التشابتّر الثاني عشر

1.6K 111 130
                                    







٢:٣٠ ظُهراً

احتَظنني بقوّه مُحاوطاً يداه حول ظهري ودفَنني بين أيسرُه , أخذت نفساً طويلاً لتتخلل أنفي رائحة عِطره القويّه ثُم بادلتُه الإحتضان ببطُء , أنا فاقِد للاحساس الآن ومُشوّش ..

لأن هذه اللّحظه مرّت عليّ يوماً أنا متأكد ! هذا الاحتِظان العميق بنفسِ الصّدر الدافئ قد شعرتُ به بالفِعل !

كُل شيء بهاري يبدوا مألوفاً لشيء أو رُبما شخص قد أعرفه جيداً.

ليس وكأنه جار وكفى.

أرخيت يدي على مِهل و عُدت للخلف قليلاً راغباً بانهاء هذا الإحتضان وانهاء الأفكار المُشوشه التي تتدفّق لتُزعجني , شعر هاري بذلك فابتَعد رُويداً , بدت تعابيري عابِسه .. ليس منه , بل من حياتي الضّائعه وتِلك اللّحظات المفقوده.

شعرتُ بنظراتُه التي تُحدق بعيناي قبل أن يهمِس
" هل تُريد أن تذهب معي , أم تعود للمنزل؟ " بدا مُترقباً بحذر ما سأُجيب لذا قُلت ببساطه " سآتي معك "

لحظه هل رأيتُ شبح ابتسامه نَمت على شفتيه قبل أن يذهب للسياره؟

جلست بالمِقعد الذي بجانبه وقد لزِمنا الصّمت للحظات كُل واحِد منا يُحدق بعيداً عن الآخر ,
لم يُحادثني عن أي شيء ولم أفعل انا ايضاً , التشتتّ أصبح يعتصِر عقلي وكأنه سيضمُر!

أوقف سيارته أخيراً لأشتم تحت أنفاسي بدهشه , نحن ذهبنا لمُقاطعة أنجلتون الريفيّه بلمحِ البصر !

هذا شيّق بالفِعل وجنونيّ! , ترجّلت خارج السياره وأخذتُ أتأمّل الأشجار وتِلك المنازِل البسيطه المعدُوده يُرافقها هذا الهُدوء المُريح للأعصاب .. أغمضت عيناي مُستنشِقاً نفساً عميقاً نقياً أروي بِه رئتاي.

فتحتُ عيناي ببُطء ورسمت ابتسامه عريضه على شفتيّ ليقول هاري بجانبي مُبتسماً عاقِد يداه حول صدره " لم أكُن أعلم أن لديك انجذاب للّريف؟ " بقيت أحدّق بالاشجار العالِيه والعُشب الأخضر المُمتزج مع بياضِ الثلج مُردفاً " أنا فقط أحب الابتعاد عن ضجيج هذا العالم "

خطى من جانبي لأتبَعه حيثُ قادني الى قمّة احدى الجِبال , نظرتُ لساعة يدي بصدمه والتي كانت على نحوِ الرابعه مساءاً , الوقت يسير مِثل البرق! أنا لازلت لم آخذ قسطاً من النوم وأمامي عملاً علي ان اذهب إليه بعد بِضع ساعات!

الشمس بدأت تغرُب تزامناً مع صُعودنا لأعلى قِمه بالجبل , الرياح العاتِيه بدت تعصِف وقد تثلّج أنفي , هبطَنا أخيراً في أعلى القّمه .. توسّعت عيناي مُراقباً الحُقول والأنهار السماوّيه الجاريه والمنازل المغمُوره بغُروب الشمّس كيف بدا مظهرُها ساحراً يخطِف الوِجدان " وااو .. هذا رائع ! أشعُر بأني أعود للحياة مع هذا المنظَر الخلّاب "

حُب بين الشياطين | Larry Stylinson Where stories live. Discover now