خرج تاركا اياها واقفه جامدة كالتمثال فى مكانها.بينما ركضت وراؤه سكرتيرته وموظفة اخرى ..فاقت من شرودها وتحركت فلا فائدة من وجودها هنا ..فسوء حظها اوقعها بين يدي مجنون؛كالفأر الذى وقع فى يدى قط جائع لايام .
وجدت نفسها تردد كوالدها :" سامحك الله يا عمرو ".
عند المساء اتصل والدها به ليعلمه بموافقته ..
لكم تمنت ان يكون كل ما فات كابوسا مزعجا لتستيقظ منه هتجد حياتها كما كانت ..فلقد كانت راضية تمام الرضا بحياتها..
تخطط لمستقبلها ..بكل تفاصيله ..انما الان ..خطوة متهورة من اخيها انهت الخطط ..وتدمر المستقبل ..
ترى كيف يكون هناك مستقبلا عندما تضع حياتك بين يدى مجنون؟؟؟..مجنون لا يري سوى رغباته ..ينفذ ما يريد ولو على انقاض الاخرين ..
مرت الايام التالية ببطء رهيب ..لكم كانت تود لو ان بامكانها الهروب ..الهروب بعيدا ..
عن توتر المنزل وكل تلك الهدايا والتجهيزات التى تكفل بها سيف باشا ..
و جرس الباب الذى لا يتوقف عن الرنين وادخال و ادخال اشياء ولفافات ..
كيف تهرب من مصيرها وجحيمها ..وكل دقيقة يذكرها به ..
لم تعرف متى لجأت للحبوب المنومة ..متى بدات فى تعاطيها ..ولكنها وجدتها البديل الامن من البكاء والعويل على مستقبل مات ..وجدتها الوسيلة لانهاء الصلة بالواقع ...تنهى عذابها المفاجىء .
وكأن واقعها يحتاج الى المزيد من العذاب ..جاءت العمة ..مصحوبة بالمزيد من اللوم والتقريع ..كيف لم يخبروها من قبل بالزفاف ..وكيف تعرف قبله بايام قليلة فقط ..
اه لو تعلمين يا عمتى انى لم اعرف سوى من ايام ..
كانت العمة كثيرة الشكوى والانتقاد والسؤال السخيف الذى ظلت تردده دون توقف :" كيف لن يحضر عمرو زفاف شقيقته الوحيدة !!""
" ان هذا لا يصح ..ماذا سيقول العالم عنا ...لقد افرط والدك فى تدليله"
ثم تخرج من التقريع الى الفضول القاتل :" يقولون ان زوجك العتيد فاحش الثراء ..هكذا هو والدك ...يجيد التخطيط".
لا يا عمتى ..هذا الامر ام يخطط له احد..
التزمت الصمت ..كيف ستخبرها بما حدث..انها فى ذاتها لا تصدق ان ذلك حدث.
بل كيف يصدقها احد ..انه سيناريو سخيف ربما كان يحدث فى العصور الوسطى وليس الان ..مع كل هذا التقدم العلمى مازال الجانب الاجتماعى للبشر فى غاية التخلف !!.
كيف ترد على عمتها فى فضولها حول شخصية العريس ؟هل تخبرها بأنه سادى ؟؟ نعم سادى ..والا لما تلذذ بتعذيب الاخرين كما تتعذب هى الان ..
هل تقول انه مجنون ؟
أنت تقرأ
المبادلة
Romanceقالت بتحدى وثقة لا تشعر بها :"لا اريد الانجاب منك". سأل ببساطة :"ولما؟" قالت باستفزاز :"لانى اود ان انجب من الرجل الذى احبه." سال بنفس البساطة : "واين هو " حاولت ان تكون هادية وهى تقرر بثقة : "ساحب فى يوما ما ." سألها باندهاش :"الا تعتبر تلك خيانة...