36

5.2K 172 78
                                    

السادس وثلاثون
امسكت توالين الباقة وانتزعت اجمل ورده فيها وقدمتها الى سيدار ..فإبتسم ابتسامه ساحره ..اذابت قلب توالين وافقدتها الذاكره بكل الامها السابقه
وعاده مرة اخرى الى ساحة العرض الى المنافسة الاخيرة ..الاوهى مصارعة ثور ..برى
استعد بشجاعه ..وحماس .وان كتب له الهلاك الان فقد امضى لحظات بعمره من قليل مسحت عنه مشقة سنوات عديدة لقد ابتسمت له توالين واهتده ورده يستطيع الان ان يهزم العالم بأسره...

فتحت البوابه عن لثور ..اسود اللون ..ذو قرون ضخمه ..مكتظ اللحم... يبدو عليه الغضب ..وانطلق نحو سيدار بسرعه لدس قرونه فى صدرة ولكن سيدار تفاده ..بخفه..ومهاره فهو لم ينسئ مواجهته مع وحش بولبيا ..وتكرات المحاولات فى قلق دائم من توالين التى بات تخشى ان تنكسر فرحتها مرة اخرى ..ضل سيدار يحاول ويحاوال التفادى حتى ..دق رأسه بمطرقه حديديه كانت من ضمن ادوت ..الدفاع ..فإختلا توازنه ..وسقط ارضا ..وعلا الهتاف ..
وعزفت موسيقى الفرح ..تسعد القلوب وقفت توالين فى سعاده..اخير
ووقف جنجار مرحبا بالامير الفائز ...وكان الرعايا يهتفون بإسم الامير الامير
الان الهتاف مختلف ..عن ذى قبل بالنسبه لسيدار فقد عان كثيرا كى يبقى يستحق هذه المكانه..اتجه نحو الملك جنجار ليخبره ..بشأنه ..فما يريد شيئا ..
الان كل شئ لم يرد على خياله تحقق فى لحظه ..والان هو اسعد مخلوق على الارض ..تحرك نحو جنجار بخطى ثابته ..وكل ذكراياته تعرض نصب عينه من يوم خروجه الى الان ...ذكر تعبه حتى لا ينسى حريته وحريه صديقه عوضا عن مشقته طوال الاعوام السابقه ..
احتضنه جنجار قاطعا افكاره ..اذا دهش سيدار من فعلته ..اااه لو يعلم انه العبد الاسود الحقير الذى زجه خارج قصره ..ونسى امره ..ونسى ..رؤيته ..ولم يربط مرة احدة ..بين ..تاخر زواج توالين ومعارضة الرؤيا ..
جنجار ..سعدت يا ولدى اهنئك واقبلك زوجا الى ابنتى توالين ..ما اسمك
سيدار..بدهشه وذهول ..سيدار
جنجار ...من اين اتيت ..
سيدار،.من بولبيا ..ولكننى ..كنت اريد قول شيئا لك ..اا
قاطعه جنجار ..تفضل اولا الى عروسك
تقدم امامه بخطى واسع ..نحو توالين ..واضتر سيدار ان يتبعه..
سار بخطى حذر وظل يعتصر رأسة ليتأكد انه حقيقى وليس حلما ..
وماذا يفعل ..ايوقف الزواج ويخبره ..انه العبد الاسود الذى خرج منذوا سنوات ..ليبحث عن جوابا..لرؤويته...ولم يكن يعلم انه ينفذ الجواب حرفيا ..
وصل جنجار الى توالين...واحتضنها ..وبارك لها ..بسعاده ..وامسك يدها ..ودار ليمسك يد سيدار..ايضا ..ويضعها فى يد توالين ..سرت القشعرينه فى جسد سيدار ..قشعرينه ..شعر بها من قبل عندما ..امسك بها ..اثر سقوطهامن اعلى وهج..
وعلات اصوت البهجه والسعدة وقعت الطبول وازداد العزف بشكل سريع
سيدار...مولاى اريد اخبرك امرااا
جنجار...قال بترجى .انا من اريد رجاءك فى امر
حرك سيدار راسه..بالقبول
جنجار..اريد ان ..تسكن الى جوارى .ورفع يده واشار الى القصر العالى الحديث البناء ....وتصبح نائبى ووزيرى ..
اتسعت عيناى سيدار ..بدهشه فاقت دهشته ..بالزواج
قد نال جزاء تعبه بوافر ..
سيدار..اجاب .اقبل ...
ابتسم جنجار ..ونظر الى توالين
التى لا يتسع الارض لها من السعادة ..بجورها امير قوى ساحر جذاب ..صارع ثور ..وتغلب عليه ركض مسافات من اجلها ..وقضى على وحش شركان بمواجهه واحدة ..
