21

10.9K 339 3
                                    

الفصل الحادي والعشرون
***

اتسعت عينا دليلا بفزع وتسلل الرعب لقلبها وهي ترى هذان الرجلان يدلفان لشقتها..تراجعت للوراء وهمست بخوف:انتوا..انتوا مين..عايزين مني ايه
هتف احداهما قائلا بغضب:انا طارق..طارق عز الدين..اللي حضرتك كتبي كلام كدب عن مراته
تدخل غسان قائلا:اهدى يا طارق
انتفضت دليلا بفزع وهزت رأسها بسرعة قائلة:لا لا استنى وافهمني
طارق بغضب:افهم!!! افهم ايه
هتفت دليلا بخفوت:اقعد بس وانا هفهم حضرتك ،ثم نظرت لغسان قائلة:ما تقول حاجة يا استاذ
نظر غسان لطارق قائلا:اقعد يا طارق خلينا نفهم
زفر طارق بضيق وجلس على الاريكة الصغيرة..ونظر حوله..كانت الشقة اقل من بسيطة مما يدل على ضيق حال سكانها ،نقل بصره لدليلا التي كانت بشرتها خمرية وعيناها بنيه واسعه شعرها قصير يصل لاذنيها وبشكل جذاب..كانت فتاة عادية مثل كثير من الفتيات المصريات ،رفع طارق احدى حاجبيه قائلا:اتفضلي سامعك
ابتلعت دليلا ريقها وقالت:والله المقال اللي نزل ده مش بتاعي انا فعلا كتبت عن الحادثة بس المقال اتعدل قبل ما يطبع
طارق بتعجب:ازاي وليه؟!
تنهدت دليلا قائلة:هما كانوا عايزين يكتبوا حاجة تجذب الناس عشان الحادثة ومفيش حاجة تخلي الناس تتكلم غير كدة..رئيس التحرير طلب مني اغير المقال بس انا رفضت واتفاجأت بيه اتغير لما نزل وانا قدمت استقالتي
غسان بحيرة:ايه الناس دي مش ممكن يكونوا بني ادمين
نظرت دليلا لطارق الذي كان ينظر اليها بصمت وقالت:لو حضرتك مش مصدقني هوريك المقال الاصلي
نهضت ودخلت لغرفتها وعادت وهي تمسك في يدها دفتر كبير ولعطته لطارق قائلة:اتفضل شوف بنفسك
امسك طارق الدفتر ونظر بداخله ليجد مقالا مختلفا تماما عما قرأ في الجريدة نظر اليها وهي تقول:انا عندي interview في جريدة تانية ولو اتقبلت ان شاء الله هتنزل اعتذار لمدام ايمان واوضح سوء التفاهم اللي حصل
اومأ طارق قائلا:تمام..وانا متأسف على اللي حصل
ابتسمت دليلا قائلة:حصل خير وانا مقدره موقف حضرتك
نهضوا وصافحها طارق قائلا:متشكر ومتأسف مرة تانية
صافحها غسان وخرجا من المنزل اما هي فجلست على الاريكة وزفرت بارتياح وحمدت ربها ان الامر قد مر على خير..ثم انتفضت وهي تصرخ قائلة:يالهوي اتأخرت
****

استطاع آسر ان يستخرج اذن النيابة بتفتيش الشقة بعد ان اكد لهم ان تلك الشقة ملك لخالد..وصل الى الشقة واقتحموها..امر آسر الرجال الشرطة بالبحث عن اي شئ يجدوه واتجه هو الى غرفة المكتب واخذ جهاز الحاسوب و"الفلاشة" الذي تركوها بالامس..ابتسم بارتياح فهو كان خائفا ان يعود خالد للمنزل ويخفي دليل براءة ايمي..انتهوا من البحث في الشقة اغلقوها وذهب آسر الى مبنى النيابة وقدم "الفلاشة" للنيابة وصدر امر بالبحث عن خالد..
****

