اعترافات بوضح النهار

5.7K 500 48
                                    

بعد تلك المهمة مرت عدة أسابيع و في تلك الفترة عاد كالدويل من رحلته ، فقد كنا في القاعة الكبرى في قلعة الزعيم ننتظره و كنا في الأساس نقضي بعض الوقت هناك فقد كانت تقام هناك جلسات القضاء و يقوم الزعيم بحل مشاكل الناس.
و ذلك اليوم دخل كالدويل كانت على وجهة أمارات التعب و الضيق، حينما دخل ذلك اليوم وجه انظاره لبلاكسون.
و توجه فيما بعد لأبيه ألقى التحية بكل تهذيب، و ثم التفت لإخوته الكبار و القى عليهم التحية ، فتوجه الينا بوجه متجهم كنت انا قد سبقت بلاكسون و القيت التحية بسرعة.
"مرحباً بعودتك كالدويل" قلت بحماس و بإبتسامة واسعة
وجدته يبتسم لي و قد اومأ برأسه، وجدته ينادي بلاكسون بعينيه و كأنه يطلب منه بأن يلحق به . فهمت بأنه موضوع خاص بهم فضلت عدم التدخل، و بهذا بقيت لفترة قصيرة في القاعة العامة، و بعدها خرجت  للأتوجه لغرفتي لأرتاح قليلاً، كنت سألهم فيما بعد عن حكاية السهم كنت اريد ان افهم ما يجري.
و انا في طريقي شعرت بيد تسحبني، بالطبع حاولت أن اقاوم ، و اخيراً نجحت في ان ادهس على قدم الغريب، بالطبع حين التفت وجدت انه ماك.
"ماذا تريد الآن!؟" قلت و انا ارمقه بغضب
"لا ترمقيني بعينيكِ الغاضبتين و الا غرقت فيكِ أكثر" قال ماك بخبث
"انك قليل مرؤة قلت لك ألف مرةٍ أنني لا أهتم بما تهدف له ابتعد عني و دعني اعش بأمان" قلت بغضب
"بل تهتمين، انا متأكد انه في هذا العالم لا يوجد فتاة تقاوم كلاماً معسولاً" قال بثقة
"ليس من شخص فاشل مثلك " قلت بغضب قررت ان ابتعد اخيراً فوقوفي بجانبه كان يستفزني
كان سيلحق بي فقد بخطواته خلفي و لكن ظهور بلاكسون فجأة جعله على ما يبدو يتوقف. بدت على ملامح بلاكسون الكثير من الخيرة و القلق فقد اسود وجهه و تجهم .
"بلاك" ناديته بسرعه
وجدته ينظر الي بشرود، اتجهت اليه بسرعه و سألته:" هل أنت بخير!؟"
"أجل " قال بشرود ، و اكمل :" هل نتحدث!؟"
"حسناً" قلت بهدوء
"و لكن ليس هنا فالمتطفليين كثر" قال و هو ينظر لماك و الذي ظغى الغضب على ملامحه
اتجهنا خارج القلعة و اخترنا ان نجلس في مكان معزول بعض الشئ في المدينة.
"ماذا يحدث يا بلاك!؟ لا انت و لا كالدويل تبدون بخير! هل هو أمرٌ يخص السهم و صانعه!؟" قلت بقلق
"شئ كهذا " قال بلاك و هو ينظر للفراغ و اكمل:" يبدو انني رسمت صوره خاطئة لحياتي ، لا أعلم أشعر بالضياع شعور مزعج لم أشعر به منذ زمن بعيد" قال  بلاكسون و هو ينظر للفراغ
"هل تعلمين منذ زمن بعيد زرت قريتكم " اكمل بلاكسون
"قريتنا!" قلت بتعجب
"أجل كان هذا منذ عدة سنوات مضت،في تلك الفترة كنت أمر بضروف سيئة جداً ، اتذكر يومها شعرت بالملل من بقائي بجانب عمي كالدويل الذي كان يعمل ، فقررت ان اتجول في القرية و بعدها انتقلت بالقرب من الغابة و اخيراً قلت لنفسي لأتجول في الغابة السوداء" قال و هو ينظر الي
ذكرني حديثه بقريتنا و بالغابة السوداء ، غابتي الأثيرة، و بحنين لأخي و ابي.
