" سأعود للمنزل ..ابي "
" الحفلة في تمام الساعة الخامسة ، لا تتأخر ! "
" اكيد فأنا سيد الحفلة " تمتم هاري و غادر الشركة
" اخبر كافة الموظفين أن لا يغادروا الشركة اليوم " اخبر ادوارد سكرتيره ستيف
" حاضر سيدي " قال ستيف ثم جلس على مكتبه ليتكلم في السماعات مذيعا الخبر للجميع " على موظفين شركة ستايلز يرجى الانتباه ...ستقام حفلة الساعة الخامسة بمناسبة تنصيب السيد هاري رئيسا لذا نرجو منكم عدم مغادرة الشركة لمشاركة الاحتفال ...و شكرًا "
" سحقاََ ...لا مزاج لي لحفلة سخيفة " تذمرت هيلدا
نظرت لساعتها فتنهدت بتعب و انتصبت بمشيتها فلقد حلّت فترة الغداء و الجميع قد غادر فعليا
سحبت حقيبتها و توجهت للمقهى المعتاد لتطلب المعتاد " قهوة سوداء "
تسأل ذاتها كثيرا عن سبب اختيارها للقهوة السوداء فتجد ذاتها تجيب عن هذا التساؤل بـ " ببساطة لانها تشبهني ...مرّة مثلي ..لا يحبها الا القليل و يبتعدوا عنها متقززين ...و انا كذلك ! ..مشردة مقززة "
و كأنها تحاول إقناع نفسها بهذا الكلام ، إنما في الحقيقة هذا لا يزيدها الا إحباطاََ
في اللحظة التي احضر فيها النادل القهوة دخل هاري للمقهى
توسعت عيناها لرؤيته و أحست بالخوف يضخ في جسدها و نبضات قلبها تسارعت بقلق و توتر
أزاحت عيناها بعيدا لتشرب قهوتها بهدوء
رأته يسير للخلف فأحست بالراحة لكونه لم يتعرف عليها
جلس خلفها تماما ...رآها هو و علم بإنها تلك الموظفة غريبة الأطوار و لكنها تعرفه معرفة سابقة تعود لعشر سنين ماضية
# قبل عشر سنين
كانت هي تجلس محتضنة جسدها على الارض بثياب شبه مهترئة ..تبكي بصمت ..معدتها تؤلمها فهي لم تأكل منذ عدة ايام
" هيه أنتِ ! ..."
رفعت رأسها لتنظر للمتحدث و لم يكن سوى فتى بمثل عمرها تقريبا
" أرجوك انا جائعة جدا ..ساعدني " توسلت له بتذلل ليخفض ذاته و يجلس أمامها " لا يمكنك الجلوس على الارض في هذا الجو ..ستمرضين ! "
" لا منزل لي ! " قالت هيلدا باكية
أحس هذا الفتى بالالم من اجلها ليخرج محفظته فيضع بيدها بعض المال " اشتري معطفا ليحميك البرد و تناولي الطعام بالباقي حسنا ! "
" شكرًا شكرًا لك سيدي ..انا ممتنة لك "
ابتسم الفتى قم التفت للخلف لنداء والدته له " هيا هاري ..سنذهب "
" حسنا امي "
ربت هاري على كتف هيلدا و نهض ثم و قبل ان يذهب سألها قائلا " ما اسمك يا جميلة !؟ "
" هيلدا ..هيلدا هوكس "
تخللت تلك المحادثة في ذاكرتها لتتنهد بيأس كون الماضي لا يرغب بتركها
" لا تفزعي هيلدا ..هو بالتأكيد لا يتذكركِ ...ثم انه جلس خلفكِ لذا لن يراكِ ..فقط اهدأي "
هدأت نفسها ببضع كلمات قبل ان تضع رأسها على الطاولة مغمضةََ عينيها بتعب و نعاس !
أنت تقرأ
القاسية _ The Cruel_
Mystery / Thrillerإنه ليس كما يبدو لكَ من الخارج ..فقط لو تجهد نفسكَ قليلا و تنظر لي مرة اخرى هاري ستايلز & هيلدا هوكس