Part 1

4K 292 36
                                    

"من هذا الذي يشعر بنا؟
من سيتجرئ على مساعدتكِ؟
الكل يودون رؤيتك تسقطين ابنتي هم يودون الدوس على بقاياكِ لإدراك طموحهم"

كلمات الأم تقرع في ثنايا عقل البنتْ
هي فتاة أيضا، لكن بقدرٍ مختلف .
ولدت لعائلة فاحشة الثراء بسمعة جيدة ، لكنها فتاة ..لا يمكنها أن ترث مجموعة مستشفيات والدها لوحدها أو حتى تديرها .
ليست ناقصة في الخبرة او الذكاء او حتى الأخلاق، لكن الذئاب الجائعة ستترصد بها للإطاحة بمُلكها و لأنها فتاة فستكون طُعمًا سهلا لهم .
هكذا فكر الأب بإبنته 'ميري' وحيدته ، أميرته و حبيبته .
'ميري' لم تكن تشبه أقرانها ، عيون فاتحة ، لوزية الشكل تكاد تكون بحجم البرتقالة كلما فتحتهما على مصرعيهما .
خصل بنية فاتحة ،و بشرة شاحبة .بطول و جسد ممشوق .
هي أخذت بعناية كل الجينات الأمريكية من والدتها 'أوليفيا' . بلمسة ناعمة و لطيفة من جينات والدها الكورية .
منذ نعومة أظافرها ، تميزت و تألقت
درست بجد و عناية .و بكل فخر أصبحت أخيرا :
"طبيبة"

أطفئت شمعة عيد ميلادها ' الخامس و العشرون' ، مجددا و للمرة الرابعة على التوالي 'وحيدة' !!

لم يتسنى لها السفر للإحتفال مع عائلتها فهناك ما هو أهم الٱن، التجهيز لتخرجها !

"هي سنتي الأخيرة "

همست بصوت منخفض بينما تغرز شوكتها في الكعكة الكريمية .
حشت فمها بالكعك و تنهدت بثقل

" لازلت عازبة ،يا إلهي"

أمسكت رأسها بين كفيها و صرخت بتذمر
عقدت يدها و أحكمت إغلاق جفنيها

" أتمنى ان أحصل على شخص يحبني ،للأبد!"

"أحيانا تتحول الأمنيات إلى كوابيس ،ترهق كاهلنا "

تقدمت بعزيمة و إرادةٍ قويتين ، هي متأكدة وواثقةً تماما من نفسها لقد إنتظرت هذه اللحظة منذ الأزل!

عرضت مذكرة تخرجها التي لا تتذكر عدد السنوات التي أمضتها في تحضيرها.

أخذت تشرح محتواها بالتفصيل الممل و الدقيق ، ينقبض صدرها كلما رأت الدكاترة يتحدثون فيما بينهم .

ربما أخطأت في شيء ما!!

إبتسمت بتكلف و ووقفت بعيدا بعد أن أنهت.

"سنخبرك بقرارنا لاحقا،ٱنسة يون "

زفرت بعنف كل الهواء المحتبس برئتيها ، تقسم أنها لو وقفت لدقيقة أخرى كانت لتختنق .

نِداَء الطَواَرئ ْ || Emergency Call Where stories live. Discover now