the calm before the storm

171 10 0
                                    

استقر جسدى بجانب زين على الارض الذى بدأ جسده فى السكون اخيراً و جمد الدم الذى ينسال من انفه ، ربّت على رأسه و قلت " هل انت بخير ؟ "
اومأ ببطئ و قال " ماذا فعلتم ؟ هل نجحت الخطة ؟ "
قلت " لقد قابلت جيما و اخبرتنى كل شئ عن الطابق العلوى .. لذا فنحن نوعاً ما قطعنا نصف المسافة .. "
اومأ زين و نظر لاليسون و لوى و قال لى " ارفعنى .. اريد ان اتمدد على الفراش قليلاً ! "
حاولت ان ارفعه بدون ان اؤلمه لكن مع كل لمسه صغيرة لجسده كان يصرخ من الالم ، نجحنا انا و لوى اخيراً فى إجلاسه على الفراش فبدأ يتفرد اطرافه ببطئ ، قلت بجمود " يجب أن تعودا إلى غرفتكما الان ! "
انفتح الباب فوراً و تدخل صوت اخر قائلاً " و انت ايضاً يا هارى "
ألتففت لأجد جيم ينظر لى بهدوء ، ألقى جيم نظرة على زين ثم تحولت ملامحه  الهادئة إلى إشمئزاز و قال " هيا ! " 

ربّت على شعر زين و خرجت و خلفى لوى و اليسون و جيم ، تبعت جيم إلى غرفتى وانا استطيع سماع لوى يقول لاليسون " هل اتى للجلوس معكِ قليلاً ؟ "
التففت لأجد اليسون تبتسم له بهدوء فنظرت امامى مجدداً .

جلست فى الغرفة على الفراش و امامى جيم يجلس على احد الكراسى ، قال جيم بغضب " لمَ تتعامل مع هؤلاء الحثالة ؟ "
نظرت له بغضب لكنه اكمل متجاهلنى " انت على وشك الخروج من هنا .. تبقى اسبوعان او اقل ! بينما هم سيموتان هنا من الجنون .. انهم مجانين يا هارى توقف عن مقابلتهم .. و اراهن انك توقفت عن اخذ الادوية ! "
لم استطع السيطرة على نفسى و اخرجت الحبوب من جيبى و بدأت اصرخ فيه " ادوية ماذا .. هل تسمى هذه ادوية ، قمت بإستغلال فرصة صدمته و دفعت الحبوب فى فمه و اغلقته بقوة حتى تأكدت انه ابتلعهم ثم عدت للصراخ " اننى مجنون بالفعل .. لن اخرج .. لا اريد الخروج .. لا اعلم ماذا يحدث فى الخارج ولا اريد ان اعلم ! "
جلست على الارض فوراً و بدأت فى البكاء و اخفيت وجهى فى كفاى ، راقبت جيم من بين اصابعى ينظر لى نظرة " لقد اُعلنت الحرب ! " فابعدت كفاى فوراً و مسحت دموعى و قبلت ركبة جيم فوراُ قائلاً "عمى ... عمى .. انا اسف ! ارجوك لا تخبرهم .. سيؤذونى .. ارجوك لا تخبرهم .. انا اعتذر بشده .. ارجوك يا عمى " 
ابعدنى عمى فوراًو قال " ما تلك الحبوب التى اعطيتنى اياها ؟ "
قلت بخوف مصطنع " فيتامين .. لونها ابيض "
نظرة الشك لم تختفى من على وجهه و قال " لن اخبرهم لكن يجب ان تعود لوعيك .. سأعود بعد الغد و إن وجدتك فى نفس الحالة فأقسم اننى سأوقف إجراءات خروجك .. "
اومأت بسرعة و راقبته و هو يخرج من الغرفة .

جلست بجانب زين فى الغرفة و قلت له " لقد قمت بشئ احمق جداً .. "
قال و هو يحدق فى السقف " ماذا فعلت ؟ "
قصصت له ما حدث فقال بغضب " هل انت مدرك انك خربت خطتنا ؟ "
قلت بسرعة " سأصلح الامر .. جيم قال انه سيأتى بعد الغد " .. غداً مساءاً سأقوم بالصعود للطابق العلوى .. "
نظر لى زين و ابتسم قائلاً " كن حذر .. هناك كاميرا مراقبة فى الردهة اليمنى ! "
اومأت و قبلت جبينه و ركضت عائداً إلى غرفتى .

