خضم التداخل |2

5.1K 668 257
                                    

بدايةً كان تحدٍ، كان مجرد إثبات لشجاعتي..
كان أرنبٌ أبيض لن أكذب و أقول أنهُ لطيف، لا..

ليس لطيف، رغم ذلك.. هو روحٌ لها حق العيش!، كنا في الحي، أنا و بعض الأطفال ..

لا أدري لمَ ألقبُ بالضعيف بينهم!، الم يأتوا الى عيد ميلادي مُذ يومين!! شعرت ببعض الخيبة لأحساسي بأن الإنسان يُخلق وتخلق معه شروره ونواياه إن كانت حسنةً أم بغيضة...

لفتت إنتباهي فتاة الغراب "جون"؛ اسميته في نهاية المطاف، لقد كان أكثر صدقاً مِن مَن يحيطون بي الآن..

كانت كبقية الأطفال تلعب، لكنها و بطريقةٍ مختلفة تبتسم؛ تطوي الحزن أسفل ابتسامةٍ كاذبة!.. فكانت مُقلتاها تُراقب باب منزلها القريب حزينة! و فيما كُنت أجلس بعيداً عن تراكض الأطفال اتى أحدهم،  قام بضربي على ظهري حتى أسقطني من على المسطبة الرطبة للحديقة، سمعتُ شتمه لي بضيق العينين! ..

وقفت، نفضتُ عني ما لوث سترتي، لقد كان يوماً بارداً..، أذكر أنهُ تحداني أن أحرق الأرنب بالنار المتقدة الى قارعة الطريق!، ..

كان الأرنب لجارنا الكبير في السن، كنتُ غاضباً، لا بل  أرى الديجور أمامي .. أخذتهُ بهدوء تحت أنظارهم المتلهفة و كنتُ أسمع تهامسهم..

-هل سيفعلها؟!

-قد يفعلها فهو غريب الأطوار!..

-سمعتُ أمي تقول أن هذا الولد كان قدومه لوالديه كالغراب الذي يقتنيه .. .

كنت أحتضنه بين يداي وقفت أمام النار لحظة و دون أن يشجعني أحدهم ألقيتهُ تلى رميي لهُ شهقاتٍ مُتعجبة، رباه!! يتعجبون ماذا في حين أنهم كانوا متلهفين ..؟

رأيتهُ يحتضر، سمعت إستنجادته؛ تألمت.. قليلاً فقط!.

ابتعدوا عني و كلٌّ منهم راح الى حضن أبويه باكياً!بقيت أنا، كنتُ أريد اخراجه، حاولت .. على الأقل لأكله ولا يذهب دون فائدة، لكنني لم أستطع..

آمنت حينها أن للخطيئة أبعادٌ كثيرة ولا يسمى ما فعلت غلطةً مغتفرة .. بل هيَ ذنب، ذنب كما الذي إقترفاه والديَّ.

أخذت بنظري للخلف، لا تزال ذات الشعر الأملس تقف وتلك فتاة الغراب الساكنة..،

ماذا فعلت؟؟...

همس سري يخاطب ذاتي المفقودة و أنا غارقٌ في ديجورٍ لا بصيص فيه..!

ما الذي قُمت به ..!
يدي دون أن ادرك راحت تلامس النار ..

أنا احرق يدي و اتألم، كنتُ في خضم أفكارٍ لعينة رغم ألمي، كانت تتدفق كما نهرٍ جاري ليست له بداية ولا نهاية؛ سألت نفسي .
-لماذا لا أصرخ؟!..

كان سؤالاً غبياً و كنت أكرره، وكلما فتحت ثغري لأصرخ قُلت ..
- اللعنة، اللعنة على الحياة، تباً لوالدي ..
تباً للحياة، اللعنة على حظي ..

كلّ تلك الكلمات كنت اكرهها عندما ينطقها والدي و أنا الآن أكررها!!.

لم أشعر بيدي بعد أن قامت فتاة الغراب بسحبي للخلف من قبعة الهودي التي ارتدي!.

{ في خضم التداخل كنتُ أقلد أكثر من أكره }

_______

و الوضع بسوء لأكثر من انو يحرق ايدو ..

الإعاقة اكتشفتوها؟ ..

و بس ❤..
القصة ما بتتجاوز ال10 فصول هي اذا بدي طولها 🌚💔..

الى اللقاء

الديجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن