Ch 6:: صِدفة؟

2.2K 205 117
                                    

_Chapter 6::
_صِدفة؟






سارت خلفه محدقة بقدميها غارقة بالتفكير فيما قاله لها، لقد حدثها عن كل شيء منذ لقاءه الأول بآياسي وسألها عندها

"أنتِ، هل لاحظتِ أي أمر غريب متعلق به؟"

أجابته دون أن تعلم بفائدة ما تقوله "أنه يبتسم أكثر من اللازم، كما أن المرة التي أحضرتُ له حقيبته فيها سمعتُ صراخاً عالياً جداً في المدرسة، آياسي-سنباي لم ينسى حقيبته، بل تركها هارباً، لحقتُ به لكن... لم تكن لي الجرأة لتسليم حقيبته في اليوم ذاته"

نظراته الباردة أثارت ريبتها فقالت له "لا تبدو متفاجئاً"

أشاح بصره بعيداً وهو يشبك يديه على ركبتيه بأتجاهها، قال بلا مبالاة لردة فعلها "هو يخاف البقاء وحيداً"

"جميعنا نخاف ذلك"

توقع ألا تفهمه فأوضح "لا أعني ذلك مجازياً، بل حرفياً، آياسي يهلوس إن بقي بمفرده ويُرعِب نفسه بنفسه، لو رأيتِه وحيداً في مكانٍ ما، فلا تتركيه وشأنه"

زمت شفتيها معاً وأطرقت رأسها، ربما أقحمت نفسها فيما لا يعنيها، ربما ستؤذي نفسها بمساعدته، لكنها تعلم معنى أن تكون وحيداً، فلا أحد يكترث لأمرها، لا أحد يدير لها بالاً في المدرسة ولا في أي مكان كونها أنتقلت حديثاً لطوكيو، ووالداها لا يبدو أنهما أنتبها لوحدتها

قالت لتشد أنتباهه "الفتاة التي حدثتني عن ذلك الرئيس ليست صديقتي، بل زميلة حذرتني ونوعاً ما شعرتُ أنها تهددني من الأقتراب منه"

توقف عن السير فتوقفت معه، ألتفت برأسه دون جسده "عشتُ معه أكثر من سنة ولم يسبب لي أي نوع من المشاكل ولم ينحسني ولو قليلاً، البشر سريعوا الخداع يقضون أعمارهم بالبحث عما يؤمنون به، إن لم يوجده، يخلقونه".

تنهد ملقياً بقطعة القماش التي صبغتها الأتربة والأوساخ بلون بني في الدلو متسخ الماء وقال وهو ينصب ظهره "ياللهواء القذر ألم أنظفكَ الأسبوع الماضي، أنا في مثل سنك الآن ولا يحق لك أستغلالي كما في السابق"

حدق في الصخرة قبالته بعيون حزينة، نظر الى ساعة هاتفه وتبين له أنه تأخر هنا ما يزيد عن ثلاث ساعات فأعاده الى جيب بنطاله

"سآتي السبت القادم"

أستدار مغادراً تلك الحديقة المهملة والأشجار عديمة الأوراق بسبب الخريف الذي يكاد ينتهي يثيرون رهبته خصوصاً وصوت الرياح عالي بعض الشيء، بداً يتلفت حوله يلقي نظرات شاكة خلفه كثيراً ويبتلع لعابه مهدئاً من روعه، لماذا المكان خالي هكذا؟!

"عثرتُ عليك!~"

فزع وركض مسرعاً للخارج والصوت الرجولي الغليض يلاحقه ويجعل عرقه يتصبب رغم برودة الجو

The Fake Guy || المزيفWhere stories live. Discover now