تمددت على الفراش بسعادة مختلط بالقلق .. هل سأنجح ؟
هل سننجو ؟
هل نجحت حقاً فى انقاذ زين ؟
إن خرجنا إلى اين سنذهب؟ 
هل اقتل جيم ؟
هل اقتلهم و احرق المصحة ام افعل كما قالت لى جيما ؟
انا لست مجرم بالطبع لن احرقهم !
لكن هل سنستطيع النجاة حقاً ؟

قاطع تفكيرى دخول اليسون بهدوء ، اشرت لها بأن تجلس بجانبى ففعلت ، اعتدلت فى جلستى لأواجهها و اخبرتهاعن خطة الغد ، قالت بعدما انتهيت " انا لم اتى لهذا السبب ! "

نظرت فى الارض و قلت " اعلم  .. لكن لوى .. "
قالت " انه فقط  مرهق .. هو لا يحبنى هو فقط يتخيل هذا ! انا الانثى الوحيدة الذى قابلته منذ سنوات لذلك فهو ليس مدرك انه لا يحبنى .. "
قلت بهدوء " هو ليس مدرك .. و يجب ان نبقى هكذا حتى يدرك "
اومأت اليسون بهدوء و قالت " لكن .. اريد ان .. "
توقفت عن الحديث فجأة و نظرت فى عيناى بهدوء و وضعت يدها على وجنتى فأنتشر الدفئ ليس فى وجنتى فحسب لكن فى كل انحاء جسدى ، حينما شعرت بوجهها يقترب منى اغلقت عيناى باستسلام و وضعت يدى حول خصرها ، شعرت بقبلتها الطويلة على وجنتى و تنفسها المتوتر على رقبتى لثوانى ثم ابتعدت عنى ، فتحت عيناى بعد دقيقة تقريباً لأراقب باب غرفتى و هو ينغلق خلفها  ، تنفست بصعوبة للحظات قبل ان اتمدد على الفراش بإرهاق و انام .

استيقظت على صوت صراخ مرتفع فأفقت لأجد نفسى فى غرفة غير معتادة لكنها مألوفة ، نظرت حولى لثوانى محاولاً تذكر تلك الغرفة حتى وقع نظرى على زين و اليسون المقيدان فى كراسى حديدية بجانبى ، كدت اركض إليهم لكننى انا ايضاً مقيد فى كرسى فبدأت اصرخ بإسمهما و انادى عليهما حتى بدأت اليسون تفيق ببطئ ، بدأت اتحدث " اليسون .. انتى بخير .. ألى ! "
نظرت إلى لثوانى غير مدركة ما حدث ثم بدأت تتلفت حولها بذعر ثم قالت " ما هذا ؟ "
قلت بخفوت " ايقظى زين ! "
لم استطع انهاء جُملتى لأن صوت تحرك مقبض الباب قاطعنى فصمت بسرعة و همست " تظاهرى انكِ نائمة ! بسرعة !! "

انصاعت لأمرى فوراً و اسندت رأسها على ظهر الكرسى و فعلت المثل انا ايضاً ، بينما كنت احاول ان ابدو فاقداً لوعيي على قدر المستطاع كان الحديث الذى يدور بجانبى واضح للغاية و مختلط بأصوات خطوات اقدام اشخاص ، تعالى صوت ذكورى غاضب " ماذا حدث .. لمَ هم هنا ؟ "
تحدث صوت ذكورى اخر مشابه لصوت جيم " لقد كانوا تحت المراقبة طوال الفترة الماضية .. اعتقد انهم اكتشفوا الامر و يخططون لشئٍ ما ! "
حال الصمت لثوانى ثم قال الصوت الغاضب " اقتلوه و اجعلوا الامر يبدو كالانتحار .. اما الفتاة فقودوها للجنون .. جلسات كهرباء كثيرة ستفى بالغرض ! "
قال جيم " و ماذا عنه ؟ "
تعالت ضحكات الرجل ثم قال " اقتلوه و تخلصوا منه فى اى مكان ! "
بدأت الاصوات فى الابتعاد و انغلق الباب مجدداً ، انتظرت ثوانى ثم فتحت عيناى ببطئ و نظرت حولى بتساؤل .. سيقتلنى انا و زين ! ، نظرت لأليسون لأجدها تبكى بشده  همست لى " لقد فشلنا "
همست لها " لم نفشل .. هناك فرصة .. لكنى احتاجك ! "
اومأت و توقفت عن البكاء فوراً و ابتعلت ريقها و قالت " اخبرنى ماذا افعل " 

بدأت اخبرها بما يجب عليها فعله و هى تومئ بتفهم حتى قالت اخيراً " حسناً .. لقد فهمت "
بدأت اعيد الخطة فى رأسى مجدداً لكن توقفت بسرعة قائلاً " اين هو لوى ؟ "
عاد القلق لوجهها و هى تقول " لا اعلم ! "
قلت " سنجده .. ابدأى فى الخطة الان ! "
اومأت و بدأت تزحف ببطئ بالكرسى بإتجاهى محاولةً ان تقلل من الضوضاء الصادرة عن احتكاك الكرسى بالارض ، حتى اصبحت على بُعد انشات منى و ابتسمت بحزن و بدأت تفعل ما قلت لها .

AmnesiaTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang