2

1.2K 78 22
                                    

قد لا اكون منصفة حين اصف ذاك الالم ..
فانصاف القتل غير عادل ، والعدل بين الظلم غير متساوٍ
قد اكون قد رايت اسوء ما في داخلي عبر ابرة
ثقب راسها صغير وبالكاد واربته .

وقد احاور قلبي بلغة ناضجة عاقلة فلا يفهمها ، وينوح بلوعة كأن كلماتي آذته واعادت لنفسه الذكريات .

هي انا
فتاة جوف روحها اسود ، هذا ما لم اؤمن به يوماً
وهو ما ادركت صدقه الان .
ولولا انتمائي لدين الله الحق ، كنت اجرمت بحق نفسي في تلك اللحظة التي ارتجفت فيها اوصالي حنقاً وظُلماً .

ان تعيش وحيدا تشكو وحدة قاسية لا تلوذ بها الى احد قد يكون اقل رعباً من ان تعيش في وسطٍ كاره ، يتفقون على كرهك ، ويضحكون على مذلتك
وقد يبكون على سعادتك غيظاً ، فتنهار عزيمتك وتقاوم سعادتك لئلا تندثر .

لساني السليط يرجوكم لتتوقفو ، فحدته وسلاطته افقدته احترامه ومتانة حديثه .
والحدة ليست سوى درعاً اخفي بها نفسي كيلا تتعب عيناي من ذرف الدماء .

الهي ... انت تعلم عما في صدري الان .. الهي ثبت لي طريقي واعدني الى رُشدي

وكما فاجئتني مرارة حياتي ، فقد اخجلتني ..
اخجلني ان ابوح باسراري لمعلمتي في معهد القران ، واخجلني ان ابدو فتاة ضعيفة تواجه ازمة بسيطة تكاد تميتها حية .

ارى فتيات يفقدن احبائهن ، وفتيات يخسرن صحتهن وكمال اجسادهن ، وفتيات يُجبرن ويسرق منهن اعز ما يملكن .

هذا ما يجعلني خجلة .
الا انني ادرك ان احداهن لم تشعر بما اشعر به .
بالمهانة ، بالذل والوحدة

في بعض الأحيان ، كنت اجلس مكاني وافكر عمَّا قد اكون عليه ما لم تُكسر شخصيتي ، ماذا ان كنت انا ، وجدان السابقة
نعم كنت ساختال مسرورة ، ارثو الناس جهلهم ، واتمايل فخرا برجوح عقلي .
ثم يطفئ هذا الخيال واعود الى واقعي ، فأرى كلاباً جشعة لم يكفها لحمي بل ما انفكت تطالب ببقايا عظامي المهترئة .

اكاد اموت وجعاً ، ويا ليتني افقد روحي تلك

ليت جسامة اخطائي تسببت بهذا ، ليت فداحة اخطائي هي التي اذلتني .
فالوجع ببرائة ، اقسى من الالم كتكفير لِما سبق .

اتصور حياةً
تحوي اباً واماً وعائلة ، ثم اهز راسي ناكرة ويصيح قلبي
" لو ان العائلة كانت امناً لما كنتِ الان في حضيض المشاعر "

لن اؤمن بالامان ، فالامان خيال ينسجه الانسان لنفسه ، ولا املك ما يكفي من خصوبة الخيال .

قالت لي معلمتي ذات مرة ، ان الاسرة تعيد افعال السيد .

لا اعلم لماذا ، الا ان هذه الجملة لا تنفك تحوم في راسي كل ليلة ظلماء .
فيُخترق صمت المنزل بصوت نشيج مكتوم ، فاشعر بجدران المنزل تكاد تبكي معي .
فهي كالعادة ، تشهد دموعا لا يراها سواها ، وهي كالعادة ترى اموراً لم اذكرها لبشري بعد .

ترى امي ان دموعي تافهة ، وان حزني عناداً فترمي بكلماتها غير مدركة عما قد تحدثه تلك الحروف في داخلي ، قد لا تعلم عن تلك الفجوة السوداء التي تحتل صدري وتتزايد يومياً .

وكما كل بشري ، تزورني ايام افضل من اخرى
الا انها اسوء من افظع ايام الاخرين .
لكنها تغنيني ، واكتفي بها سعيدة شاكرة ثم لا اطلب اكثر مما قد تهبني .

وفي لمح البصر تعود الايام الحالكة الى الظهور ، تشتد سواداً لي  كلما ابيضت في عيونهم .

لا يسعني التفكير سوى كيف ان الجماعة تغلب الفرد في كل الاحوال .
كيف ان الدين دين جماعة ، وفتوري الحالي وتقصيري في ديني لم يسببه سوى عدم مشاركتي احد لعباداتي .

حين يسخر مني احدهم ، اتوجه بامل طفولي وبريئ نحو الاخر ارجوه تأكيد صفو ذاتي ، فيكيل لي المهانة ويوسعني مذلة .
ويتكرر الامر ثم ينتهي بضحك ساخر جماعي .

الهي ... ادخل الى قلبي السكينة

السكينة ، زارتني مرات عديدة خلال حياتي واعوامي الثمانية عشر ، الا انها لم تعطني حقي وفعلت كما الجميع ، انكرتني  .

ان يؤلمني صدري ، فاضع يدي اليمنى مكان قلبي واضغط بقسوة في حين تنهار دموعي المالحة وتلطخ ملابسي ، هو امر لم اره لاحد سوى جدران هذا المنزل .

وكأنني ادرك ان الجدران تنادي اسمي بلوعة فاضع يدي الحانية عليها واشعر ببرودتها الحادة ، ولكن الامر لا يمنعني من النوم في سريري واضعة يدي على الحائط ، ملتمسة حنان جدران غير عاقلة .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 10, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ثمانيةَ عشرَ عاماً من السلام Where stories live. Discover now