حبو للأعلى

379 66 63
                                    

فاطمة كانت شديدة الانتباه لكل الحركات الجهادية التي يبذلها الطفل 《نيو》 وهو يشتهي الوقوف للسير بدل الحبو.

أمسك نيو طرف الكرسي، وظل يحاول رفع نفسه.
أراد أن يقف، أن يمشي، أن يركض، أن يجاري من يراهم.
لم يحب كونه عاجزا يحمله الجميع..

بكل بساطة... أراد تحقيق أحلامه!

لكن والده لم يستطع التحمل أكثر، وهو يشاهد عزيز قلبه ينازع، للتشبث بطرف الكرسي؛ فاحتج على برود زوجته:

《ألاترينه؟》

《دعه! لعله فهم -مافهمناه متأخرين- أنك إن لم تقف في أول فرصة؛ ستظل حابيا طيلة حياتك》

《مافائدة كلامك الآن؟ لما تفتحين مانريد نسيانه؟》

《بالله عليك يامحمد كيف ننسى؟ أطفالي لايستطيعون المشي. لم يجربوا الوقوف على أقدامهم. وحتى أنا، التي كنت أدور حول الملاعب مرة واثنتين وثلاثة وأفوز بكل تلك الاوسمة الأولمبية أصبحت لاأملك من السير إلا ذكراه بسبب الإصابة.
دعه يحاول المشي يامحمد فلعله يقف..  لنفسه.. ولنا》

لم يضع الكثير لكلامها. وكانت عيناه تلاحق الطفل، في كل حركة له، وتنتفض في كل مرة تفشل محاولاته.

لكن، وبعد حين، تكاد تقسم فاطمة أنها سمعت طفلها وهو يجر نفسا طويلا؛ ليختزل كل قوته في يديه؛ فيسحب جسده بحزم، ثم استند بكلتا قدميه رافعا جسده.

وقف الطفل على قدميه.. ووقفت معه أمالنا الساهدة...

🎉 لقد انتهيت من قراءة تفرد 🎉
تفردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن