2

4.8K 253 23
                                    

ريما راشد .. حُلمى تمثل فى سفرى خارج مصر ، أردت عيش مغامرة و أردت التجربة لأستطيع الاعتماد على نفسى فى المستقبل و الحاضر ، والدتى تُوفيت و انا فى الثانية عشر و هذا لم يكن عليّ ولا على والدى الذى يسخر نفسه ليؤمن لى مسقبلاً و حياةً راغدة .

والدى لم يعلم ابداً اننى اجلس كل يوم خارج غرفته و استمع إليه و هو يهمس بكلمات اشتياق و ألماً لوالدتى و يخبرها عن تفاصيل اليوم و عن المصاعب و عن المميزات كأول يوم لى فى المدرسة الثانوية و اول يوم لى فى الجامعة التى حلمت بها امى _ فنون جميلة _ لى منذ الصِغر ، و يخبرها عن ايامه بأتفه التفاصيل و اعمقها ، يخبرها ايضاً عن اخى الذى نسيت شكله بسبب اختفاءه من بيتنا منذ فترة ليست بقصيرة بسبب ارتكابه الحماقات كإدمان المدخرات و الخمور التى ادت لطرد والدى له .

وصل لى من اسبوع رسالة فى البريد أننى تأهلت مع 4 من الفتيات و 5 من الفتيان لبعثة إلى لندن لمسابقة معارض ، و موعد السفر سيكون بعد اسبوع _ اليوم _ فضيت الاسبوع كله فى توديع والدى و اصدقائى و تحضير اغراضى و تهييئ نفسى جسدياً و نفسياً للأعتماد على نفسى كلياً .

جلست فى الطائرة بجانب احد زملائى من الكلية اخذت نفساً عميقاً و زفرته و انا احدق إلى مؤخرة المقعد الذى امامى بهدوء حتى تقلع الطائرة ، اخرجت احد الكتب الكثيرة التى احضرتها معى لألهو و اشغل نفسى عن الرحلة الطويلة ، اغلقت الكتاب و انا افكر فى نفس الاسئلة التى تراودنى فى كل مرة اقرأ بها ذلك الكتاب  .. هل يمكن ان يحدث هذا حقاً ؟ .. هل يمكن ان تخذل فتاة قلبها و عقلها و تحب شخص مختلف عنها .. عاداته و تقاليده غيرها .. و غير عاداتها و تقاليدها !! اعترف اننى احب ان اقرأ الرواية اكثر من مرة فربما اكون قد غفلت عن احد تفاصيلها فأفهم سبب حدوث احد المواقف الموالية و هكذا ، مر وقت طويل و انا اجلس فى الطائرة بتملل و احدق فى السقف تارة و اتناول الطعام تارة و اقرأ تارة اخرى ، حتى ادركنى النوم .

استيقظت بعد فترة لا اعلم ماهيتها على صوت عمر _ زميلى فى الكلية _ و هو ينادى بأسمى و يخبرنى اننا على وشك الهبوط فقمت و عدلّت هيئتى و جلست انتظار اللحظة التى ستُفتح فيها ابواب الطائرة و نستطيع فيها الخروج إلى عالم اخر لا  يوجد به قيود كالتى تحيط بى فى موطنى و لأول مرة ارى بها أناس اخرى بهيئات اخرى اعتدت ان اراهم فقط فى الافلام و فى التلفاز او حتى اراهم نادراً عندما اذهب للسياحة .

حدقت بالناس الماثلين حولى و انا انقد شخص شخص منهم  و احاول الاستغفار و التوقف لكن لا مجال !

ركبنا فى الحافلة الخاص بفرقتنا و قد مثل امامنا دكتور ادم و قد بدأ فى شرح القوانين و يخبرنا فى الاماكن التى نستطيع الذهاب لها للإلهام و لقضاء الوقت ، و اخبرنا ان  كل زميلان سيبقيان فى نفس المنزل حتى انتهاء المعرض الاول و الثانى و الثالث ، و المعرض الرابع سيكون هو النهائى و سيتبقى منّا اثنين فقط ليتنافسوا .

I felt it rightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن