22

2.4K 37 1
                                    



صحى منذ دقائق ولكنه لم يفتح عينيه بعد.. رائحة عطرها تغمر الاجواء

كم يبدو هذا الصباح مختلفا..اختلافا جذريا عن نهاراته السابقة!!

نهار معطر كعطرها!!


البارحة حين أنهت وصلة بكائها.. قامت وأتمت جنون تنظيفها.. بينما تمدد هو على سريره بعد أن صلى قيامه

لينخرط في مراقبتها بنهم.. ظلت عيناه تتابعان حركتها الدؤبة.. ارتعاش شفتيها.. توتر أناملها..

يحفظها.. يحفظ كل ردات أفعالها

يجيد قراءة حتى لغة جسدها.. نظرات عينيها.. ارتعاش يديها.. ومعنى كل حركة..


غفا بهدوء على صورتها تكحل أهدابه.. لم ينم نوما هادئا كما البارحة رغم ضجيج التنظيف فوق رأسه..

ورغم صراخها السخيف (اعتبرني غير موجودة)


وحين صحا لصلاة الفجر وجدها أنهت التنظيف وتستحم .. توضأ في حمام المجلس.. وذهب للصلاة..

وحين عاد كانت قد صلت وغفت على الاريكة

بعد أن تركت له نورا خافتا بالقرب من السرير.. وأغلقت بقية الأضواء

تمنى لو يحملها من مكانها ليضعها على السرير..


"أ بعد أن قضت ليلتها في أعمال شاقة تنام هذه النومة غير المريحة ؟!

لولا أنني أخشى أن تثور وإلا لكنت حملتها لتنام هي السرير

وأخذت أنا مكانها

ولماذا أغلقت الأنوار؟؟ أتريد أن تحرمني من رؤية حسنها الغافي؟!"


اقترب منها قليلا.. يتمعن فيها بولهه الشاسع المصفى.. وفق ماسمح له الضوء الخافت البخيل

ملامحها الرقيقة المسترخية بهدوء

سلاسل الذهب المبلولة تغفو على مخدتها


"المجنونة تبي تمرض.. ماحتى قفلت التكييف"


توجه ليطفئ التكييف.. وهو يشعر برعب أن تكون التقطت بردا من بقاءها في جو التكييف بعد خروجها من الحمام

يخشى عليها تماما مثلما يخشى على طفلته الصغيرة

كان دائما ينهرها ألا تستحم وتخرج في التكييف..

وخصوصا أنها سبق أن أصيبت بنزلة شعبية ألزمتها المستشفى عدة أيام بعد زواجهما بعامين..

وما زالت ذكرى مرضها ترعبه

فلطالما كان حنونا معها لأبعد حد.. بل لحدود قد تتجاوز المخيلة

بين الأمس واليومWhere stories live. Discover now