بسم الله الرحمن الرحيم
حكى الجاحظ،
نقلا عن مشايخ له ما مؤداه ان رجلا مروزيا كان يكثر السفر في حج،
او تجارة،او فيهما معا، فينزل في العراق عند رجل يستضيفه،
ويكرمه احسن إكرام،
ولما كثر ذلك احس ان من حسن رد الجميل ان يقول شيئا.
فقال المروزي يوما يخاطب مضيفه العراقي :
"اي سيدي، لقد اغرقتني بمنك وكرمك،
واذا كنت لا استطيع ان ابادلك هنا معروفك بمعروف حيث ان الله قد اغناك عني في بلدك،
فأني كم اتمنى ان تهيئ لك الاقدار رحلة الى "'مرو "' حيث استطيع ان ارد لك بعض جميلك "
وشاءت الاقدار، فهيأت للرجل العراقي رحلة الى خراسان،
وطاب له ان يمر ب "مرو" حيث صديقه المروزي،
فيراه فيطمئن لحاله،
ويأخذ عنده راحته كما هي حال الصديق عند صديقه.
ودخل العراقي على المروزي في ثياب سفره وكان المروزي في جماعه من صحبه فحيا وسلم،
غير انه لم ير من اقبال المروزي عليه مايدل انه قد عرفه ٠٠٠
ظن العراقي ان في ثياب سفره مايحجب عنه،
فقال مقدما نفسه اليه:
"كأني بك لم تعرفني، انا فلان بن فلان صديقك العراقي في الكوفة".
_مااحسبني عرفتك من قبل.
_لعل قبعة السفر قد حجبتني عنك.
وخلع قبعة سفره. فهز المروزي رأسه نفيا.
_لعل معطف سفري هو الذي جعلني مجهولا لديك.
وخلع معطفه.
فهز المروزي رأسه منكرا اياه.
فراح العراقي يحاول خلع بعض لباسه الآخر،فقال المروزي :
"اكفف،ياهذا.
ألست تعلم انني لن اعرفك حتى لو خرجت من جلدك،
فلم تخلع ثيابك؟ ". . .
*********************
بعض المفردات اللغوية :-
1-المروزي: اسم منسوب الى مرو. ومرو، مدينه من اقليم خراسان عرف اهلها بالبخل قديما.2-اغرقتني بمنك: غمرتني بنعمتك واحسانك.
~~~~~~~~~~~~~
أنت تقرأ
طرائف البخلاء
Humorالنوع : فكاهي. الاحداث : تحكي عن سلسله من القصص الممتعه والمشوقه والمضحكه. القراء : للفتيان واليافعين.