الفصل الأول

16.6K 968 675
                                    

خطواتها توالت،
تضرب الأرض بخفةٍ،
فتجتنب انحرافها الجاذبية.

الطلاب بعضهم يجالس تجمعًا متأججًا،
و الآخر نفسه يجالس، مع صداقة كتابه.

تراهم جميعًا سواسية،
جميعهم بيضٌ لا سود فيهم،
و كان ذلك سيئًا،
حتى كاد الهذيان يتولاها.

تعمقت فى شهيقها قبلما تخرجه زفيرًا عاج موقعه،
ثم راح سيرها يُسترسل دخولًا للرواق
الذي كان به فصلها '2B'.

وضعت حقيبتها فوق طاولتها غير بشوشة المحيا،
و تتابع وضع رأسها فوقها بعد جلوسها.

دقائق حتى فُتح باب الفصل،
الذي كانت وحيدةً به.

"جئتِ مُبكرًا.. اليوم أيضًا" قال بني الشعر يخطو لها.

رفعت رأسها تأهبًا،
خافقها بدأ يُعنف صدرها خبطًا،
لكنها أعادت تحكمها،
و وضعت فوقه الثلج،
عالمةً ما تمر به.

"أين جيمين؟" سألت، و بدت كما العادة تجتنبه.

حك مؤخرة عنقه فيما يجيب : "تأخر بالنوم؛ سيأتي بعد قليل"

همهمت تشيح نظرها عنه.

ابتسم بخفوت،
ابتسامةً مُختلقة لا داع لها.

جالس طاولته المتموضعة قبل طاولتها باثنتين.

"هل لي بسؤالكِ شيئًا؟" سأل يُخرج من حقيبته دفترًا.

ترددت،
توترت،
رغبت بالخروج،
ولكنها استجمعت شتات نفسها
وأجابت : "سَل أجب"

"ماذا حدث مني لكلِ ما تفعلينه؟"  كان مُبتسمًا بغير رغبةٍ، لكنه فضلها بسمةً على اللا شيء.

نظرت له،
تتيقن،
ثم تعيد المحاولة،
فيزداد يقينها.

زفرت،
أبت الإحجام عن هواجسٍ متفاوتة المِزاج،
و بغير قصدٍ كان رفضها.

"لا شيء" أجابت، و عاد نبضها يعلو يتقصد توطد تشتتها.

"أنتِ لا تفعلين شيئًا يدل على اللاشيء.. كم أنتِ قاسية، إيف" تمتم بعدما رآها تضع رأسها فوق الطاولة، عالمًا أن ما من حديث ليسترسل؛ هي لن تسمح له.

***

"سيد جاونغكو أرجو منك تكملة ما كنتُ أقرأُ بالكتاب" قال معلم الإيطالية موقفًا الشارد.

وقف الأصغر متمتمًا بما لا يُفهم.

نظر للمعلم ذو اللحية و الشاربين مُعدلًا : "اسمي جونغكوك.. جونغكوك لا جاونغكو"

أوكتافياWhere stories live. Discover now