و اكمل:" و اخيراً انا اتجول توقفت امام بحيرة و لكن لإستغرابي رأيت هناك طفلة بشعر أحمر، أول الأمر ظننت أنني أحلم، فلم أرى في حياتي شعر بهذا الإحمرار"
"هل تقصد ؟!" قلت بصدمة
لقد تذكرت النهر ، يومها ضربني أبي فحاولت الإنتحار بإغراق نفسي في النهر و لكن و لكن خطتي باءت بالفشل ، كان هناك من انقذني في حلمي كان اخي إيليوس، و لكني ظننت انني احلم!
"أجل لقد كنتِ انتِ يا دراقون، كان اغرب شئ رأيته في حياتي هو ما كنتِ تحاولين فعله! ، فقد ظننت أول الأمر انكِ تلعبين و لكن حينما وجدتكِ تتقدمين في البحيرة أكثر ذهلت بشدة، فما كان مني الا ان هرعت لمساعدتكِ!" قال و هو ينظر الي بشبح إبتسامة
"لقد كان انت؟!" قلت بصدمة أكبر من سابقتها
"أجل، حينما رأيتكِ ذلك اليوم فكرت في نفسي لما قد تقدم طفلة صغيرة على الإنتحار؟! يومها فهمت ان همي ليس اكبر هموم العالم لأحمله على كاهلي و أسير به، كنتِ أنتِ يا دراقون قد غيرتي حياتي بشكلٍ أو بآخر" قال بإبتسامة
كنت أفكر كانت عودتي من تلك التجربة هي التي جعلتني اتمرد على ابي اخيراً دون خوف.
تنهدت و قلت:" لم تكن حياتي افضل حياة فأبي قد قسى علي منذ ولادتي بسبب ان امي ماتت و هي تلدني، فكان اخي ايليوس هو من اعتنى بي، و في ذلك اليوم ابي كان قد ضربني بشدة لدرجة انني كرهت حياتي و قررت ان انهيها، و لكن انقاذكِ لي جعلني اتمرد على ابي اخيراً "
نظر الي بإستغراب و بعدها وجدته يضحك بمرح و لكن بدت ضحكته باهته في مرارة غريبة، و اكمل:" يبدوا اننا ساعدنا بعضنا البعض دون ان نشعر"
"على ما يبدوا" قلت بإبتسامة و ببعدها سألته بجدية:" و الآن ما الذي يجعلك تحمل همومك على كاهلك و تسير بها هكذا!؟"
" حسناً ظن عمي كالدويل انكِ يجب ان تكوني بالصورة مادمتي بتي جزئاً من العائلة، و كما انني اشعر بأننييجب ان اتحدث مع احدهم عن هذا الموضوع الا سينال مني الجنون" قال بلاكسون و أكمل و هو ينظر الي:" حتى الآن انتِ الشخص الوحيد الذي سأشاركه همي هذا"
رحت انظر في عينيه كانتا لا زلتا تلمعان بالرغم من شرودههما، اذاً هذا جيد انه لم يفقد الأمل من الحياة انه فقط حزين بعض الشئ. بقي لفترة طويلة من الصمت و هو ينظر الي .و اخيراً اكمل:" الم تتسآلي يوماً يا دراقون لما يبدو شكلي مختلفاً عن بقية الكرووتلانديين!؟"
"أجل ؟! و لكني ظننت انه امرٌ ليس من شأني " قلت بهدوء
"هذا بسبب أن ابي قد وقع في المحظور فأحب و تزوج من فتاة من خارج كرووتيلان" قال بلاكسون و اكمل" فقد التقى هامون كرووتيلان بإيلا وايد في احدى مهامه، فقد كانت إيلا ابنة رجل نبيلٌ مقربٌ جداً من الأسرة الحاكمة و اقطاعي بأراضي كثيرة، بينما هامون كان إبن زعيم الكرووتلانديين المتمرديين، وقعا في الحب فتزوجا دون علم اهلهم، فتبرى منهم الجميع و اخيراً و بشق الأنفس استطاع جدي ان يسامح ابي، فقد استقبل جدي ابي و امي و اعطاهم الأمان، و لكن بعد ولادتي وجدا في أحد الأيام مقتولان في الغابة كانا قد طعنا بخنجر حينما كانا عائدات من احدى المهام التي تخص ابي، و كنت انا الطفل الرضيع الذي لم يتم عامه الأول بعد ارقد في حضن أمي المقتولة"
