٩- بِيكهِيـونْ . & ١٠- ذِكـرَى وَفَـاتِى .

2K 174 769
                                    

مَـا الفَـائِدة مِن إِضَـاعة فَتـرة مِن حَيـاتك الثَمِينـة بالإكتِئـاب مَا دُمتَ تَعـرِف أَنـهُ بِلا فـائِدة ، فَقط مَضَّيعـة للـوَقت .
_____________________________


تُدَاعِب الـرِيح خُصُـلات شَعـرِه المُحمـرة بينمـا يَقُـود السيَـارة و قدْ تَشَكَـلت بَعضُ الدُمُـوع فِى عَينِّيـه ليزِيدَ مِن ضَغطِـهِ على دَوَّاسَةِ البِنـزِين و مِن إحَـكامِه على مِقـود السَّيـارَة و هو يُطبِق جِفنَّيـه بِقُـوة و يُعيِد فَتحَهُما مَرة أُخرى ليمنَع مَـاء عينيه مِنَ الهُبُـوط.

بَينمَـا الآخر يُـرخِى رأسَهُ عَلى كَفَّيه ، يُدفِن رأسَهُ فِيهمَـا بِمعنَى أصَح ، يُفَكِـر بِذَلِك المَـدعُو وَالِده ، لقَد فَعَلَ وَالِـدَهُ مَا فَعَلَ مِن أَجلِه رَغْمَ أنَّهُ لا يحتَاج أىّ شَئ إِضَافِى ، هُو تَسَـآءَلَ مِن قَبل و يتَسَـآءَل أكثَر اليَوم ، لِمَـاذَا قُدِر لَهُ أَن يَكُون إِبنًـا لِمُجرِم يتَظَـاهَر بالمِثَاليَة .

"أريِـدُ البَقَـاء عِندَكَ اللَيِّلَة بِيكهيـون لَنْ أَستَطِيـعَ أنْ أبقَى بالمَنزِل اليَـوم"

تِلكَ الجُمـلَة تَمَ تَرجَمَتهَا تِلقَائِيًـا دَاخِل عَقلَ بِيكهيـون فَتَحَولَت إِلى "إن رَأيتَهُ اليَـوم سَأقتُلَه لا أُريِد إِرتِكَـاب حَمَـاقَة" .

تنهَـد صَاحِبَ الخُصُلاتَ المُحمَرة بَينَما يُدِيرَ المِقـوُد لتَنعَطِف السَّيـارة يَمِينًـا ، حَيثُ المَنَـاطِق السَكَنِّيـة الفَخمَـة .

"لقَدْ وَصَلتُ خَـالَتِى"
تَحَدَثَ بِيكهيـون بَعدمَا دَخَلَ للمَنزِل بِرِفقَه كـرِيس مُغلقًا البَابَ خَلفَهُ .

لا رَد .

تَنَهَدَ و خَلَعَ سُترَتَهُ ليُلقِيهَا عَلى الأرِيكَـة بِعشوائِية ثُم بَدَأ بِالصُعُودَ للطَابَق العُلوِىّ و أشَار لكـرِيس بالقُدُوم مَعَهُ.

يسِيرَان مُتجَـاورين بالرُواق الطَـوِيل حَتَى وَصلا لِبـاب بُنىّ اللُّـون بِه بَعضُ النُقُـوش الذَهَبِيَّـة ، طَرَقَ بِيكهيـون البَاب بِهدُوء

"سأدخُل خَالَتِى"

أدَارَ المِقبَض فأِنفَتَح البَاب ليِـرى ظَهَرَ خَـالتَهُ المُرتَجِف قَلِيلاً عَلى السَرِير ، مُعظَم الأنـوار مُغلَقة ، بَدَت مِن الخَلفِ كأنَهَا تَمْسَح دُمُوعَها بِسَبَبِ تَحَرُك يَدَهَا المَرفُوعَة .

"خَـالَتِى هَل أنتِ بِخَير ؟"
سَألها بِقلق و هو يَتَقَدَم مِن السَـرِير بِهدُوء حَتى أصبَحَ خَلفَها .

NOSTALGIA || نـوستـالچيـاWhere stories live. Discover now