حبي الصغير

45 11 38
                                    

كان اول لقاء بيننا غريبا ساعتها ومضحكا الان حين تعيده الذكريات ...
كنت امشي في اروقة المستشفى الجامعي اين استوقفني صوت ينادي
هاي ....انت .... صاحبة الرداء الابيض
استدرت حينها وانا كلي غضب من هذا الذي يناديني هاي ....
في نفسي اقول ...اي احترام يملكه هذا
وجهت نظري نحوه وبقيت متسائلة ماذا يحتاج؟!
فقلت : نعم اي خدمة
فرد سريعا: ارى انك طبيبة هيا بسرعة اخبريني عن افضل مكان للاختباء هنا
وان فزت ستكون لك حلاوة كبيرة
ضحكت في نفسي لكني اجبته بجدية
انظر هناك افضل مكان لكن يجب ان ابقى لحراستك واذا سال عنك احد ساقول اني لم ارك
رفع لي حاجبا وقال لكن هكذا ستكذبين
فاغمضت عيني بيدي وقلت انا لم ارك لذا فمن قال اني اكذب
رمقني بنظرة وقال احسنت
وانا لم استطع التوقف ضحكا من هذا المشاكس
بعد دقائق طمأنته ان يخرج وانه ربح الشرط واللعبة ثم رافقته لغرفته ورحلت لكن على وعد رجوعي مرة اخرى لأخذ حلاوتي

تتالت اللقاءات بعدها ... وكأن يومي لا يمر لو لم ارك فيه
كاليوم الذي اعطيتني فيه حلاوتي التي كانت عبارة عن مصاصة بذوق الفراولة و 7حبات حلوى صغيرة بطعم التوت مع وردة بيضاء مغلفين باناقة كبيرة . 
واليوم الذي غرت فيه من خاتم اعطاني اياه احد الاطفال
ويوم كنت فيه حزينة جدا لشدة اني قد غبت عنك فقلبت المستشفى سؤالا عني وحينما جئت لك وعلمت حزني بدأت تحكي لي قصص مغامراتك ومقالبك في الممرضات و كل مخابئك التي لا نعلمها الا نحن
اتذكر اليوم الذي رأيت فيه حزنك لم تعد نشطا كما كنت وكيف تكون وانت يومها ستودع شعرك الاشقر الذي لاطالما احببته واهتممت بترتيبه ... قدمت لي يومها وسالتني هل احلقه ؟ فقلت لك : اذا اردت احلقه لكن ليس اجباريا فقط لانه يتساقط ... اتعلم ان على كل شعرة حسنة لكن حتى واذا حلقته ستضل حبيبي  الصغير فلا تخف
بعدها وجدتك تخبر والديك بقرارك لن احلق شعري قلت .... فهكذا امرت دكتورتي
وكأن قراري يهمه ههههههه
ولن انسى اليوم الاخير بيننا لقد جعلته يوما مميزا حتى وان كان يوما محزنا يوم رحيلك عني بعد صراع مع المرض
يومها امسكت يدي وقلت اتقبلين الزواج بي ضربتك بخفة على رأسك وقلت : ألن تتوقف هذه الجرأة ... كما انا اكبر منك
رد : عام او عامين لن يضرو ههههه
فاجبته : عام او عامين لا يا حبيبي بل أكثر انت في العاشرة وانا 22
فرد : اذن عادي انتظريني حتى اكبر قليلا
قلت : ألن اهون عليك انتظرك كل هذه المدة .... وماذا لو وجدت احدا وتقدم لي انت تعلم اني لن ارفض لو كان جيدا
قال: عادي عندي حل انا ساكبر وعندما اكبر سآتي اذا لم تجدي احدا فسآخذك انا واذا تزوجت ستختارين لي عروسا
رددت بتعجب وحزن مصطنع : آه ولن تحزن علي ولو قليلا
قال : لما الحزن فانا ساكبر وساصير رجلا وهذا جيد وثانيا اذا وجدتك جيد واذا لم اجدك وقد تزوجتي فستختارين لي عروسا وبما انها اختيارك ستكون الاجمل يعني انا الفائز في كل الحالات
رأيتي وغمز بطرف عينه ...

ضربته باصبعي على جبينه ...وحضنته حضنا كبيرا
حبيبي الصغير مقاتل يهوى الفوز

 حروف من نبض (خواطر)Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora