1.DEATH.

506 14 13
                                    

الفَصل الأول : الموت.

إن كنتم تظنون أن الحقيقة الأكثرُ رُعباً على هذه الأرض هي الموت، فأنتم بالطبع مُخطئون؛ لأن ما يُخيف حقاً هو ما بعد ذلك.

لا يُمكنك وصف الأمر إن لم تعشهُ بِـنفسك !، إن الفكرة القابِعة خلف الموت وذلك الغياب المُهيب الذي يأتي بعد ذلك، اختفاء الميت لمرةٍ واحِدة بِـلحظةٍ مُفاجِئة دون أن تُدرك واستحالة عودته مهما انتظرت بيأس ليس هُنالِك على الأرض ما هو أكثر رعباً وفزعاً من ذلك..
إن الصمود أمام ذلك وامتلاك القُدرة على استيعابهِ يتطلب الكثير من القوةِ ورباطة الجأش حتى لـربما تتمكن من النجاة بِعقلك أمام هذهِ الحقيقة دون أن تُجن!

بالنسبة لي لم يَّكن الأمر كذلك، لا أملك هذهِ القُدرات الهائلة حتى أتمكن من مجاراة الأحداث جميعها مرةً واحِدة فَـ فالحقيقة أنا هشةٌ للغاية وداخلي غيرُ متزن، أحبذ العيش في جوٍ هادىء وأكرهُ الجو المُتقلب والعواصف الغير متوقعة، أفضل القِطط على الكلاب ولا أُحب الزهور المبهرجة وذات الرائحة القوية، تُعجبني اللوحات ذي الألوان الناعِمة وأفضل الرسومات الواضِحة..
لذا لا أظنني قادرة على مُجاراة هذهِ العاصفة !

- أوليڤيا.

*Writer POV*
15:00 PM

وقفت أوليڤيا بِـرداءها الأسود أمام المرآة تنظر لِـنفسها بِـوجهٍ خالٍ من التعابير " أكرهُ هذا، لا يُناسبني " قالت بِـتذمر قاصدةً الثوب ولونه ثم رفعت شعرها بالكامل

" أوليڤيا.. ألم تجهزي بعد؟ لقد بدأ الناس بالوصول عليكِ أن تكوني في استقبالهم " جاء صوت من خارج الغُرفة

لم تُبدِ أوليڤيا أي رد وتوجهت نحو الباب بِـصمت وخرجت " أوه لقد أفزعتني " قالت الأُخرى بفزع لظهور أوليڤيا المُفاجىء وتوجهت بعد ذلك للصالة حيث الجميع ..
كان صوت الحديث والضحِكات يَّعلو مع اقترابِها من الصالة ( يبدو أن الجميع يحظى بِـأُمسيةٍ لطيفة ) فكرت في نفسها، ولكن سُرعان ما انقلبت الأجواء فور ظهورِها بالرغم من أنها لم تقل او تفعل شيئاً ( أكره الجو المُتقلب ) قالت في نفسها وأومأت رأسها بِـخفة للأعين المتُجهةِ نحوها.

كان الثوب الأسود يتماشى جيداً مع بشرتها الفاتِحه ووجنتيها الورديتين ولو أنها لم تُحبه، والطريقة المُبعثرة التي جمعت بها شعرها الأسود جعلتها تبدو في غاية الجمال دون أدنى مُحاولةٍ منها بأن تبدو كذلك.. وبالرغم من ثبوت ملامحها وبرودها والهالة الحزينه المُحيطةِ بِـها كان الجميع ينظر لها بأعينٍ مُتسِعة بأن كيف لِـأحدٍ أن يبدو جميلاً هكذا في حِداد!! 

London 00:00 | H.SWhere stories live. Discover now