الوجودية

687 94 76
                                    

《ويعرف البعيد بالقريب، والغائب بالحاضر، وإن النفس لعالَم.

تتخلق، فتَخلق، فلاتكاد تصل الحدود، حتى تفرج أخرى، وهكذا المنوال، إلى يوم الفناء.

فلا الرب يمكن حصره بين الدفتين، ولا السماء قد يأتيها يوم وتنزل في حينا.
إلا أن الإنسان ماانفك يجتذبها، حتى صورها كما يريد، وصوره كما يحب أو يبغض.

فلا هو عارف بحقيقة الأمر، ولا الرب وسماؤه ينزلان عن العروش إلى بساطة الفكر.

فتهيم الحقيقة بين العلي وعبده، لاهي شاخصة للعالمين، ولا مضمرة بين الخبايا.》

قَلَبَ آدم-ولي العهد كلام مؤدبه* في رأسه وأخذ يقيس به أمر الرعية وماأعجبه من إيمان بعضهم وكفران الآخر فهب الكلام بين شفتيه، يبغي جوابه:

《وكيف يُرشد الإنسان إلى عين الحقيقة، وبؤرة المنال؟》

ابتسم المؤدب-المسؤول عن رعاية ولي العهد، ثم أجاب موضحا:

《لو كان الرب بؤرة المنال؛ لأصبح هو ذاته عين الحقيقة.

أما إذا كان الهوى يفيض لغيره؛ فلن يجد العبد ربه ولو دار يجوب الأرض حتى ينصرع العباد وتقوم الساعة.

فالعقل _ومهما عظم_ سيجره القلب يامولاي كما جرّتك عيون الجواري...

----

المؤدب هو المعلم والمربي وكانوا يضعون لكل ولي عهد مؤدبا يهتم به ويقيمه.

تفردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن