كيف أُجيبها؟!..

440 35 107
                                    


احترق فتيل شبابي وأنا أبحث بين الكلمات ، بين السطور العابرة عن نغماتٍ تثير شغاف الفكر ،نغمات يتردد صداها بعيداً.. بعيداً جداً
سمعت الكثير والكثير من النغمات .. أين؟! في كل مكان وفي أي مكان تطأه أذناي
كملحن داهمه عامه السبعين على عجل، تعلمت أن أسمع بعيني قبل أذني
و أدركت بأني أستطيع استخدام أذنيَّ للرؤية

وها أنا كهل وقد أثقلت كاهلي الألحان، أجول في المنشية باحثاً عن عصفورٍ أضعته قبل عشرين عاماً، عن صوت بضعة خرزات ترتطم بالأرض بخفة وجمال ، عن طفلة تحاور قطة ، وعن قطرات تتساقط من الغيمة المكدرة فوق تلك الشابة العشرينيّة .

خرجت من الحديقة أمشي رويداً رويداً فلعل وعسى أنغام الهواء تعود كما عهدتها مسامعي قديماً
التفت يمنةً و يسرة ..تغيرت ملامح البلاد كثيراً في الآونة الأخيرة.. أصبحت تصرخُ وتردد بكثرة وبعالي الصوت "انظر يا فارس لقد أصبحت عجوزاً " ...كيف للتراب أن يصرخ ؟!...كيف للهواء أن يصيح أو للأبنية أن تتحدث ؟!.
المرايا في كلِّ مكان تلك السطوح العاكسة الشريرة وكأنها لا تريد لعجوزٍ مثلي أن يقضي أخرَ أيامهِ برخاء ، تهمس دوماً لعينيَّ " ملأت صاحبك التجاعيد يا مسكينة .. ليس الزمان طويلاً لتصعدا معاً إلى السماء "، .. تلك الخبيثة تدهشني بكلامها المحبط وبتذمراتها المبهمةِ لغيري.

العجيبُ هو أنني لا أكفُ عن التفاجؤ عندما أرى انعكاسَ تلك التضاريس الزمنية المنقوشة -باحترافيّة- على وجهي ويداي.
والأغرب أنها -ومهما حصل- ما كفت عن مضايقتي بظهورها من الخفاء أمامي ... ياله من واقع مؤلم ذاك الذي يرغمني على احتمال جنون كهذا.

تلك الذات القابعة بالمرايا ...آهٍ كم أتمنى لو أمكن لعجوز مثلي الرد على قباحة أساليبها الماكرة ..

ولكن كيف نجيب الحقيقة ؟!...
-----------------

لا أذكر ماذا كانت سابقا لكني أريد حقاً تحويلها لقصة ،يوميات ، أي شيء .
لا أعتقد بأنه علي التوقف هنا فقط .

هل من أفكار ؟!

متمايزة Where stories live. Discover now