Part 2 : Falling

233 32 26
                                    


صفعة قوية كسرت بصوتها سكون الغرفة .

وقف متفاجئاُ واضعاُ يديه علي خده

- الامر ليس كما تتوقعينه !

كانت تلك اولي كلمات آلدين , كانت الصفعة قوية و غير متوقعة لدرجة انها اوقعت هاتفه من بين يديه , عندما كان يتخيل حياته , لم يكن يتوقع يوماً ان يتعرض للضرب علي يد فتاة , حسناً لقد تخيل الامر مرة او مرتين ! , لكن لم يتخيل يوماً ان تعود الفتاة للنوم بعد القيام بصفعه ! كم أنها غيرُ متوقعة !

- هــي .. أنتِ ؟؟

لم تقم بالرد , انحني بهدوء و قام بالتقاط هاتفه , أطلق زفيراً معبراً عن الارتياح عندما وجد أن لا ضرراً قد لحق بالهاتف

- لا تشغل بالك كثيراً

التفت آلدين ليري مصدر الصوت , كانت هذا صوت الفتاة الاخري

- انها مجنونة و الجميع يعرف هذا , ليس عليك ان تحمل الضغينة تجاه ما فعلت

اومأ آلدين رأسه موافقاً , مجنونة ؟ , تسائل هو , ثُم عاد لمكانه

انها .. تبدوا غافلة بكل شيء حولها , تبدوا متسرعة و غير مهتمة , ملامحها عندما صفعتني .. كانت باردة , لم يبدوا عليها الغضب حتي .

هي تكره كل شيء , هي .. تكره هذه المدرسة , هذا المكان , هذه المدينة , هي ... تكره هذا العالم الملتوي ..

" مـ.. من تكون ؟ "

تذكر صوتها , تذكر سؤالها

انا .. مثلكِ , هذا العالم الملتوي , أكرهه.

------------

- كيف أديت بالامتحان ؟

قالت مبتسمة , كانت والدة آلدين واقفة امام المدرسة بسيارتها , كانت سيارة بسيطة ذات حجم متوسط , تلك السيارة التي قد تراها بحوزة أي أم عاملة

- أمي .. حقاُ !

قال بتنهد

- أخبرتك أن ترحلي ! , يُمكنني العودة للمنزل وحدي

- هل تذكر تلك المرة التي قلت بها نفس الكلام ثم اتصلت بي في الساعة العاشرة مساءً ؟ اتذكر كيف كان صوتك ؟

ثم أكملت بنبرة منخفضة مُدعية البكاء

- " أمــي .. لقد فقدت الطريق , تعالـي خذيني " .. هل تذكر ؟

قالت و هي ترمي الضربات علي ذراع ولدها

- آه امي هذا مؤلم توقفي ! , كما انني كنت في السادسة عشرة وقتها

- كُنت في السادسة عشرة منذ ثلاثة اشهر ! , هيا بنا اركب السيارة

قالتها ثم عادت نبرتها المبتسمة

- أمي ..

قال آلدين

- لا تتحدث كثيراً , لا تنسي أنني اقوم بالقيادة

اجابت هي , ابتسم نصف ابتسامة و نظر لوالدته الجالسة علي مقعد السائق بجانبه

- متي ستتوقفين عن الكذب .. امي ؟

لم تقُم برد فعل , فقط اختفت ابتسامتها و اكملت النظر في الطريق

امي .. أنا لن اختفي ..

-------------

كانتا واقفتين امام المعلم

- الطالبة اماندا , الطالبة ساندي ..

- سايكي قالت سايكي مقاطعة

- ايا كان , أظن ان فترة الحجز قد هدأت الامور بينكما و أتمني ان تعتذرا لبعضكما

- حسناً

استدارت سايكي نصف دائرة و واجهت اماندا

- أنا اعتذر

- ما هذا ؟ هل تتوقعين ان اتقبل هذا الاعتذار و انتِ تحملين هذا الوجه الجامد ! . قالت اماندا بغضب . اعتذري بطريقة صحيحة !

اجابت سايكي بوجهها الجامد و بنفس النبرة الهادئة

- تيك توك تيك توك .. أتسمعين هذا ؟ انه صوت وقتي .. و انا لا اظن ان وقتي سيرضي بخسارة هذه الثواني , فكما تعلمين , كل دقيقة تمر تُقربنا اكثر للنهاية

- يا لما تفعلين هذا بحق الجحيم !؟ . صرخت اماندا

- فتيـات ! اهدأوا ! , سايكي لقد تماديتي .. اعتذري الان !

صرخ المعلم لترُد عليه بنبرتها التي لم تتغير منذ بداية الحوار

- لقد اعتذرتُ مرة بينما هي لم تعتذر ابداً

- لقد قُلت .. اعتذري ! . صرخ المعلم

- حسناً .. قالت هي لكن تلك المرة بدي صوتها منكسراً قليلاً .. ثم اعتذرت

العديد من الاصوات كانت تصرخ في عقلها " أسفة لن اكررها مرة اخري .. اسفة ارجوك لا تضربني ! .. أسفة سأصلح هذا علي الفور .. اسفة لم استطع القيام بهذا .. اسفة لم اجد ذاك .. اسفة , اسفة , اسفة , اسفة , اسفة ... اسفة .. انا ... علي الرحيل "

--------------

عندما عادت الي المنزل , لم يكن هُناك من ينتظرها ..

دلفت غرفتها ثم رمت بجسدها علي سريرها

ميترو لندن .. برج ايفل .. جسر الجولدين جيت .. شلالات نياجرا .. تُري أي مكان سيكون اجمل ؟

تسائلت هي ...

همت بالنهوض ثم وقف امام نافذتها بالطابق السادس

سأذهب الان

ثٌم قفزت ..

اليس مضحكاُ ؟ كيف لا يمضي الوقتُ اثناء السقوط ؟


* ملاحظة : الاماكن المذكورة بالاعلي هي الاماكن التي سجلت اعلي نسب الانتحار في العالي


-----


عندما هبطت .. كانت سايكي شوبان تقف فوق مرج اخضر , كان بعض الاطفال يركضون , الرجل يسير مع كلبه , امرأة تسير مع زوجها , عجوز تقوم باطعام الطيور ... ثُم نظرت للسماء ... كم كانت الشمس ساطعة !



يُتبع

-----

Please support and vote

أبعد من السماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن