الآن؟

...

[ الرجل المصاب يمكث في مشفى البلدة الرئيسي الآن ]

[ أشكرك على إخباري بهذا .. ولكن هل تعتقد بأني لا أجيد القراءة ؟ ]

...

ياللملل ! ملامحه لا تقول شيئاً

[ إذا أحتجت المساعدة بإمكاني إيصالك إلى هناك ]

بعد نطقه بهذه الكلمات أدار وجهه وابتعد عن الطاوله ..

" هااه~؟، رأس الباذنجان ذاك ، تش! يظن بأني أريد الذهاب للمشفى! .... "

على اي حال طعام هذا المقهى يروقني حقاً برغم كونه قديماً ، من الجيد عدم ازدحام الناس هنا .. فبعد كل شيء هو لا يملك سوى ثلاث طاولات بالإضافة إلى التي أجلس عليها الآن، الموظفون هنا يتغيرون كل عدة أشهر، لاشك أن دخلهم الشهري لايكفيهم بما أن تصميم المقهى قديم , يبقى هذا في صالحي أيضاً ! بصراحة ما أعجبني في تصميمه أنه كالكوخ من الخارج فقط.

عَتَمَاتُ الليل. Where stories live. Discover now