الفصل 1 - مقدمة

3.2K 136 30
                                    

داخل غرفة صغيرة قرب نافذة محطم زجاجها كان مستلقيا على أرض فراشه كرطون وأوراق جرائد.
فتح عينيه قبل بزوغ الشمس، لكي يذهب إلى عمله كالعادة دون علم زوجة أبيه، إتجه الى الباب الخلفي الذي يجده دائما مفتوح ، ويقف بقربه رجل مسن، غزى اللون الأبيض شعره ولحيته.

"شكرا لما تفعله كل يوم من أجلي".

"هذا واجبي سيدي الصغير.. لا داعي للشكر... لكن عد بسرعة لكي لا تجد تلك المرأة سببا لتطردك من منزلك".

"لا تقلق سأعود قبل ان تستيقظ تلك الخنزيرة".

"هههه لقب جديد مرة أخرى...".

خرج من القصر قاصدا ورشة بناء، مكان عمله هذه الفترة.
عند وصوله غير ملابسه وألقى التحية على رب العمل وزملائه ثم بدأ،

'اليوم سوف آخد أجرتي... الآن بإمكاني استأجار العديد من الكتب'.

مرت ساعات عمله بدون أن يشعر، فوضع المعدات من يده وتوجه إلى مبنى صغير قرب الورشة، توقف عند الباب ، فقام بطرقه بلطف ثم دخل .
كان المبنى عبارة عن غرفة كبيرة مليئة بالمكاتب الفارغة بسبب عدم بداية الدوام حتى الآن، باستثناء مكتب واحد يجلس ورائه رجل ضخم البنية يحمل سجارة بيد وأوراق باليد الأخرى وبقربه فنجان قهوة، تستطيع معرفة أنه لم ينم الليل بنظرة واحدة

"سيد ديان ".

يرفع الرجل رأسه وينظر بوجه مرعب نحو مصدر الصوت، ولكنه يغير تعابيره عندما يرى من أمامه

"وليييد!! مرحبا بك يا بني... كيف حالك؟".

"بأفضل حال يا سيد ديان وانت".

"أريد أن أقول أيضا أنني بأفضل حال.. لكنك ترى حالي هههه".

"ظاهر أنك لم تنم الليل بسبب هذه الأوراق".

أجابه بوجه حزين

"أجل فبسبب تزامن يوم دفع الأجور مع يوم تقديم التقرير المالي.. لم أجد وقت للنوم".

"آسف يا سيد ديان... لو لم أكن في عجلة من أمري لكنت ساعدتك قليلا.. آسف".

"لا داعي للأسف يابني... خد هاهي أجرتك، ويوجد بها علاوة ".

"شكرا لك".

"العفو.. إلى اللقاء".

"إلى اللقاء".

"وليد... لا تنسى زيارة منزلي فريان إشترى لعبة ويريد تجربتها معك".

"حسنا سوف آتي في أقرب فرصة ممكنة".

خرج من المبنى ومن الورشة أيضا، سلك طريق مختلف عن الذي أتى منه لكي يمر على المكتبة، دخل إليها وبدأ يبحث عن كتب لم يقرأها من قبل.
قام باستعارة العديد من الكتب المتنوعة، منها من يتكلم عن التاريخ ومنها من يتكلم عن الطب وأخرى عن الرياضة... نظرا لحبه للمعرفة بمختلف انواعها.
عاد الى القصر فوجد زوجة أبيه مازالت نائمة ليعود بسرعة إلى غرفته الصغيرة ويدعي النوم إلى حين مجيئها لتوقظه بالعنف اللفظي والجسدي كالعادة.
دخلت إلى الغرفة الصغيرة إمرأة في منتصف العمر ذات جسد متناسق تحمل سوط في يدها، ضربت وليد بالسوط بدون سابق إنذار، ليقفز من مكانه متألما من الضربة وينظر إليها بوجه خال من التعابير ويقول :

العالم الآخر - The other worldحيث تعيش القصص. اكتشف الآن