" وتران "

19 1 1
                                    

١٤ آذار ٢٠١٧
-------------------

أخاف أن تختفي ألوان الصور لكثرة نظري إليها ، أخاف أن تتجرعها مقلتاي بالكامل فأندم على عدم الاحتفاظ بها بعيدا عن عيوني المتلهفة لتذوق كل لون بها ،كل ذكرى محفوظة داخل أركانها

لم أشعر يوما أن للكلمات التي خطتها أناملي معنى ، لطالما أزعجتني ،ولطالما كرهتها ،كرهت الأقلام التي كتبتها بها، وحتى تلك الأوراق الأثمة التي لم تبصق تلك الأحرف العابثة بعد وقوعها عليها كرهتها .

بعد كتابة أي كلمة على مفكرتي أنا لا أقرأها،  أوليست المفكرة قفص أحبس فيه أفكاري، وأأتمنه على حفظها فلا تخرج منه ،وأنا تخيفني قراءة أفكاري، ألّا تجد طريقا للهرب من نفسك فتؤب كسير الجناح إليها ،شعور أصعب بألمه ،يخيفني ذاك الجدار الذي بنيته بين أفكاري، وتحليلها بين كلماتي ومعانيها، بين الثغرات المنتشية بالنقص الذي تنتمي إليه وبدوري أنتمي إليه .

ورغم أن إدراكهما كلتاهما بحاسة البصر إلّا أن الفرق الشاسع بين مشاعري لغياهب الكلمات وتألق الصور يؤرقني،والغريب هو أن الكلمات تتسرب من ثقوب الصور بطريقة كئيبة بينما تخرج صريحة من معابر السطور دون خداع .

لا نحتاج ألحاناً لنغني ، ولا تحتاج الأقلام أفواهاً لتتكلم، عشعشت توهمات وتكهنات الأرق الممزوج بسهاد الدجى عقارب الساعات القاطنة ضمن مهاجع الحبر المدسوس في ألسنة الأقلام ، وأنطقتها الحالات اللاشعورية لمستخدمين وطأت أعينهم مخاوف الأجواف الفارغة الممتلئة بمشاعر لا حقيقة تقطنها، ولا تفسرها حتى أضغاث الأحلام المنتشرة في آفاق خيالية صاغها حاضر متربع فوق واقع أليم سعيد "مريض".

لن أرتدي ذاك اللجام الذي يقيدني بي كما تفعل الصور ولن أفسح المجال لنفسي لتتجاوزني كما فعلت الأقلام ... أوليس خير الأمور أوسطها؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 21, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

متمايزة Where stories live. Discover now