Part 8 : A little bit longer

152 21 40
                                    

آلدين

-------

عندما كُنتُ في سن السابعة , تم اختياري للتمثيل في احدي مسرحيات المدرسة , كُنتُ أشعر بالاحراج و لم أعلم اي دور قد يناسبني و عندما وقفت علي المسرح كان الجميع ينظر اليّ ينتظرون ماذا سأقول , وقتها ادركت ان المسرح ليس لي .. لكن اذا أراد أحدهم ان يُعطيني دوراً في مسرحية ما , فلا شك أنني سأكون الشخصية التي تموت اولاً .

" مرحباً أنا آلدين وأتمني ان نستمتع سوياً "

كانت تلك هي الكلمات التي اقولها في كل مرة انتقل فيها الي مدرسة اُخري , كنتُ أبتسم و اعامل الجميع بتفاهم , لم أُرد ان يشعر أحدهم بأنه خارج الدائرة , أردت من الجميع التفاهم , أردت ان نكون جميعاً أصدقاء !

كُنت ماهراً بالالعاب الرياضية , الركض , السباحة , كُرة القدم , كُرة السلة , حتي تلك الالعاب التي لم يُسبق لي ان لعبتها من قبل , اذا قُمت بتجربتها انجح بسهولة , وزني الخفيف كان يساعدني علي التحرك و بنيتي القوية كانت تجعل اللعبة اسهل كثيراً بالنسبة لي .

من بين جميع الالعاب التي لعبتُها كانت المفضلة عندي هي المُلاكمة , القُدرة علي حماية نفسك , اصدقائك , و من حولك , كانت هي السبب الرئيسي لحُبي لتلك الرياضة , يجب أن اكون قوياً اذا أردتُ حماية تلك الدائرة الصغيرة , يجب أن أحميهم ! , هذا ما كُنت أظنه .

في سن العاشرة , هذا السن الذي يبدأ الطفل فيه ببناء عالمه الصغير المليء بالاحلام , هذا السن الذي قد يكون فيه المرء اي شيء , قد يُصبح الرجل الخارق في الظهيرة او الرجل العنكبوت في المساء ! , هذا السن الذي .. تغير فيه كل شيء ...

فتي ضخم , بشعر اسود , انتقل الي مدرستنا , كان هذا هو اول خطر واجه دائرتي الصغيرة ..

- لا تعبث مع اصدقائي !

صرختُ انا , كُنت اقف وراء المدرسة حيث كان يأخذ ضحاياه من اصدقائي و يقوم بابتزازهم بأشد صور العنف و اقبحها

نظر هو وقتها الي صديقي المُلقي علي الارض و ابتسم

- انه ليس غاضباً اذاً لما أنت غاضب ؟

قال هو , شعرت بالدم يغلي في عنقي و صرخت

- الطيبون لا يضربون زُملائهم !

تلك النظر علي محياه , نظر اليّ و كأنما ينظر الي حشرة ! , ثم تقدم بضع خطوات نحوي و قام بالامساك بقميصي و رفع رأسي للاعلي .

وقتها استوعبت , كم كُنت صغير الحجم مقارنة به

أمسك هو بنظاراتي و قام بالقائها علي الارض

- عينان زرقاوان ؟ أشعر بالسوء نحوهما !

تمتم هو ثُم قام بضربي بقضبة يده

أبعد من السماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن