#4

2.2K 162 6
                                    

" سأعود للمنزل ..ابي "

" الحفلة في تمام الساعة الخامسة ، لا تتأخر ! "

" اكيد فأنا سيد الحفلة " تمتم هاري و غادر الشركة

" اخبر كافة الموظفين أن لا يغادروا الشركة اليوم " اخبر ادوارد سكرتيره ستيف

" حاضر سيدي " قال ستيف ثم جلس على مكتبه ليتكلم في السماعات مذيعا الخبر للجميع " على موظفين شركة ستايلز يرجى الانتباه ...ستقام حفلة الساعة الخامسة بمناسبة تنصيب السيد هاري رئيسا لذا نرجو منكم عدم مغادرة الشركة لمشاركة الاحتفال ...و شكرًا "


" سحقاََ ...لا مزاج لي لحفلة سخيفة " تذمرت هيلدا

نظرت لساعتها فتنهدت بتعب و انتصبت بمشيتها فلقد حلّت فترة الغداء و الجميع قد غادر فعليا

سحبت حقيبتها و توجهت للمقهى المعتاد لتطلب المعتاد " قهوة سوداء "

تسأل ذاتها كثيرا عن سبب اختيارها للقهوة السوداء فتجد ذاتها تجيب عن هذا التساؤل بـ " ببساطة لانها تشبهني ...مرّة مثلي ..لا يحبها الا القليل و يبتعدوا عنها متقززين ...و انا كذلك ! ..مشردة مقززة "

و كأنها تحاول إقناع نفسها بهذا الكلام ، إنما في الحقيقة هذا لا يزيدها الا إحباطاََ

في اللحظة التي احضر فيها النادل القهوة دخل هاري للمقهى

توسعت عيناها لرؤيته و أحست بالخوف يضخ في جسدها و نبضات قلبها تسارعت بقلق و توتر

أزاحت عيناها بعيدا لتشرب قهوتها بهدوء

رأته يسير للخلف فأحست بالراحة لكونه لم يتعرف عليها

جلس خلفها تماما ...رآها هو و علم بإنها تلك الموظفة غريبة الأطوار و لكنها تعرفه معرفة سابقة تعود لعشر سنين ماضية

# قبل عشر سنين

كانت هي تجلس محتضنة جسدها على الارض بثياب شبه مهترئة ..تبكي بصمت ..معدتها تؤلمها فهي لم تأكل منذ عدة ايام

" هيه أنتِ ! ..."

رفعت رأسها لتنظر للمتحدث و لم يكن سوى فتى بمثل عمرها تقريبا

" أرجوك انا جائعة جدا ..ساعدني " توسلت له بتذلل ليخفض ذاته و يجلس أمامها " لا يمكنك الجلوس على الارض في هذا الجو ..ستمرضين ! "

" لا منزل لي ! " قالت هيلدا باكية

أحس هذا الفتى بالالم من اجلها ليخرج محفظته فيضع بيدها بعض المال " اشتري معطفا ليحميك البرد و تناولي الطعام بالباقي حسنا ! "

" شكرًا شكرًا لك سيدي ..انا ممتنة لك "

ابتسم الفتى قم التفت للخلف لنداء والدته له " هيا هاري ..سنذهب "

" حسنا امي "

ربت هاري على كتف هيلدا و نهض ثم و قبل ان يذهب سألها قائلا " ما اسمك يا جميلة !؟ "

" هيلدا ..هيلدا هوكس "

تخللت تلك المحادثة في ذاكرتها لتتنهد بيأس كون الماضي لا يرغب بتركها

" لا تفزعي هيلدا ..هو بالتأكيد لا يتذكركِ ...ثم انه جلس خلفكِ لذا لن يراكِ ..فقط اهدأي "

هدأت نفسها ببضع كلمات قبل ان تضع رأسها على الطاولة مغمضةََ عينيها بتعب و نعاس !

القاسية _ The Cruel_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن