| رماد و جليد |

297 20 46
                                    

           
          
           
أحدهما نقيضٌ للآخر ..
أن تموتَ الإنسانية في روحٍ طُفوليَّة ..
و تعيشُ في روحٍ مُثْلِجَة.
         
        
الرَّماد :
أُوذِيَتْ لِتَكُون مُمَاثِلةً له
تبحثُ في الشَّرِّ عما يُشْبِعُ انكسارها المُتَألِّم.

الجَلِيد :
سُلِبَ منه الشيءَ الوحيدَ الذي عاش لأجله
فَـ باتَ الجسَدُ خالياً في الجَنان.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" إن لم تبدأ بالإبتسام، فلن تُسْعِدَك الحياة "
       
         
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
         
          
إنحنى ببُرود و يدهُ فوق صدره، أمام سيدة شابة تبتسمُ بترفُّع. في قصرِ أحَدِ أغنياءِ البلدة ..

أشارت بإصبعها نحوه، و تحدَّثت بنبرةٍ مِلْؤُها نعومةٌ مُزَيَّفة

- إنْصَرِف الآن، وابدأ عملك.
        
        
        
خرَجَ من القاعةِ الفخمة الخاصَّة بالقصر، لِيَرى أمامهُ فتاةً بِعُمْرِ الطفولة، بشعرها القرمزي الذي يُغَطِّي كتِفَيْها، نظراتها تُخَبِّئُ كمّاً هائلاً من الخُبْثِ و الشَّر.

كان الواضحُ له أنها تسترقُ السَّمْع من خلفِ الباب.
     
      
" هذه هِيَ ".. تكتَّفت و نظرت له باستخفاف، إرتفع حاجِبهُ امتعاضاً من تصرُّفِها.
        
- أنا سأكون..
إلتفتت من فَوْرِها مُقَاطِعةً لِحَديثه

- إتبعني.

أمرَتْهُ بجفاف، ذهبت من أحد المَمرَّات لِيَتضجَّر من هذه البدايةِ المُسْتَفِزَّة.

" يبدو أنني أوقعتُ نفسي في مشكلة "
       
       
تَبِعَها للمَمَر و رآها تصعدُ السلالم الحديدية المفروشة بِسُجَّادٍ ذهبيَّ اللون.

أكمل سَيْرَهُ حتى وصل إلى البابِ الذي وَقَفتْ عنده،
دخل خلفها فاتَّضحَ له أنها غرفتها.

لَمْ يُكلِّف نفسه بِتأَمُّل المكان، بل بَقِيَ ساكناً يُحدِّقُ في الأسفل.

جلست على سريرها و بيدها تَحْمِلُ دُمْيةً محْشُوَّة.

- ما سببُ وجُودِكَ هنا ؟

- القرارُ ليس بيدي.
     
     
لاحَظَ وميضاً غريباً في عينيها، إبتسامة مائلة أثارت قَلقَهُ حول ما تُفكِّرُ به في تلك اللحظة.

- أنت تُلْقِي بنفسك في الهلاك !

قَهْقَهت بنبرةٍ عالية سُخْرِيةً منه، لكنَّهُ أسكتها بِرَدِّه الغريب !

- سبَقَ و أن هوَيْتُ فيه !
      
      
إرتابت منه بسبب هدوئه، دفعت الدُّمْيَة لِجوَارها
و سألته: إِسْمُك، ما هو ؟

رماد و جليدWhere stories live. Discover now