نظرت اليه بصدمة فقد كانت هذه الحكاية وحدها مفجعة
و اكمل:" بالطبع كبرت و انا لا أعرف عنهم الكثير و لكني اعرف بأن من قتلهم هم أهل امي و الذين اعتقدوا ان العار سيالحقهم بعد فعلة امي الدنيئة، و هذا ما اكده لي عمي نايجل حينما جاء جدي ابو امي و طالب بأن اعيش عنده، و بطبيعة الحال رفضت فقد كشف لي عمي نايجل ان جدي وايد هو خلف مقتل والدي، فقد عشت حياتي في كرووتيلان بشئ من الصعوبة فقد كانت دائماً تتوجه الي اصابع الناس على انني مختلف، كان الأطفال يخافون بأن يلعبوا معي بسبب شكلي و يخافون ان لا يلعبوا معي بسبب منصبي، فلم يعجبني هذا الأمر فانعزلت و لكن اسوأ ما الأمر انهم راحوا ينادونني بلقب ابن الغريبة الخائنة و لفترة ليست ببعيدة حتى قررت ان اضع لهم حداً اخيراً"
كنت دائماً اعتقد انني الوحيدة التي رأيت المصائب في حياتي، فقد كانت نظرتي لبلاك على انه اميرٌ مدلل ، و لكن خلف هدوءة كان يخفي الكثير
سألته:"و ما الذي فعلته للناس ليتوقفوا عن نقدك!؟"
"لم أفعل لهم شئ" قال ببساطة
"اذاً؟!" سألت بإستغراب
" حاولت و جاهدت مع نفسي، ان لا انتبه اما يقوله الناس عني، احترمت ذاتي و من اكون فكوني مختلف قليلاً عنهم لا ينقص من شأني فكلنا بشر، فعملت على نفسي ان لا استاء من تصرفات الناس،  و عملت بجد لأصنع لنفسي مكانة في كرووتيلان ، لا كوني حفيد الزعيم بل كوني بلاكسون " قال بشئ من الفخر
"هذا مذهل!" قلت بإعجاب
فقد كان النقيض لي فأنا لطالما كرهت ذلتي و انبت نفسي بسبب اشياء لا ذنب لي فيها .
"و لكن اليوم اشعر بأنني احمق و غبي" قال بغضب و هو يضعط على قبضته و اكمل:" حينما جاء همي كالدويل اوضح لي الحقائق"
"اي حقائق؟!" سألته بلهفة
"قال بأنه التقى بصانع السهم في احدى الحانات و بينما كان الصانع ثملاً قام عني بإستجوابه، فأخبره انه صاحب السهم و قد صنعه لزبون خاصٌ جداً و مهم ، و قد جاءه هذا الزبون منذ زمنٌ بعيد ليشتري منه خنجراً خاصاً  و قد جاء هذا الزبون المهم من طرف ألمر كوردل، و ذكر بالحرف الواحد لقد كان كرووتلاندي فلكنته كانت ثقيلة جداً على مسامع الصانع"
"ماذا؟!!!! كروتلاندي؟! لا يمكن!!" قلت بصدمة
"اجل عدونا من الداخل و منذ زمن بعيد بقيت اتهم جدي وايد بتهم باطلة، اني اشعر بالعار" قال بحزن و اكمل و هو ينظر الي بشرود:" اننا نشتبه بأحدهم"
---------------------------
اتمنى لكم قراءة ممتعة و اعتقد بأن هذا الفصل قد رسم اكمل لكم الصورة
ما رأيكم بالفصل؟!
ما رأيكم بإعترافات بلاكسون!؟
ما رأيكم بماضي بلاكسون!؟
في رأيكم من هو العميل الكرووتلاندي!؟
و شكراً

النار التي لا تنطفئحيث تعيش القصص. اكتشف الآن