صفعة قوية كسرت بصوتها سكون الغرفة .
وقف متفاجئاُ واضعاُ يديه علي خده
- الامر ليس كما تتوقعينه !
كانت تلك اولي كلمات آلدين , كانت الصفعة قوية و غير متوقعة لدرجة انها اوقعت هاتفه من بين يديه , عندما كان يتخيل حياته , لم يكن يتوقع يوماً ان يتعرض للضرب علي يد فتاة , حسناً لقد تخيل الامر مرة او مرتين ! , لكن لم يتخيل يوماً ان تعود الفتاة للنوم بعد القيام بصفعه ! كم أنها غيرُ متوقعة !
- هــي .. أنتِ ؟؟
لم تقم بالرد , انحني بهدوء و قام بالتقاط هاتفه , أطلق زفيراً معبراً عن الارتياح عندما وجد أن لا ضرراً قد لحق بالهاتف
- لا تشغل بالك كثيراً
التفت آلدين ليري مصدر الصوت , كانت هذا صوت الفتاة الاخري
- انها مجنونة و الجميع يعرف هذا , ليس عليك ان تحمل الضغينة تجاه ما فعلت
اومأ آلدين رأسه موافقاً , مجنونة ؟ , تسائل هو , ثُم عاد لمكانه
انها .. تبدوا غافلة بكل شيء حولها , تبدوا متسرعة و غير مهتمة , ملامحها عندما صفعتني .. كانت باردة , لم يبدوا عليها الغضب حتي .
هي تكره كل شيء , هي .. تكره هذه المدرسة , هذا المكان , هذه المدينة , هي ... تكره هذا العالم الملتوي ..
" مـ.. من تكون ؟ "
تذكر صوتها , تذكر سؤالها
انا .. مثلكِ , هذا العالم الملتوي , أكرهه.
------------
- كيف أديت بالامتحان ؟
قالت مبتسمة , كانت والدة آلدين واقفة امام المدرسة بسيارتها , كانت سيارة بسيطة ذات حجم متوسط , تلك السيارة التي قد تراها بحوزة أي أم عاملة
- أمي .. حقاُ !
قال بتنهد
- أخبرتك أن ترحلي ! , يُمكنني العودة للمنزل وحدي
- هل تذكر تلك المرة التي قلت بها نفس الكلام ثم اتصلت بي في الساعة العاشرة مساءً ؟ اتذكر كيف كان صوتك ؟
ثم أكملت بنبرة منخفضة مُدعية البكاء
- " أمــي .. لقد فقدت الطريق , تعالـي خذيني " .. هل تذكر ؟
قالت و هي ترمي الضربات علي ذراع ولدها
- آه امي هذا مؤلم توقفي ! , كما انني كنت في السادسة عشرة وقتها
- كُنت في السادسة عشرة منذ ثلاثة اشهر ! , هيا بنا اركب السيارة
قالتها ثم عادت نبرتها المبتسمة
- أمي ..
قال آلدين
- لا تتحدث كثيراً , لا تنسي أنني اقوم بالقيادة
اجابت هي , ابتسم نصف ابتسامة و نظر لوالدته الجالسة علي مقعد السائق بجانبه
- متي ستتوقفين عن الكذب .. امي ؟
لم تقُم برد فعل , فقط اختفت ابتسامتها و اكملت النظر في الطريق
امي .. أنا لن اختفي ..
-------------
كانتا واقفتين امام المعلم
- الطالبة اماندا , الطالبة ساندي ..
- سايكي قالت سايكي مقاطعة
- ايا كان , أظن ان فترة الحجز قد هدأت الامور بينكما و أتمني ان تعتذرا لبعضكما
- حسناً
استدارت سايكي نصف دائرة و واجهت اماندا
- أنا اعتذر
- ما هذا ؟ هل تتوقعين ان اتقبل هذا الاعتذار و انتِ تحملين هذا الوجه الجامد ! . قالت اماندا بغضب . اعتذري بطريقة صحيحة !
اجابت سايكي بوجهها الجامد و بنفس النبرة الهادئة
- تيك توك تيك توك .. أتسمعين هذا ؟ انه صوت وقتي .. و انا لا اظن ان وقتي سيرضي بخسارة هذه الثواني , فكما تعلمين , كل دقيقة تمر تُقربنا اكثر للنهاية
- يا لما تفعلين هذا بحق الجحيم !؟ . صرخت اماندا
- فتيـات ! اهدأوا ! , سايكي لقد تماديتي .. اعتذري الان !
صرخ المعلم لترُد عليه بنبرتها التي لم تتغير منذ بداية الحوار
- لقد اعتذرتُ مرة بينما هي لم تعتذر ابداً
- لقد قُلت .. اعتذري ! . صرخ المعلم
- حسناً .. قالت هي لكن تلك المرة بدي صوتها منكسراً قليلاً .. ثم اعتذرت
العديد من الاصوات كانت تصرخ في عقلها " أسفة لن اكررها مرة اخري .. اسفة ارجوك لا تضربني ! .. أسفة سأصلح هذا علي الفور .. اسفة لم استطع القيام بهذا .. اسفة لم اجد ذاك .. اسفة , اسفة , اسفة , اسفة , اسفة ... اسفة .. انا ... علي الرحيل "
--------------
عندما عادت الي المنزل , لم يكن هُناك من ينتظرها ..
دلفت غرفتها ثم رمت بجسدها علي سريرها
ميترو لندن .. برج ايفل .. جسر الجولدين جيت .. شلالات نياجرا .. تُري أي مكان سيكون اجمل ؟
تسائلت هي ...
همت بالنهوض ثم وقف امام نافذتها بالطابق السادس
سأذهب الان
ثٌم قفزت ..
اليس مضحكاُ ؟ كيف لا يمضي الوقتُ اثناء السقوط ؟
* ملاحظة : الاماكن المذكورة بالاعلي هي الاماكن التي سجلت اعلي نسب الانتحار في العالي
-----
عندما هبطت .. كانت سايكي شوبان تقف فوق مرج اخضر , كان بعض الاطفال يركضون , الرجل يسير مع كلبه , امرأة تسير مع زوجها , عجوز تقوم باطعام الطيور ... ثُم نظرت للسماء ... كم كانت الشمس ساطعة !
يُتبع
-----
Please support and vote
أنت تقرأ
أبعد من السماء
Science Fictionفي سن الرابعة ، اكتشفت "سايكي شوبان" ان الحياة اكثر رعباً و ظلمة من قبو جدتها القديم . تصميم الكوفر : taegolden ❤❤