************
انتهى العرض واتيم الزواج وذهبا معا الى القصر ..
جالا معا ارجاؤه ليكتشفوه...
سألت توالين...ما اسمك.
سيدار....سيدار
توالين...ما معنى سيدار ..
سيدار..لا اعلم ..،ولكنى اعلم جيدا من هو سيدر
توالين..بابتسامه..اذا فلتخبرنى عنه ..
سيدار..ساخبركى..عنه وعن مغامراته ..ولكن لا تسألى عن ماضيه
توالين...بفرحه..انستها الجملة الاخيرة ..الديك مغامرات
سيدار..نعم..كثيره
توالين...بفرحه اكبر..اريد ان اعرفها..
سيدار...ابتسم..فور رؤيتها تبتسم..وقال وهو ينظر لعمق عينيها بشوق..ماذا فعلت كى استحقك..
توالين..اشارت الى قلبه بإصباعها..يبدوا ان السر هنا ..💚
********
مضى الكثير وتوالى سيدار ..منصبه..وكان رؤفا بالرعايا وتشارك هو وتوالين ..اعمال الخير ..عوضا عن العشق الذى بينهم ..فكل يوم يحكى لها مغامرة وبالطبع لم يكشف لها سره ..او سبب المغامرة ..وكانت تزداد اعجابا وتعلقا وعشقا به ..كلما مرت الايام ..
كان جنجار هو ايضا يتابع ذلك الوزير ..النشيط ..الذى يحبه شعبه ..ويحترمه ..كان معجب به للغايه..ولكنه كان احيانا يشعر حياله بالغرابه..
********
فى الاسطبل..
كان حزن صفي مضاعفا..فقد روهان وعلق ينتظر رفيقه
سيدار لم ينساه ولكن كان يتابعه من بعيد خوفا من اكتشاف هويته ..
*********
فى الصباح ..
وقف يتأمل وجهها النائم
استيقظت توالين..على وجه سيدار الصبوح.الذى دوما يبتسم
سيدار...اصبحتى فأشرق الشمس بنورك ..
توالين ..نهضت ببطء..وبصوت عذب ..انت نورى الذى اشرق به
ياسمينا
اقترب منها اكثر ومال بجسده ليطبع قبله على جبينه
...انتى نعمتى ..وضياء حياتى ..
توالين ..تعلقت فى عنقه ..ما كنت يوما اذكر ولا فى احلامى ان ارزق بمثلك ..انا وما كنت اتوقع ان انعم بكل هذه السعاده ..داخل ذلك القصر فقد كنت اعتبره ..مقبرتى
دق باب الجناح ..
فإبتعد قليلا ..مناديا من ؟!
اجاب الحارس..من الخارج ..الملك جنجار ..يطلب رؤيتكم
اجاب سيدار باهتمام ..حسنا سنذهب اليه ..
التف الى توالين ..هيا لنذهب ..
**********
ذهب معا الى هناك ..وكان جنجار فى استقبالهم رحب بهم بحفاوه ..وطلب من سيدار انهاء بعض الاعمال الوزاريه والتى على اثرها استأذن لتأديتها
التف جنجار ..الى ابنته..فقد كان مايريده هو الانفراد بها
...كيف حالك يا ابنتى العزيزه
توالين ..فى غاية السعاده يابى ..
جنجار..حذر ..اعلم انكى فى غاية السعاده .وهذا يبدوا عليكى جليا ..
ابتسمت توالين بخجل ..
جنجار..ابنتى اسألك عن سيدار
توالين ..ببهجه ..انه افضل شئ حدث فى حياتى انه عوضى عن حزنى لسنوات
جنجار..بتعلثم..اعلم يا ابنتى ولكننى .اشعر بالغرابه تجاه الم يخبركى شيئا عن ماضيه
توالين وقد ساورها القلق..لا يا ابى
جنجار ..الام تلاحظى عليه شيئنا ..غريبا ..
توالين..صمتت قليلا وتردت قبل قول ذلك..سيدار لديه حوال خصره..طبقه حالكة السواد..لا يتناسب مع بياض بشرته الناصعه ..وعندما سألته ...آثار الصمت
حرك جنجار رأسه ..واكتفى بالصمت
*********
مضى اليوم جنجار ..قد تفجرت راسه من التفكير فهو ..يؤدى مهامه..بنشاط علاوة على احترام الشعب له وسعادة ابنته ..دخل الحارس على الملك الحائر يبلغه بوجود سيدار الذى ينتظر اذن الدخول..فحرك رأسه بالقبول
سيدار.. ادى التحيه بأدب...مولاى
جنجار..كيف الحال
سيدار..على مايرام..قد توفر لدينا من حصاد العام الكثير من الذهب ..
