ten

14.3K 1.6K 194
                                    

يَوم واحِد تبَقى عَلّى المُغادرَة.

الشُعور بالراحَة ملَّئ جَسدي عِندما لَمّ تُلاحِظ والدَتي أخذِي للهاتِف. بَعْدَ الدِّوار والغثيَان السَيء نَتيجة الثمّالَة، أشكُ أَنَّ عقلّها فِي حالتَه الصحِية. لَقَد عادَت لها عاداتهَا القدِيمَة.

انتهَيت مِن إرسَال أصدِقائي المُقربين بأنِ لَن آتِ للمَدرسة اليَوم، عَلّى الرغَم مِن أن الشَخص الْوَحِيد الذي اخبرتُه مَّا حصَّل كَانت اونجي.

اليوم. يا لَهُ مِن يَوم لَعين. امطارً غَزِيرة ومُلبدّة بالغيُوم. الْخُرُوج مِن المَنزِل والعودَة جافةً تماماً كَان سيُصبِح صَعب جداً، خَاصةً مَع والدَتي التّي تتسَكع فِي المَطبخ. هَذِه المرَة لَمّ تكُن ثَمِلة. اليوم. آخِر يَوم كامِل مَع تايهيونغ قَد بَدأَ للتَو، وقَد قَضيتُه بِمُراسلتِه.

رسائِل "سأشتَاقُ إليّكَ" و "أنا أُحِبُك" المُتكَرِرة تَقفِز بَينَنَا كل بِضع دقائِق، عَلّى الرَغمِ مِن أنَّ الطَرِيقة الوحيدَة التّي سيَكُون كِلانا راضِ هُوَ إن قُلناها شخصياً وجهاً لِوجه. رَأيته فَقَط ليلةَ أمس. ولَكِن الفجوَة المَفتوحة فِي قَلبي باتت تؤلِمُني مِن دُونِه. الثلاثُ سِنِين القادِمة مِن دُونِه ستَكون صَعبَة. صَعبَة للغايَة.

اختَلستُ نظرةً خارِج غُرفتِي لأرَى والدَتي مَّا زالَت هُناك، عينَان مُلصقَة بِشاشَة التِلفاز، وثُمَ إلتفَت لأنظُر لِمَدخَل البَاب. يُستحَال أن أخرُج مِن هُنا دُونَ مُلاحظَتهَا. ونافِذَتي؟ أصغَر مِن إطَار صُّور. يُستحَال أن اخرُج مِن خِلاله. حتّى وإن فعَلت، هُناك شَاشَة واقِ الذُّبَاب- رُبما أستَطيعُ كَسرَ إطارَ النافِذة وقَص شَاشَة الذُّبَاب؟ لا إن اكتَشفَت ذَلِك ستَقتُلني لا محَالة.

تجهزتُ كاملً بالفِعل، مَع حَقيبة صَغِيرَة بحِبال يُقدَر ثمنُها بـ٢٧ دولاراتِ وجَدتُها فِي حَقيبَة الظَهرِ القَديمَة، هاتِفي، مفاتِيح إحتياطِيَة وكَامِيرا بُولارُويد، وبِهدوء تَام فَتحتُ البَاب دُونَ أخذِها خارِج ناظِريّ. رأسَها مُستقِر عَلّى يدَاها داعِمةً رأسَها، جفنَاها بدأَ بالإستِسلام واُغلِقت. جيد.

والآن مَع البَاب مَفْتُوح كفايةً لِي لأنزَلِق للخارِج، ووالدَتي نِصفَ نائِمة. بدأتُ برِحلَتي الصَغيرة إلى البَاب، وظَهري مُقابلاً والدَتي.

مشيتُ عَلّى أطراف أصابِعي بعِناية تامة، نظَرتُ خَلفِي إلى والدَتي قَبْلَ أن الِف مِقبَض البَاب. التَفت مِقبَض الباب، وتحرَر صَوْت صَرير عالِ. فُتِحْت عَيْنَا والدَتي عَلّى الحَال وانتَفضَت مِن الأريكَة. تجَمدتُ فِي مكَاني لِوهلة مِن الصّدمة ثُمَّ دفَعت البَاب بالكَامِل ورَكضتُ خارجً مُباشرة، صِراخ والدَتي دوَى فِي أُذنيّ بينَما خَرَجْت سِلسلة مِن الشتائِم. رَكظت خَلفي أَسْفَل الطَرِيق، ولَكِن بَعد تقريباً مِئة مِتر، توَقفَت، شتَمت مرَة أُخرى بَعدَها إختَفت. رُبما آخِر مرَة سأرَاها فِيهَا.

Deaf + kth ; أصَّم Where stories live. Discover now