♠ Episode 1 ♠

603 70 151
                                    

< كم بقي من الزمن >

كانت السيدة " كيم " عبارة عن هيكل عظمي لكائن حي , شكلها النحيل جعلها تشبه هيكل لعبة أطفال مؤلفة من مفاصل و أطراف , يبرز من جسدها المقلقل وجه يرقاني بعينين باردتين عديمتي العاطفة دّلتا على حنكتها وشدة ذكائها في إدارة أعمالها وهذا ما أوصلها لمكانةٍ عظيمة لتصبح مالكة أكبر جامعة بحوث علمية في كوريا , لم تكن تبلغ من العمر أكثر من 41 ولكنها بدت وكأنها في مقتبل الستينيات. 

- كانت في مكتبها الواسع في مبنى جامعة سيؤل الدولية حين استدعت الآنسة مينا إليها , وحده فخامة مكتبها يبث الذعر في قلوب زواره , فما من أحد يستطيع الدخول إليه ما لم يكن ذو شأن عظيم , فما عسى أستاذة شابة لم يمضي على بدأها العمل في الجامعة شهرين ؟! 

قادت السكرتيرة "أوه " الآنسة مينا الى عتبة مكتب السيدة كيم ثم تركتها هناك لتكمل وحدها طريقها نحو مصيرها المجهول , قالت السيدة كيم بصوتها البارد :

" بإمكانك الجلوس هنا آنسة بارك " ثم أشارت إليها بالكرسي المقابل لمكتبها

" شكرا سيدة كيم "

" لنجعل الأمر مختصراً آنسة بارك ... لم يمضي وقت طويل على مزاولتك لعملك .... "

" هل فعلت شيئاً خاطئاً ؟ هل ستطردني ؟ " هذا ما تراود الى عقل مينا

" ولكنك تملكين أسلوباً مميزاً في تعليمك للغة الانكليزية , لقد لاحظت تطوراً سريعاً في مستوى طلابك وعلاماتهم لذلك سأعطيكِ فرصة عمرك , دعي التدريس في الجامعة وكرسّي نفسك لتدريس طالب واحد "

" لماذا سيدة كيم ؟ هل اقترفت أي خطأ ؟ هل تصرفت بطريقة لا تليق بالجامعة ؟ "

" أنا أعطيكِ حرية الإختيار ولا أجبركِ على شيئ , لعل ذلك يعني بأنكِ لم تفعلي أي شيئ خاطئ "

" إذاً عن أي نوع من الطلاب تتحدثين ؟ ولم يتوجب عليي ترك الجامعة ؟ أستطيع فعل الأمرين معاً , أعني الطالب والجامعة .. "

" لا أحب المحادثات الطويلة والأسئلة الكثيرة آنسة بارك , وبالرغم من ذلك سأقول بأن الطالب لديه حالة خاصة ويحتاج للتلقين المنزلي حصراً , لن تتلقي أي معلومة إضافية ما لم تقبلي بالعرض , وإن قبلتِ فإنك ستتقاضين ضعفي الأجر الذي تتقاضينه هنا , لذلك ليس عليكي القلق بشأن ذلك . "

" هل لي ببعض الوقت لأفكر بالأمر سيدة كيم ؟ "

" لديكِ حتى صباح الغد , والآن بإمكانك الانصراف آنسة بارك "

- ليست لبقة أبدااا , كيف لها أن تكسب ثقة الناس من حولها بشخصية كهذه ؟ هذا ما فكرت ب سورا ...

لمَّ يتوجب عليها أن تضحي بحلمها الذي حققته لتوها من أجل مستقبل يُرفض الإفصاحُ عنه ؟ لن تقبله ... هذا ما قررته فوراً , لن تبيع حلمها كسلعة كما يفعل الآخرون , إن حلمها هو تغيير أفكار أمة منذ نشأتها , هذا ما يعنيه التعليم بالنسبة إليها , هو فرصة لزرع الأمل في قلوب المراهقين و حاملي المستقبل وليس الاعتناء ب مدللي الأمهات الأغنياء .

 تَنَفس هَواها عَني Where stories live. Discover now