/\8\/رسالة !

60 11 12
                                    

-ياسمين ؟ ياسمين ياسمين اسيقظِ"
بدأ سعيد يطرق الباب
فتح الباب بهدوء لتظهر هي من خلفه
-انا مستعدة"
نظر لها كيف استعدت ثم ضحك وقال
-هههه واخيراً لأول مرة انتِ تستيقظين اولاً"
ياسمين نفخت خديها وقالت بغضب
-ليست الاولى"
هز يديه وقال
-لا بأس سأذهب لكي احضر نفسي مع حسين لكي نخرج"
وابتعد عنها داخلاً الغرفة المقابلة لها
نظرت هي محدقة بالباب البني الذي يدخل على غرفة حسين وسعيد في الفندق الذي استأجروه ليلاً بالامس
اغمضت عيناها وتنفست ثم زفرت ودخلت لكي تقف امام النافذة وتفتح الستائر الحمراء لكي تتدخل اشعة الشمس الى الغرفة ثم تكتشف ان نافذتها تتطل على حديقة مليئة بالاشجار والنخيل و الازهار الملونة وانتبهت لأن قطرات الندى تجمعت على اوراق الاشجار
رفعت مقلتيها وتسألت
-هل امطرت امس ؟"
هزت رأسها وبدأت تنظر الى المرآة وتمعنت في شكلها
-ابدو ظريفة بهذه الملابس"
اطلقت ضحكة خفيفة وأخذت كتاب (سارة)  ثم خرجت بعد سماعها صوت سعيد يناديها
ابتسمت لهما وقالت وهي تغلق الباب
-صباح الخير سعيد ، حسين"
اجاب الاثنان
-صباح النور"
سألت وهي تسير معهما للطابق السفلي
-حسناً اين سنذهب ؟"
اجابني سعيد وهو يبتسم ويقلب هاتفه
-الى كردلان الان لكي نرى موقع منزل أمي"
اخذت هاتفه وبدأت تبحث بالخرائط حتى خرجوا
وركبوا السيارة متجهين نحو كردلان
-هل تعرف طرق البصرة لتقود ؟"
سأل سعيد مستفسر من حسين ليجيبه
-هههه لقد زرتها ثلاث مرات قبلاً ولكن ليس كثيراً اعرف طرقها"
ياسمين بخوف وقلق
-اتعني أننا سنتيه ؟"
حسين بضحكة
-لا لا مالقصة لدينا دليل وسنسأل"
تنهدت ياسمين براحة وهي تنظر من جسر الشهيد كنعان التميمي لشط العرب وتنظر للطرق وسيارات التي تمر بجميع الانواع والالوان تنظر لكل الاسوار الحديدية التي رميت بالشط وهي تنقرف من كل هذا حتى لمحت غطاء بني مع ابيض كبير جداً فوق مياه الشط لتسأل
-ما هذا الغطاء ؟"
حسين ينظر له ثم لطريقه
-هذه سفينة صدام حسين في عهده ولكن تم نهبها في فترة سقوطه"
ياسمين
-واووو ولكن لما لا يتم ازالتها"
-لا اعلم حقاً"
ليست دقائق حتى وصلوا الى كردلان
سعيد
-توقف هنا لو سمحت حسين اريد ان ارى المنطقة"
ياسمين
-صحيح اريد ان ارى مكان حياة امي"
حسين هز رأسه وتوقف في بداية الطريق ونزل الثلاثة من السيارة لكي تتسقبلهم الشمس الدافئة

ياسمين قالت وهي تنظر للشط
-اهذا هو شط العرب انه صغير"
تنهد سعيد وقال مستعجلاً
-هيا يجب ان لا نتأخر"
ابتسمت ياسمين على استعجال اخيها وبدأ الثلاث بالمشي نحو مقصدهم
ياسمين قالت بشرود
-واو جميع المناظر هنا رائعة"
سعيد بضجر
- لقد وصلنا"
ياسمين بأستغراب
-هل وصلنا !!"
