21

2.4K 43 2
                                    


بدايات ليل الدوحة..

الليلة الجو حار.. مع رطوبة خانقة.. اختبأ منها الناس في أحضان التكييف..

ولكن من كانت الحرارة في جوفه.. وماهو أكثر لزوجة وأشد وطأة من الرطوبة يكتم على أنفاسه

فإلى أي أحضان يلجأ؟؟؟


*******************************


صالح يقف في باحة بيت عمه.. ينتظر.. وفي قلبه طبول حرب مسعورة ترتفع دقاتها بوجيب متراقص لا هوادة فيه


"ما الذي حدث؟؟ ما الذي جعلها تعود بهذه الطريقة؟؟"

في الداخل نجلاء تقبل رأس والدها ووالدتها.. ورغم عتبها العميق عليهما لكنها لا تستطيع التصريح ولا حتى مضايقتهما

أبو غانم يهتف بحزم: أنتي مقتنعة بالرجعة لصالح؟؟ ترا السالفة مهيب لعبة..


نجلاء بهدوء تحاول إخفاء غصاتها الموجوعة خلفه: أكيد مقتنعة.. أنا وأبو خالد صفينا اللي بيننا..

وصالح عشرة عمر وأبو عيالي.. ما أرخصه ولا يرخصني


أم غانم كانت تحتضن حفيديها ودموعها التي أبت اليوم أن تتوقف مازالت تسيل بغزارة..

عاجزة عن احتمال كل ضغوطات اليوم ومواقفه..


سميرة كانت تنظر لهم من الأعلى عبر حاجز الدرج

وهي تجلس على عتبات الدرج في زاوية مخفية وهي تكتم شهقاتها التي تكاد تمزق صدرها لرغبتها في الانفلات..

عاجزة عن التنفس.. تخشى أن يفضحها تنفسها فيرتفع عويلها المكتوم..

تكاد تموت من شدة الوجع..

تريد فقط أن تقبل خد نجلاء..أن تبعثر شعر خالد وعبدالعزيز وتقرص أنوفهم...

لِـمَ يبدو كل شيء كثيفا ومعقدا هكذا؟؟

لماذا لا تستطيع الركض للأسفل وتنفيذ كل ما تريد...

تُشبع روحها من رائحة نجلاء وطفليها..

تخبرها كم تحبها!! وكم ستشتاق لها!! وكم هي سعيدة أنها ستعود لتأديب صالح!!

تريد أن تقول لها (أدبي صالح حتى يبكي).. تريد أن تسخر منها وبها ومعها.. تريد لمسة من أناملها ونظرة من عينيها الحانيتين..

تريد أن تمسح على خصلات العسل.. وتقول لها: كيف يكون فطوري بدون عسل؟؟

تريد أن تثرثر كثيرا.. وتصرخ بجنون..

وتنثر ضوضاءها في مكانها!!


ولكنها بقيت تنظر لهما بجوع روحها الحاد.. حتى رأت نجلاء تخرج تشد طفليها

بين الأمس واليومWhere stories live. Discover now