جنجار..جيد .. ثم نظر له برجاء ..سيدار طوا ل الاشهر الخاليه لم ارى منك الا كل خير ..كنت نعم الوزير ..والانسان..والزوج ايضا ..اريد ان اسئالك سؤالا وارجوا منك الصدق فى الاجابه ....لم يترك له المجال للرفض او القبول وسئله ما ماضيك ..ومن اين جئت
سيدار..بهدوء..اخبرتك من قبل من مشرق الارض
جنجار..وما سر الطبقه السوداءالتى حول خصرك..
عند اذن علم سيدار انه اتى الوقت المناسب ليخبره الحقيقه ..قال بلا خوف او تردد...حاولت كثير اخبراك بالامر ولكنك لم تسمع لى ..والان هل انت مستعد لسماع ما قد لا يروق لك ..
حرك جنجار رأسه بتوجس ..فقد يبدوء انه على وشك سماع الاسوء .
سيدار..بهدوء..ورزانه..اتذكر من سبع اعوام ..تحديدا فى هذه الغرفه ..جئت بعبد اسودا ..من الاسطبل ...
هنا جحظت عيناى جنجار ..وتوتر..
استرسل سيدار..دون خوف..وامرته ان يذهب الى الشمس ..ليسئل الحارس عن رأيه.فى رؤياك..
اجاب جنجار..بقلق،...نعم
سيدار..بنبرة قويه ..انا هو ذلك العبد ..اتاك من
اتسعت عيناى جنجار..واصيب بدهشه بالغه .وسئله ..بجنون..كيف ..كيف حدث ذلك..كيف..انت هنا ..وكيف ..تحولت الى هذه الهيئه..ولما عدت ..الى هنا ..جلس ووضع رأسه بين كفيه..
سيدار...بهدوء..عدت لاخبرك جواب حارس الشمس على سؤالك
رفع جنجار رأسه..بعين شاخصه..هل ذهبت ..هل حقا قابلته
سيدار..نعم ...ما كنت لاعود
جنجار..بتحفز..ماذا قال لك؟
سيدار...ابلغنى ان(( المكتوب مكتوب وما فى منه مهروب ))
جنجار..استكان وحرك رأسه..بقبول..وبخفوت...حقاااا ..انه الجواب المناسب
وعاد يسؤله ..وكيف تحول لونك الى هذا اللون
سيدار..مررت اثناء عودتى ببركه مسحوره ..واغتسلت بها وخرجت منها بذلك الشكل ....
اذدات دهشة جنجار..وحدق للغراغ ليستوعب ما يسمعه
سيدار..بتساؤل ..هل لى ان اسئلك الان ما هى الرؤيا التى زجرتنى بها الى الخارج ..
ضحك جنجار ضحكه ساخره..ههههههه..ما انت عليه الان ...
سيدار...قضب وجهه محاولا الفهم ....لم افهم
جنجار..ساخبرتك .ولكن ...لن تخبر احد وسيبقى سرا
سيدار..اقبل
جنجار..اتانى رجل ..يأمرنى بزواجك من توالين ...وضحك الاثنان معا وقهقاه عاليا..هههه
وسكنوا معا ..
جنجار...انا سعيدا بك يا سيدار.تستحق ان تكون وزيرى وزوجا لتوالين لقد اثبت كفأتك ...ولكنى ارجوك الا تخبر احد بماضيك ويبقى سرا بينا مدى الدهر
حرك سيدار راسه بالقبول
سيدار..كنت انوى فور عودتى ..ان اطلب منك العتق لى ولصديقى ..مكأفاة منك على مشقاتى ..ولكن ما حدث فاق كل توقعاتى وخطتى ..فا ارجوه منك ان تعتق صديقى...
جنجار...لك ما شئت ..
ابتسم سيدار ابتسامه واسعه ..فرحا..وشكره واستأذنه ليذهب الى صديقه
جنجار...احذر يا سيدار ..لا تخبره ..من تكون..ارجوك
سيدار ..لا تقلق ..ودار على عقبيه مهرولا للخارج
******
صدقه جنجار..لانه لا احد يعلم بأمر الرؤيا ولا بمهمته الا هو وشركان فقط ..صدقه لانه اتى بالجواب المناسب الذى لم يخطر ببال جنجار يوما
تأكد تماما ان البشر بالقلوب لا بالوجوه
Hassnaa Mahmoud
كده تممام ؟
ياسمينا
ناد الحارس من خارج الاسطبل ..الوزير الاعظم ..سيدار
فسارع صفي بترك ما بيده ..ونزل على ركبتيه..واحنى راسه ليؤدى التحية الكامله ..