جلس سمير في منزله ينتظر من طارق اي مكالمة يطمئنه فيها عن ايمي..اقتربت منه منال وحلست بجانبه وهي تحضتن زياد بين ذراعيها وهمست:مفيش اخبار
هز سمير رأسه بالنفي فتنهدت بحزن ونظرت لزياد النائم بين ذراعيها قائلة:عيني عليكي يابنتي ملحقتيش تفرحي بابنك..كل لما اقول الدنيا هتضحكلك ترجع تقفل في وشك تاني
سمير:استغفري ربنا ده ابتلاء منه وان شاء الله هتخرج..ايمان صبرت كتير واكيد ربنا هيحميها
طبعت منال قبله على جبين الصغير وهمست:يارب
****
في اليوم التالي دخلت ايمي لمكتب وكيل النيابة ووجدت عاصم ينتظرها..نهض عاصم فنظرت اليه قائلة:حصل حاجة؟
نظر لها عاصم قليلا ثم ابتسم فجأة قائلا:مبروك يا ايمان
نظرت له عاقدة حاجبيها فنهض محسن قائلا:مبروك يا مدام ايمان حضرتك طلعتي براءة
هزت رأسها بعدم تصديق وهتفت:انت...انت بتتكلم بجد!!!
اومأ عاصم بابتسامة فابتسمت ايمي وانسابت دموعها بسعادة وهي تقول:الحمدلله الحمدلله
عاد محسن ليجلس خلف مكتبه وقال:يخلى سبيل المتهمة ايمان سمير من سرايا النيابة بضمان اقامتها..اقفل المحضر في ساعته وتاريخه
نظر محسن لعاصم الذي كان ينظر اليه مبتسما بتحدي فزفر محسن بضيق ونظر لايمي قائلا:تقدري تمشي يا مدام ايمان
نظر عاصم لايمي قائلا:يالا كلهم مستنينك برا
خرجت ايمي برفقة عاصم...لم تصدق نفسها انها تقف الان خارج النيابة..كانت قد فقدت الامل في ان ترى ضوء الشمس من جديد..كان طارق وعماد واحمد وغسان زينه ومعهم والدها ينتظرونها امام مبنى النيابة..اتسعت ابتسامتها وهي ترى والدها يقترب منها..ركضت بسرعة لتلقي نفسها بين ذراعيها وانسابت دموعها وهي تقول:وحشتني اوي يا بابا
ضمها سمير بحنان وهو يقول:وانتي كمان وحشتيني اوي ياروح بابا..انتي كويسة
اومأت ايمي وهي تبتعد عنه قائلة:كويسة الحمدلله..زياد وماما كويسين
نظر لها عماد قائلا:حمدلله على سلامتك يا ايني
احمد بمرح:اخيرا ياشيخة تعبتينا
ضحكت ايمي قائلة:الحمدلله عديت
نظرت ايني لغسان فقال:حمدلله على سلامتك يا ايمي الحمدلله انك خرجتلنا بالسلامة
وكزه طارق قائلا بحنق:نا خلاص بقى في ايه
نظرت له ايمي وابتسمت فاقترب منها قائلا:حمدلله على سلامتك..لو كان حصلك حاجة كان ممكن اموت ايمي:بعد الشر عنك
تدخل غسان قائلا وهو يبتعد عنهم ويجذب طارق وايمي بعيدا وقال:بص بقى عشان انت بقالك فترة مزهقني كل اللي حصل من يوم الفرح لحد النهاردة كان اتفاق بيني وبين ايمي
اتعست عينا طارق بدهشه ونظر لايمي التي كانت تنظر لغسان بغيظ..عاد طارق ببصره لغسان قائلا:يعني ايه
غسان بابتسامة:يعني كله كان فيلم عشان تغيظك
نظر لها طارق رافعا احدى حاجبيه وقال:الكلام ده صح
نظرت له ايمي ببراءة وقالت:تؤ تؤ مش حصل
هتف طارق بغيظ:مش حصل !!!
ابتعدت ايمي ووقفت بجانب والدها ونظرت لطارق وهي تبتسم فقال لغسان:يعني انت مش بتحبها !!
ابتسم غسان قائلا:لا ايمي زي اختي..اللي بحبها واحدة تانية عمري ماحبيت ولا هحب غيرها
ابتسم له طارق واقترب منها وهمس في اذنها:لينا بيت نتحاسب فيه
ابتسمت قائلة:ده كان زمان
ضحك طارق قائلا:هو انا مقولتلكيش
ايمي بتعجب:مقولتليش ايه؟
طارق بابتسامة:ما انا رديتك لعصمتي بعد ما سافرتي باسبوع واحد بس وعمي كان عارف
اتسعت عيناهل بصدمه وهي تنظر لوالدها الذي قال:ايه!! متبصليش كدة ،كده كده كنتي هترجعيله
نظرت لطارق بحنق الذي رفع حاجبيه ليغيظها..كانا سعيدة وفي نفس الوقت كانت تشعر بالحنق من ما فعله..في تلك اللحظة قال احمد:ما يالا بينا بقى لاربن زهقتني وكلهم مستنينك في البيت
غسان:على فكرة يا ايمي انا لسه قايل لرضوى من شوية وكانت هتطلع تضربني من التليفون اكيد هتكلمك
ضحكت ايمي قائلة:كويس انك مقولتلهاش من بدري كان زمانها سابت كل حاجة وجت
غسان بابتسامة:مجنونه وتعملها
ابتسمت ايمي قائلة:هتسافر امتى
نظر غسان في ساعته وقال:طيارتي كمان 4 ساعات
اومأت ايمي واقتربت منه قائلة بصوت لم يسمعه غيرهما:خلي بالك منها
غسان بابتسامة:دي روحي يا ايمي انتي اكتر واحدة عارفه انا بحبها ازاي
ابتسمت ايمي باطمئنان وهمست: توصل بالسلامة
ابتسم غسان وسلم عليهم واستقل سيارته ليذهب لحبيبته..ويبدأ مشواره الجديد حتى يستطيع ان يفوز بقلبها كما فعلت هي..
****

