العُتمة 5 : الإتِفَاق، للفشَلِ أم النَجَاح؟

31 4 30
                                    

الأربعاء - بعد مايقارب الأسبوع من حادثة الكوخ - مشفى البلدة الرئيسي.

من الغرفة التي تحمل الرقم [305] خرج كلاين بعد زيارة قصيرة لرفيقه الراقد في المشفى سميث ، أفكار متضاربة كانت تدور داخل رأسه بعد أن أخبرته الممرضة أن حال المريض لم تتحسن بعد ،
بالطبع لم يكن يلقي اللوم على نفسه بسبب ماحدث لسميث ، جل تفكيره كان عن خطوته التالية لكسب المزيد من الثروة والحصول على الأشياء الثمينة ثم إيجاد شريك آخر للمساعدة "لحظة!"
توقف عن السير فجأة عند بلوغه للبوابة الرئيسية وقد لمعت في ذهنه فكرة استحسنها لأنه لا بديل لها في الوقت الراهن .. بعدها سار بخطوات واسعة بإتجاه الحافلة المتوقفة في مكانها المخصص لها قبل أن تتحرك إلى وجهتها -الأحياء القديمة- وارتمى بجسده على مقعد الحافلة المتهالك .. كان يبتسم فخورا بنفسه على إيجاده للحل سريعاً
"أجل! ساطلب من السيد أن يقيلني من العمل حتى أجد شريكاً أخر وحينها سأكون حراً بما أفعل .. أنا أيضاً أحتاج للراحة قليلاً"
قالها بتعالٍ مخاطباً نفسه وكأنه واثق بموافقة رئيسه لهذا الطلب.

__________

حطت أقدام كلاين على رصيف البلدة الصغيرة مغادرا الحافلة التي أقلته إلى العمارة السكنية المهترئة ذات الأربع طوابق، تجاوز الباب الرئيسي وبدأ بالصعود على السلالم الخشبية حتى توقف أمام باب احد الشقق في الطابق الثالث،
طرق الجرس عدة مرات ثم فُتح بواسطة أحد زملائه في العمل بعد ان تعرف على هوية الطارق،

كان هذا مقر عملهم الإجرامي هو و سميث وخمسة من الزملاء بالإضافة إلى الرئيس فينو جينوارد صاحب هذه الشقة،
توجه كلاين مباشرة إلى الغرفة التي يقبع فيها مكتب الرئيس وطرق الباب مرتين ثم سمح لنفسه بالدخول..

[ أهلاً! .. لم أرَك منذ مدة طويلة أليس كذلك؟] تحدث كلاين مباشرة بعد اكتساحه الغرفة مع ابتسامة كبيرة تعتلي وجهه القمحي ثم اكمل

[ أعتقد أنها مدة تزيد عن الشهران...] تلعثم قليلاً عند نطقه بالكلمة الأخيرة و انسابت قطرة عرق من جبينه، نظر بتردد في عيني الرئيس الحادة والمشدوقة إلى الأعلى من الجانبين، بينما الآخر مشبّك بيديه فوق المكتب كأنه يكبح جماح غضبه ،
جلس كلاين على الكرسي المقابل للمكتب وهو يقول
[ حسناً حسناً أنا اعلم غلطتي لذا فلتعفني من هذه النظرات الحادة و وجهك المتجهم.. إن هذا لا يروق لنويت أيضاً.. صحيح نويت؟]
ردد الببغاء بذكاء كلمة "صحيح" دلالة على جوابه ثم عاد ليلهو بشعر كلاين البني مجدداً بغير اكتراث.

زفر فينو بقوة ثم زمجر بصوته الخشن على كلاين بنفاذ صبر وهو مقطب حاجبيه
[كم مرة علي إخبارك أن تعود للمقر نهاية كل اسبوع وتعطني تقريرك!! ألا تلقي بالاً بأوامري، أم تظن أنك ستفر من غضبي في كل مرة لأنك العضو الأبرز هنا؟!]

عَتَمَاتُ الليل. Where stories live. Discover now