دخل سيدار..ودار بعينيه بشوق فى المكان ..اشتاق حقا اليه فقد قضى فيه ثمانيه عشر عاما....تفقد احصنته ..وايضا مخدعه الرث..
والتف نحو صفي ..واقترب منه ..ومد يده نحوه ..ليصافحه..
تعجب صفي .من فعلته..قد سمع كثيرا عن ذلك الوزير الطيب المتواضع ..ولكنه لم يتوقع ابدا انه ..قد يكون متواضعا الى هذا الحد..
كان سيدار..يلجم نفسه كى لا يحتضنه ..فراى ان يكتفى بمصافحته ..
ظل صفي متردا كى يرفع يده للمصافحه ..فهوا لا يدرى هل يصافه ام يطلب شيئا ..
قال سيدار..الا تريد المصافحه..
صفي على الفور ..الف الصوت ولكن ..لم يجول فى خياله انه سيدار..
رفع يده ..وصافحه ..على اثرها جذبه سيدار ليستوقفه ..
ظل صفي..منكس الراس بأدب..ولكن سيدار..امره برفع رأسه..
رفع صفي وجه ..ونظره الى سيدار..وجه يألفه وصوت يألفه فقط هو ناصع البياض ..ولكن غير معقول ان يكون فى مثل هذه المكانه..
القلوب تعرف البعض جيدا مهما اختلافت الوجوه..
قال سيدار بنبرة..حانيه..لا تخفض رأسك ابدا مرة اخرى ...وقبل ان يتعجب صفي...استرسل قائلا..انت لست عبدا ...لقد عتقتك ..
خذا اى من الفرس ..تألف...وسأعطيك ذهبا مقابل انهاء خدمتك ..واخرج من القصر فورااا
صفي..ازدادت دهشته..واتسعت عيناه فما يصدق ما يسمعه ..وما كان يقدر حتى على تخيله ..
احتدد سيدار..اتريد البقاء ..هيا اذهب ..
ترك يده..اذا شعر صفي ان هذا هو سيدار...صديقه وليس تشابه اسماء كما ظن..من قبل..اذا ان يده خشنه ..وليست ناعمه .كأيدى الامراء..
ولكنه لم ..يفهم شئ كيف تغير صديقه كيف اصبح ..وزيرا كيف تحول لونه..كيف يقف جواره ولا يخبره من هو..
******
وقف سيدار خارج الاسطبل يتذكر ..حلم صديقه قديما بأن يكون له زوجه واولاد ..وبيت هادى ..كانت احلامه بسيطه..واتى سيدار..ليحقق له ما اراد
خرج صفي ..بخطوات هادئه..يتفحص سيدار ..بدقه ليرى تفسيرا ..عن ما يدور فى خلده ..
تبعه سيدار ..ليضمن خروجه ....ومشى الى جواره..وامر الحارس بأن يعطه اكياس الذهب..
وما ان وصل الى البوابه الرئيسه حتى ..استدار ..صفي ليودعه ويشكره..
تذكر سيدار يوم ..خروجه ..والتمعت عينه بدموع ،.
صفي..اشكرك..سيدى..
حرك سيدار رأسه قائلا ..وداعا يا صفي..
عند اذن التمعت عين صفي وابتسم .. اذا تأكدت شكوكه بأنه هو سيدار رفيقه ..
هو من اسماه ولا احد يعرف اسمه الاهو.. وروهان
وامر سيدار بغلق البوابه ..وتوارواى عن ناظره سريعا كى يخفى دمعه هربت من عينه ..
*********
توالين بشوق ..لما تاخرت
سيدار..فلتعذرينى ..الاعمال كثيره
توالين..اشتقت اليك
سيدار ..انا اكثر..وجذبها الى احضانه
توالين احتضنت خصره ..ماذا ستحكى لى اليوم
سيدار..الم اخبرك بشان المارد
توالين..حقااا.. اقابلت مارد
سيدار..هههههههه نعم ..وممرت من جسر دخان يحجر الاشياء ..
توالين..بسعادة وماذا ايضا..
سيدار..وتحدثت لمخاوفى ..فى جزيرة الهلوسه هههههه
توالين...ابتسمت..من انت اذن ..يا اميرى ..وماذا ايضا فى جعبتك
سيدار..ممازحا...هاهاها الكثير ما امامك رجلا اتى وراء الشمس
***********
تمت بحمد الله
احمد

ماوراء الشمسWhere stories live. Discover now