الجزء 8

63 2 2
                                    

توقف فجأة عن الكلام ، فتنبهت لدخول الضابط مجددا إلى الغرفة لكنه لم يكن وحده هذه المرة . كان رفقة زميل له و كان يوجه نظراته نحو زميلي .
فأخرج حقنة من حقيبته و اتجه نحو المجنون . ادرت رأسي لأطمئن على صديقي فلاحظت علامات الرعب بادية على وجهه لكنه كان يحاول إخافاءها  بحركاته الجنونية و بأصواته الغريبة . كلما كان يقترب اكثر كانت  دقات قلبي تتسارع  ، فما بالك به ! كان يقفز في زنزانته و يصرخ .
-ما الذي تفعله!؟
-هي ! حضرة الضابط!
-ألا تسمعني ؟ أجبني لمرة واحدة ! ماذا سيحل بصديقي ؟
- صديقك؟! إنه مجنون و لا فائدة من بقائه فهو لن يتعالج على أية حال ، و بقاؤه مزعج لنا .
-ما الذي سيحل به أخبرني.
- مجرد ترياق بسيط نود تجربته .
- مجرد ترياق ؟ هل هذا معقول؟!!!
- في الحقيقة هناك الكثير لنجربه ، لكن سنرى مدى تأثير هذه الحقنة أولا و بعدها نكمل الباقي.
- لكن ، هذا لا يجوز ، هل تعلم كل ذلك مخالف للقانون فقبل كل شيء هو إنسان ! إنسان مثلك .
- إنسان مثلي؟ أنا ضابط ، عينني القائد مسؤولا على كل ضباط المنطقة . و أي إجراء يتم على يدي وبعد موافقتي . أما هو؟ هو مجرد أداة لتجربة ما نود الحصول عليه . انه مجرد وسيلة لبلوغ الغاية.
-هيه ، أنت . لن أسمح لك بالإقتراب منه . أنت مجنون !
- حسِّن ألفاظك يا هذا و إلا جعلتك فئرا لتجاربي .
اقترب من زميلي مسرعا ، كأنما يود غرس الحقنة في كتفه بقوة .
أزال قميص المجنون و أمسك ذراعه بقوة و جره نحوه حتى يسهل التحكم به .
كان باب زنزانتي مغلقا فلم أستطع فعل شيء ، و بدأت أضرب الباب و أصرخ . التفتت فجأة لما سمعت صوت الباب يفتح بقوة .
- رئيس الضباط يطلبك في مهمة خاصة
- كيف ؟ لكن ألا ترى أنني مشغول الآن ؟ لدي عمل علي القيام به .
- رئيس الضباط يطلبك الآن و يأمرك أن لا تتأخر .
- حسنا ... لا تلمس شيئا حتى آتي .
انصرف الضابط أخيرا ، فالتفتت إلى صديقي و رأيته مبتسما و سجد شكرا لله على نجاته من هذه المصيبة .
اقتربت من زنزانته و همست له : - لقد كنت محظوظا صديقي .
- صحيح كنت محظوظا هذه المرة ، لكنه سيعود .... علينا الهرب من هنا .
-ماذا ! كيف ذلك و نحن لا نعلم أين نحن ؟
- راقبني فحسب و عند الإشارة اتبعني .

بقلم سجين Where stories live. Discover now