one

31.6K 2.5K 223
                                    


كَان يَوم الخَمِيس. اتذكَرُه بِوضُوح. كُنت ادرُس فِي مَكتَبة المَدّرسة ونَسيتُ كِتابِي المَدّرسي عَلَّى المَكتَب فِي الفَصل. عِندَّمَا عُدت، كَان هُنَاك شَخصٌ عَلَّى المَكتَب الَّذِي كُنت اجلِسُ عَليه. إِقترَبتُ مِنه بِتوتُر وسَألتهُ إذَا كَان قّد رَأى كِتَابي المَدرَسي. ولَكِنه ظَلَّ فَقط يُنَاظِر شَفتّي. لَم اهتَم فِي البِداية، ولكِن حتَّى عِندَّمَا تَوقَفت عَن الحَدِيث، كَان نَظَرُه ما زَال مُرتَكِز عَلّى فَمِي.

فَإِن تَعبِيره غَير مقّرُوء. شَعرتُ ولِأولِ مَرَة، لَمّ استَطِع فِهم ما كَان يَشعُر بِه شَخصٌ مِن خِلَال تعَابِير وَجهِه.

"اه، هَل يُمكِنُك أن لا تَنظُر إِلَى شَفتّي؟" عَلّى الأرجَح كَان أسوء شَيء قَد قُلتَه. لَمّ أنوِي أَن اكّون وقِحةَ، ولَكِن شَعرتُ بِعَدم الإِرتِيَاح كإِمرَأة. عَينَاه البُنِية نظَرت إِلَى عَينَاي بِصدّمَة.

"انا، انا" تَلعّثَم وحَاول أنّ يتحدّث.

"لا أَستَطِيعُ أن أسمَعِك، لِذَا أنا اقرَأ شَفتّيِك" مُتُّ فِي دَاخِلي عِندَما سَمِعتُ ذَلِك. صَوتهُ العَمِيق وَوجّهَه السَاحِر جَعلَّنِي أشّعُر أسوَأ مِن ذَلِك.

"اوه، أنا آسِفَة جِداً. أسَأتُ فِهمَك، أنا حقاً آسِفَة" قَدَّمتُ إعتِذَاراً كَامِلاً، وَجهِي اصبَحَ احمَر مِن الخَجل. كُنت قَد اِتَخذتُ بِالفِعل الخُطوَة الأُولَى مِن التَراجُع للخَلف، ولَكِن يَدٌ دَافِئة ونَاعِمَة سَحبَت مُعصَمي فنَظّرتُ إلَيه.

"لا بَأس، الكَثير مِن الناس- لا تَفهم. أنا مُعتَاد عَلّى ذَلِك" حَدِيثُه المُتكَسِر قلِيلاً ذَكرنِي بوالِدَتي. اطلَق قَبضتُه مِن مُعصَمي، نَزلتُ اِلَى مُستَواه ووضَعتُ يَدِي عَلّى كَتفِه.

"انا اتَفهمُك، فَوالِدتي لا تَسمَعُ أيضاً" نَظرَ إِلَي متفَاجِئً. حقِيقة أنّ أحدٍ ما قَد بدَأ مُحادثةً مَعَه كَان شَيْء مُفاجِئ بالنِسبة له.

"هل تنَاولتَ الغدَاء؟ هَل تُريدُ الذهَاب إِلَى الكَفتِريا؟" قرَأتُ إِسمهُ فِي البِطاقَة كيم تايهيونغ.

Deaf + kth ; أصَّم Where stories live. Discover now