وصلوا الى منزل سمير..ترجلت ايمي من السيارة بمجرد توقف السيارة وركضت لتعانق والدتها التي كانت تنظرها امام بوابة المنزل..عانقتها بشده وهي تبكي وشاركتها منال البكاء..ابتعدت منال عنها واحتضن وجهها بين راحتيها وهي تقول:حبيبتي يابنتي انتي كويسة؟ حصلك حاجة ياحبيبتي
هزت ايمي رأسها قائلة:الحمدلله انا كويسة
ركضت منه لتعانق شقيقتها وبعدها لارين الذي ظلت تبكي..همست ايمي:كفاية عياط بقى مانا كويسة اهو
عانقتها لينا وهي تقول بابتسامة:حمدلله على سلامتك يا ايمي وحشتينا
ايمي:وانتوا كمان وحشتوني اوووي اوووي ،ثم نظرت لمنال قائلة:زياد فين؟
منال:نايم ياحبيبتي
ايمي:هدخل اشوفه وحشني اوي
دخلوا الى غرفة المعيشة وجلست ايمي بجانب والدتها ودخلت منه لغرفة والدتها وخرجت وهي تحمل زياد..عندما رأته ايمي نهضت بسرعة واخذته منها وظلت تضمه وتقبله وهي تهمس:وحشتني اوي ياحبيبي
في تلك اللحظة هتف حسام قائلا:بالمناسبة السعيدة دي انا جايبلكم خبر حلو
نظروا له باهتمام فقال:انا هبقى اب
فرح الجميع لهم وهنئوهما وقال احمد بمرح:وياترى هتخلفوا ايه بقى..اهبل وعبيطة هيخلفوا ايه
نظرت له لينا بحنق وقالت:ايييييي دمك يلطش
احمد بتعجب:يلطش!! مراتك بقت بيئة اوووي
حسام:ملكش دعوة خليك في حالك
ضحكوا جميعا عليهم واستأذنتهم ايمي لتستريح قليلا ودخلت غرفتها فدخل طارق وراءها بعدما علم الجميع ان طارق قد اعادها لعصمته..واغلق الباب خلفه..اقترب منها ووقف امامها وقال بهمس:وحشتيني
ابتسمت ايمي وقالت:وانت كمان
ابتسم طارق وهمس بحب:عايز احضنك
هزت ايمي كتفيها واقتربت منه واحاطت عنقه بذراعيها فاحاط خصرها بذراعيه وقربها منه حتى التصقت بصدره وهمس في اذنها:بحبك يا ايمي
همست بحب:وانا بموت فيك..اوعدني انك عمرك ما هتسبني تاني
زاد طارق من ضمها اليه وقال:اوعديني انتي انك عمرك ماهتبعدي عني ،ابتعد عنها ونظر في عينيها قائلا:مهما زعلنا من بعض لو في يوم زعلتك من غير ما اقصد..خصميني واتخنقي معايا بس متبعديش عني..ميعديش يوم الا وانتي نايمة في حضني..توعديني!
ابتسمت ايمي وقالت:اوعدك يا عيوني عمري في يوم ما هبعد عن حضنك..حضنك اللي مش بحس بالامان الا فيه..عمري ما حسيت بالامان الا بوجودك حانبي..انا بحبك اوي ياطارق
اقترب منها بوجهه وهمس امام شفتيها:وانا بعشقك ياعيون طارق
طبع قبله على شفتيها ثم ضمها وهمس في اذنها تلك الكلمات التي تعشقها:انا انا انا بعشقك
فهمست في اذنه قائلة:انا بعشق الليل اللي في عيونك وبعشق رقتك
****
يتبع...

حكايه عشق 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن