سراب

65 3 0
                                    

أمشي على الشاطئ الذهبي، الرمال الساخنة تحشو فجوات أصابعي و اتجه نحو المياء الزرقاء الباردة، أرى الافق، ذلك الافق المفعم بالآمال و الاحلام، بالحب و الحياة، مما حرر عقلي، اعيش صراعا مع الماضي، ذلك الماضي المبعثر، لا أعلم هل بوسعي الإستمرار و هذه الحرب تلازمني، في واقعي و في خيالي.

أتذكر حينما احببت للمرة الاولى كان شابا في عمر الزهور، شهم و خام، أبيض ذو ملامح سوداء رجولية . أتذكر ذلك اليوم الجميل، على قمم الجبال البيضاء، يوم لا يتذكر تفاصيله سوى الخالق و أنا.

أتذكر الفرص التي أضعتها بغباء لا متناهي، و لازال الندم يلازمني. ما هي إلا انانية مني، اعلم انه لو عاد بي الزمن لتصرفت بالمثل، بتكبر و غباء و عجرفة، لكن لا أتحمل رؤية اشيائي عند غيري، أتسائل مرارا أ كانت حقا أشيائي، أم هدايا قدمها لي الزمن مؤقتا، لأدرك مدى حقارتي ثم سلبها... أم أنها ختبار لا غير..

أتذكر كل أولئك البشر الذين مروا في حياتي كسراب، كوهم لم يتبقى منه إلا رماد قلبي و بعض الذكريات الضائعة في مكان ما فوق الأرض و في عقلي، منهم من مات، منهم من أتعست و الآن يسعد، و منهم من أتعسني و الآن يسعد، يا لها من حياة. أين هو ثأري؟ متى موعدي؟

أتذكر صديقة بريئة مرت أيضا كالسراب، لم تجمعني بها ذكريات بل مشاعر قوية، صداقة سحرية كسحاب متماسك تلاشى، تلاشى بسببي. كانت من أشيائي.

أتذكر خيبتي، كرهي في هذه الدنيا و حيرتي، أنثى اسمها فقط يخنق انفسي و يلقيني في جحر اسود لأيام، انثى أوجعتني و أبكتني رغم انها لم تكلمني، كبريائي يحتضر في هذه الأثناء، لكن حزني أضعاف كبريائي.

أتذكر شخصا حنونا مر يوما ما و رحل، رحل بمجرد زلة من لساني، شخص رحيله لطال ما ألمني، لا أعلم أحقا كان في رحيله خيرا...لست متأكدة، لعله خير، بهده العبارة أنشف دمعاتي.

فصول مبعثرةWhere stories live. Discover now