-نعم =_=//"
سألت ياسمين
-اذاً اين سنذهب ؟"
اخذ حسين هاتفهه وبدأ بالتصفح والمشي بينما حسين وياسمين يسيران خلفهه ويضحكان عليه لشدة انتباهه للهاتف
دقائق ووقف وقال
-هنا اخبرني ابي ان هذا موقع بيت أمي هنا"
ياسمين تعجبت وبدأت تنظر حولها
-لكن كل هذا شارع"
سعيد
-الاحوال تتغير ولكن هو كان هنا لذا لنسأل الناس هنا عن الاشخاص الذين كانوا مع امي"
وافق الكل واتجهو نحو احدى الابواب وطرقوها
يبحثون بهمة ولكن لا وجود لأي جواب يشفي القلب فأكثر الاجوبة كانت "لا اعلم" لهذا اصيبوا بالاحباط بعدما حل الظهر عليهم
تملمت ياسمين وقالت
-تباً اذاً كل هذا التعب ذهب سداً"
سعيد جلس على الرصيف وقال بتذمر
-اللعنة لقد تعبت بدون اي جدوى ؟"
حسين ضحك وقال لرفع معنوياتهم
-لا بأس لنذهب لبيت عمتي فهي قريبة من هنا ما رأيكم ؟"
نظرا الاثنان له ثم قالا بقلة حيلة
-لا بأس"
____
بعد نصف ساعة
حسين طرق باب زهري امام منزل يبدو عادي
-عمتي  انا حسين ؟"
ليست ثواني حتى سمعوا اصوات وقع الاقدام القادمة
فتح الباب شاب بالثلاثين ضخم البنية واقبل على حسين يسلم عليه
-يا اهلا بالغالي والله كيف حالك ؟"
-بخير وانت يا ابن عمتي العزيز"
-افضل حال كالعادة"
التفت حسين للاثنين الواقفين ينتظران وقال
-هذا ابن عمتي ياسين تفضلا"
سلم سعيد على علي ودخلوا المنزل
-ياسين ؟, من جاء ؟"
ياسين ابتسم لهم وتعذر
-اسف هذه جدتي  لحظة واعود"
تفهم الثلاثة وبقوا بالحديقة الصغيرة ينتظرون
حسين يشير للداخل
-جدتي لا تستطيع الرؤية"
شهقت ياسمين لتسأل
-لماذا اهي كذلك منذ الطفولة ؟"
-لا منذ حرب ايران فقدت بصرها"
-لهذا احضرتنا لهنا ؟"
-نعم لعلها تفيدكم بشيء"
فتحت ياسمين ثغرها لتقول كلمة ولكن قاطعها صوت ياسين ينادي من باب غرفة بني اللون
-تعالوا هنا من فضلكم"
ابتسم الثلاث واتجهوا ناحية علي اما ياسمين فقد ذهبت من ناحية اخرى مجاراةً للعادات العراقية ,دخلت ياسمين لتستقبلها الفتيات بأجمل استقبال وترحيب فجلست بغرقة ملونة جميلة تحمل نقوش بنفسجية اللون على الجدران مع ستائر وسجادات بلون نفسه
جلست قربها كبيرة المنزل وبدت تتحدث معها بأبتسامة ترسمها على محياها حتى ارتاحت ياسمين لها
-لما جئتم للبصرة ؟"
-اه هذا لأننا اردنا ان نبحث في بعض الامور المهمة"
-اهااا ربي يسر عليكم ان شاء الله"
-شكراً"
صاحت الكبيرة بصوت رنان
-بنات اين الظيافة؟"
اقتربت فتاة تحمل بعض الاكواب المليئة بالشراب البرتقالي مع صحن كعك وانزلته قرب ياسمين وقالت
-تفضلي واسفة على التقصير"
ابتسمت ياسمين لها وقالت
-لا بالعكس"
