الفصل الرابع ( عواء تحت المطر )

1.4K 88 5
                                    

وجدت بشاير نفسها وحيده مجددا في تلك الغابه الموحشه ..
.
.
نضرت للسماء الملبده بالغيوم وتنفست بعمق ..مرت لحضه فكرت في المصير اللذي ينتضرها ..
كلما كانت تريده .. هوالخروج من الغابه ..
هي لاتعلم لما هي وسط الغابه ..
.
.
كل ماتذكره هوا انها كانت تقود سيارتها مع شخص لاتذكر من هو ..كانو سعداء للغايه
وصوت الأغاني المرتفعه تأز السيارة أزا

كانت ضحكاتهم عاليه بينما يحشون افواههم برقائق البطاطا والمشروبات الغازيه ..وفجأه....
داهمها صداع نصفي شديد وبترت ذكرياتها عند تلك النقطه ، ورغم محاولتها للتذكر الا انها فشلت ..
.
.
نهضت ونفضت الغبار عن ملابسها واستجمعت شجاعتها وسارت ..
لم تهتم لأي أتجاه تسير فالمهم هوا ان تبتعد قدر المستطاع عن هذا الدب قبل ان يستيقظ مجددا
وعن الكائن الغريب المسى برزخ ..
.
.
بدأ الضلام يخيم على المكان ..
اصوات الخفايش والبومات بدأت تعلو وتنشط
.. وضعت يدها على صدرها لعل قلبها المرعوب يسكُن اذ ماشعر بدفئ يدها..
.
.
في هذه اللحضه تفاجئت بضوء برق قوي في السماء تبعه صوت الرعد ...
و لشدة هلعها جلست على ركبتيها وصرخت بقوه وهي تغطي رأسها بيديها المرتجفتين ..
.
.
انهال المطر بغزاره هذه المره
رفعت بشاير رأسها بسرعه عندما سمعت صوت نباح يقترب منها.. وكأن صرختها قد أيقظت الوحوش من سباتها ..
.
.
وقفت وقد شخص بصرها نحو الضلام ، أنفاسها تتلاحق وجسدها يرتعش ..
قفز قلبها رعبا عندما ضهرت أعيون مشعه في قلب الضلام أعيون مفترسه تفيض شراً تتعطش للنيل من فريستها

.
.
توقف قلبها لوهله بينما جميع ما في جسدها يرتعش .. تنضر لتلك الذئاب وهي تشعر بأنيابهم المتحفزه المتشوقه لتمزيقها
ومع انقضاضتهم عليها تحركت واطلقت ساقيها للريح ..
.
.
اسرعت بالهرب وهي تضع كل طاقتها في قدميها.. شعرت بالأدرينالين يتدفق بكل أوردتها..
حاولت التوقف عن الصراخ ..لكن هذا شيئ خارج عن ارادتها الان ...
.
.
لم تكن تعرف الى اين تهرب فقط تريد الهرب من ذالك العواء خلفها
..أختبئت تحت صخره كبيره
واطبقت يدها على فمها لتمنع نفسها من الصراخ ..
.
.
توقف الذئاب عن العواء وبدأو في تتبع رائحه فريستهم ..لكن المطر يجعل من ذالك صعباً
ولأول مره تشعر بالأمتنان للمطر..

"الحمدلله الحمدلله
تمتمت هذه العباره بأمتنان كبير
.
.
بدأ مجموعه من الذئاب بالعوده خائبه ، ببطون فارغه ..
خرجت بشاير من مخبئها وبدأ بالسير مجددا لكن الجوع ، التعب ، والأعياء بدأ يغلبها ويجعلها تنهار
.
.
ورغم كل هذا لم تتوقف عن السير.. كانت تؤمن انها ستجد المخرج من هذه الغابه..عاجلاً أم آجلاً
قادتها قدماها الى منحدر صخري ..
نضرت اليه بأحباط شديد .. مستحيل ان يكون هذا نهاية الطريق..
حاولت الأبتسام بتفائل
" ليست نهاية العالم.. سأجد طريق أخر
.
.
استدارت بقدميها المتورمتين ..للتتفاجئ ب ثلاث ذئاب أمامها مباشره ، قد سال اللعاب من أفواههم.. وهم ينضرون اليها بأعينِهم الشغوفه لفتراسها
.
.
انهارت بشاير على ركبتيها.. حاولت الوقوف مرارا وتكرارا لكن قدميها تصلبتا بالكامل

"ببر ..زخ.. بر.. زخ
تمتمت بشفتين ترتجفان
.
.
أنقضت الوحوش عليها مع صرختها العميقه
ضرب البرق بقوه كبيره.. ولشدته انهار جزء من المنحدر اللذي تجلس عليه بشاير وهوت للأسفل مع تلك الذئاب..
.
.
صرخت وصرخت حتى بُح صوتها ... أدركت انها النهايه..

ومع ذالك تمتمت بألتجاء لله
" يارب أنقذني ..يارب

في هذه اللحضه شعرت انها تطفو في الهواء..
كانت الحجاره تهوي لأسفل الوادي السحيق بقوه ،
في حين هي لا ..كأنها مستلقيه على ريشه عملاقه عائمه ، أو أنها على ضهر طائر شفاف لالون له..
او كما لو انها سقطت داخل سرير طفل رضيع
يتأرجح بهدوء ليساعده على النوم
.
.
شعرت بثقل جفنيها فجأه.. شيئاً غريبا لم تستطع مقاومته ، وكأنها خدرت بأبره تخدير ..
بعد لحضات كانت قطرات المطر الأخيره تقبل وجهها الجميل ..فتحت عينها بصعوبه كبيره مقاومة ذالك النعاس الغريب ..
.
.
كانت تشعر بقدميها وهي تقف على العشب المبلل نضرت لذالك الشخص اللذي يتأملها ممسكاً بها.. لازالت نضراته بارده..لكنها مريحه وتُشعِر بالأمان لذا ..أستسلمت لمقاومة جفنيها وأطبقتهما بهدوء .

بيش في محكمة الجن / مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن