part1

914 102 43
                                    

"كنت أريد أن أعيش الحياة، حياة مختلفة. لم أكن أريد أن أذهب إلى نفس المكان كل يوم وأن أرى نفس الناس وأقوم بنفس الأعمال. أردت تحديات مثيرة للاهتمام. "
هاريسون فورد






أتنفسُ ببطأ وبصعوبة وأعيني تنتقل بترددّ نحو أخي الأكبر ازاد الذي يشربُ الحليب في المطبخ ويحكّ بطنه باليد الأخرى.
أنا طلبتُ منه النجدة روحيًا لكنه فور ملاحظته لنظراتي أدار ظهره لي متظاهرًا أنه مشغُول بصنع شيء آخر كإفطار.

لم أكُن أعلم فعلًا أن أبي سيُوافق بسهولة.
لم تكُن هناك حتّى فرصة ضئيلة!

فكرة ترك امريكا والذهاب للدراسة في للخارج كانت تراودني دائمًا.
حتى أنني قد تقدمت بطلب لبعض الجامعات في الخارج بالسّر مع تود.

لكن لماذا؟ لماذا فجأه اخبرتهم عن رغبتي؟
لمَ وبطريقه غير مسؤولة هكذا؟

قد يكون السبب يعود وكالعادة لوالدتي.
أنا ضقت ذرعًا ولم أعد أستطيع تحمّل تصرفاتها الصبيانية.
منذ الصغر، أنا وازاد كنّا نبحث عن حقيقة كونها والدتنا أم لا.
وللأسف بدى الأمر كذالك.

حين التحدّث عن والدتي، فمن المستحيل أن يُقاطعني شخصٌ ما بعبارة - أفهمُ ما تقولينه-
لأنها حالة خاصّة تمامًا.
لن ترى أبدًا والدة ترفُض طلب مُدرس خصوصي لإبنتها بسبب رحلتها لواشنطن نهاية الأسبوع.
أعني ان انفقت مال والدي عليّ حينها كيف ستتبضع هناك؟

لن ترى والدة تأمرك كل يوم للذهاب للسوبر ماركت ليلاً للحصول على طعام ستيڤين العضوي والصحي.
ثمّ في اليوم التالي بعد المدرسة تصرُخ عليك لأنك فشلت في الاختبار التجريبي.

لن ترى والدةً تطمحُ لكونك طبيبًا.
رُغم أنك أخبرتها مرارًا وتكرارًا أنك ستُصبح صيدلي، وترجيتها بصدق حتى تتوقف عن إخبار جميع أقاربك عن نيتك المزعومة لدخول كلية الطب.

أنا متعبة ، لم أعد أتحمل الأمر.
أريد حقًا جرّها لعيادة نفسية حتى تتعالج لكن ازاد أخبرني أنه للأسف لا خطبَ فيها.
أي نوعٍ من الأمهات التي يُمكن أن تتصرف هكذا؟ الرب وحده يعلم.

والدي أخير اعتدل ورفَع رأسه من شاشة الحاسوب ثمّ قال بحزم
" من مطار سان فرانسيسكو الى ستولكهم ، محطة توقف واحدة ، ثلاث آلاف دولار "

هي تتنفّس.Where stories live. Discover now