تحدثن الموجودات مع ياسمين وسألوها عن بغداد وايران والكثير حتى جاءت العجوز التي لاحت ااثار القدم في وجهها التي تحمل مع كل نظرة قصة مؤلمة
قالت الكبيرة
-يا ماما لما انتِ هنا ؟"
-من هنا ؟"
-اه هؤلاء ظيوف"
-من هم ؟"
-لما كل هذه الاسئلة ماما هيا لنعود"
-لاا صوت الظيف مألوف جداً"
تعجبت ياسمين وعقدت حاجباها متسألة
لترد الكبيرة
-لا انتِ تتوهمين هذه اول زيارة لنا انهم اصدقاء حسين"
ابتسمت ياسمين وقالت
-لا انا خطيبة حسين"
تعجبت كل الحاضرات من الخبر ليقاطعهم صوت حسين يضحك
-أسف لم اوصل الخبر لكم ولكن امي ارادت ان تجعلها مفاجأة"
قالت عمته بغضب
-حتى لم تعزمنا على حفل عقد القران ؟"
حسين جلس قربها
-لا لم نكتب اي شيء مجرد خطبة عادية"
لوت عمته شفتها وقالت
-لا بأس ساعيدها لك يوماً , ولكن حتى لم تخبرني الان ؟"
-وهل وجدت وقت لكي اتحدث معكِ ؟"
ضحكت عمته لتقول
-اسفة والله ولكن لم انتبه"
ضحك حسين معها ثم وقف واقترب من العجوز قائلاً
-جدتي كيف حالكِ ؟"
-الحمد لله وانت ؟"
-بخير"
سألت الجدة بتوسل
-من هم الظيوف صوتهم مألوف"
لم تتحمل ياسمين وقالت متسألة
-لما صوتنا مألوف بماذا يذكركِ"
نظرت الجدة نحو مصدر الصوت وقالت وهي تضحك
-اه ههههههه ايام جميلة صوتكِ يذكرني بفتاة كانت صديقتي العزيزة بالدراسة "
ابتسمت ياسيمن لتسأل
-اتعرفين سارة عبدالله اهي المقصودة ؟"
فور ذكر ياسمين لأسم امها انفجرت العجوز بالبكاء بحرقة
-اه يا زمان أأنتِ سارة !؟"
-لا انا ابنتها"
-هههه تلك ايام الخير والراحة ولن تتعوض ابداً , كيف حال امكِ الجافية حتى لم تسأل عنا"
اجابت ياسمين ببعض الالم
-امي بالمشفى"
سألت الاخرى بفزع
-لما ، اهي بخير ؟"
-ههه نعم بخير ولكنها بغيبوبة"
-تباً لي وانا كنتُ اقول انها جافية !"
-هه لا بأس جدتي ولكن هل لي بسؤال ؟"
-نعم"
-من انتِ من صديقات امي وماذا جرى الزمن عليكِ ؟"
-انا ………انا من جر الزمن عليها بالالم ولم يكتب لها السعادة قط انا سماح"
-لماذا هل لي بسماع قصتكِ"
جلست بأرضها وبدأت تحكي بعد اخذ نفس حسرة تقطع الابدان
-بعد ما انتقلت سارة من تلك المنطقة كنا اخر من قرر الهرب ولكن لم نتمكن حتى جاء احد اصدقاء ابي واختبئ لدينا خوفاً من التجنيد ولكن ابي بعلم جيد ان من يساعد هارب سيعدم ولكن ابي اخذته الغيرة عل صديقه وخبأه لفترة محدودة لديه وبعد ايام هرب هذا الصديق المشؤوم من منزلنا وبينما نحن نحضر للانتقال اقتحم الجنود الصداميون المنزل وتم ضرب ابي واخذه معهم بقوة فبقينا انا وأمي بالمنزل ننتظر عودة ابي ولكن لم ندرك اننا ننتظر لا شيء

سارة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن