الطائر الكاذب

42 1 0
                                    


لقد راحت الشمس و اسودت السماء، كم هو جميل لون السماء، كم هو جميل نور القمر و النجوم، و كم هو مسود باطني . برد قارص يلسع جلدي في هذه الاثناء، لا ارتدي سوى ثوب أسود خفيف . في مثل هذا المكان لطال ما تمنيت أن أعيش، مكان بسيط و راق، كوخ خشبي ذوقي على الشاطئ، مع ذلك العاشق التائه، الذي صمم حياتي و رحل، تركني حائرة بين تصميمه و الواقع، بين ما أردت و ما أجبرت أن اتقبل . أفكار كثيرة تتبادر إلى ذهني في هذه الأثناء، اشتقت لنفسي..

كان أيارا دافئا آنذاك، و كنت طفلة صغيرة في عمر زهرة لم تتفتح بعد، و كان هو شهم و شاب، كان كل شيء بسيط و جميل، و كانت أيامي سعيدة .

كان ذلك الحلو يتكلم و أنا أحدق بأدق تفاصيل وجهه اللطيف، توقف الزمن و تبعثرت ملامح المكان و أحببت، لا أدري هل بوسعي وصف ذلك الاحساس لكنني لازلت أتذكره كما لو كان يوم أمس، كما لو كان قبل ثانية.

ربما كان يعشقني ذلك الأمير، و كان يفرحني حقا، كنت أتزين كلما أتيحت فرصة لقائنا، أجلس أمام المرآة و أكتحل، و أخفي بعض من عيوبي و لا أقنع، ثم أخفي ما تبقى، أضع حمرة الشفاه، و بودرة الخدود، وجب أن أبدو أكبر من عمري لئلائم مقاسه.

كان يوما لن يتكرر، و نظرات يعجز المعجم عن وصف تأثيرها . في أعالي القمم البيضاء، الى حد ما مثل الحكايات تماما...يوم قد نساه ذلك الكاذب على الأرجح لكنني لن انسى.

هناك طائر ميت مدفون بين ثنايا عقلي و في قلبي، ذكرى ترسم ابتسامة على محياي كلما تذكرت، تحارب خيبتي و تذكرني كم كنت سعيدة، حلم لن يتكرر سوى بحدوث معجزة...

فصول مبعثرةWhere stories live. Discover now