ما بعد السلام

1.3K 37 2
                                    



لم أتأمل ابدا
ان يحصل
في الخريف
جئت مثل هدية
اهلا بك
ليس مؤقتا، ليكن العمر كله
لتنتهي همومي هذه المرة
ليس مؤقتا، بل طول العمر
لنتشارك وسادة واحدة
تعال، الى حضني تعال
تعال الى لعبتي
عسلية العينين
( سيزن أكسو - اهلًا بك )
###
ترى ماذا يأتي بعد السلام ؟ هل بدايات جديدة أم نهايات أبدية ؟
###
" فرحات.." نادت ميرا بألم لينظر فرحات إليها -و هو يحاول ان ينهي أمر هذه المطاردة - ليعلم أنها تلد
" مبكّر جدا أيتها الطبيبة ! مبكّر جدا.." قال و هو يحاول السيطرة أكثر و أكثر على السيارة
" فرحات..طفلنا يتعذب..لا أستطيع أكثر من ذلك..فرحات.." قالت بصعوبة و بألم و هي تعض على شفتيها
" تمام تمات لا يحدث لكم شئ تماسكِ قليلا حتى ينتهي هذا.." قال فرحات و هو يزيد السرعة و ينظر لها نظرات قلقة و في هذه اللحظة و على غلفة أطلق رجل من الذين خلفهم رصاصة على عجلة من عجلات سيارة فرحات ليفقد فرحات السيطرة و تأخذ السيارة في الترنح و يتخطونهم بعد ذلك تاركين فرحات و ميرا في مواجهة الموت
" فرحات.." صرخت ميرا و هو يحاول أن يتمسك بها و بالسيارة في نفس الوقت
انحدرت السيارة بهم من الطريق و مع محاولات فرحات توقفت السيارة باصطدام جانبها - الذي يجلس فرحات فيه - في شجرة ليتأوه كل من فرحات و ميرا و يكون وعيهم ضبابيا
" فرحات.." أخذت ميرا تنادي في وهن و ألم الولادة يزداد رويدا رويدا
فرحات كان يتمم بأسمها و لكن وعيه لم يكن في مكانه بالفعل ، أخذ الأمر منه بضعة دقائق حتى يستفيق و لكنه أيضا كان يشعر بأن جانبه ينفجر من الألم نتيجة الاصطدام و لكنه تماسك عندما سمع نحيب ميرا و ألمها " تمام..سنفعلها لا تقلقِ" قال و هو ما يزال مترنحا و أومأت هي برأسها في ألم و في محاولة لمساعدة نفسها و طفلها
فك فرحات حزام الأمان من على نفسه بصعوبة ، إنه يشعر بأنه ينزف و لكنه لا يستطيع أن يحدد مكان النزيف فهو لا يكاد يشعر بجسده إطلاقا
ساعد فرحات ميرا على فتح حزامها و الخروج من السيارة رغم أن ذلك كان يعد مستحيلا مع ذلك الألم و لكن لم يكن هناك حل آخر
أغمض فرحات عينيه و ضغط على أسنانه و استجمع كل قوته ليحرك جسده و يخرج من السيارة ليمسك بميرا - رغم أنه كان في حاجه لمن يمسك به - و يذهب لحقيبة السيارة و يفتحها بصعوبة ليأخذ أشياء الطفل التي كانت تحتفظ بها هناك ، فهم كانوا يتوقعون ولادة مبكرة و لكن ليس بهذا القدر و ليس بهذه الصعوبة
" فرحات..لا أستطيع السير أكثر.." كانت كلماتها بالنسبة له و كأنها صدى صوت قادم من بعيد و كان الطريق بالنسبة له يتحرك كأمواج البحر و لكنه حاول التغلب على ذلك " تحملِ قليلا ! يوجد كوخ هناك لنصل هناك و نرى.." قال فرحات بصعوبة
" أنت لست بخير.." قالت مع صرخة أخرى و لكن كانت تحاول كتمها
" أنا بخير..نراكِ أولا " لأول مرة حاول فرحات أن يطمئنها بدل أن ينهرها
وصلا إلى الكوخ بصعوبة ، كان الجو باردا بعض الشئ فقد كانت بداية الخريف و الليل كان قد حل بالفعل
دخل فرحات سريعا ليبحث عن أي شئ للإضاءة ليجد بعضا من الشموع فاستخدمها لإضاءة و ذهب إلى جانب ميرا سريعا " أنت الطبيبة أخبريني ماذا أفعل الآن.." قال فرحات وهو يلهث خوفا و تعبا من إصابته السابقة
" لو أننا نجد بعض.. الماء الساخن ..و الباقي في حقيبة الطفل.." قالت على مراحل و الألم يزداد و هي تحاول ألا تظهر ذلك أمامه كما فعلت طوال فترة حملها ، كانت تخفي عليه ألمها و تلك الليالي التي مرت بلا نوم و ذلك الإجهاد الذي كانت تمر به مع كل صباح
فعل فرحات كما قالت و بعد وقت طويل وصل طفلهما على يديه لتعلن صرخاته عن بداية جديدة لكل منهما
ارتخى جسد ميرا أخيرا و أخذت تحاول أن تستجمع نفسها بصعوبة لأنها كانت تشعر بأن روحها تخرج منها و فرحات على الناحية الأخرى لأول مرة يشعر بهذا الإحساس..
طفله بين يديه، ذلك الرجل الذي اعتاد أن  يكون سببا في أخذ الحياة اصبح السبب في اعطائها و خرجت كل دموعه العاصية في تلك اللحظة ، تلك الدموع التي حبست داخله منذ سنوات و حتى هذه اللحظة ، لم يعد يهم أي شئ الآن في الحياة سواهما ، كان يمسكه بحذر و خوف و لم يخرجه من هذه الحالة سوى صوت ميرا الوهن " فرحات.." نادت ليذهب جانبها و طفلهما معه " جاء سليم.." قال في حالة لم تعدتها هي عليه ، قاس و لكن رقيق ، حزين و لكن سعيد ، خائف و لكنه ممتن تلك كانت حالة فرحات و حالتها أيضا و لكن كانت مندهشة أيضا فطوال هذا الوقت لم تخبره هي بأنها تود أن تسميه سليم اذا كيف عرف ؟
كان يحاول إعطاؤه لها " ليشبع من رائحتك أولا ! أنا أراهن أنه جاء سريعا هكذا لأنه مشتاق لرؤية والده فأنا قصصت عليه كثيرا من القصص " قالت ميرا بدموع في عينيها هي الأخرى ليسحب جسدها إلى صدره و يضمهما سويا ، إنه لا يجد كلمات يقولها لامرأة مثلها
أعطى فرحات سليم لميرا لترضعه و ذهب إلى الداخل في محاولة لصنع مكان نوم مريح و إيجاد بعض الحطب للتدفئة ، كان يحاول الخروج من تلك الحالة و لكنه عندما نظر إليها  عندما عاد بعد أن أشعل الحطب جعله ذلك ينهار مجددا ، مشهدها و مشهد ابنه على ضوء الحطب الخفيف كان يبدو الأمر أن حتى النار تترأقص على تلك التهويدة التي تغنيها لابنهما الصغير الذي لم يفتح عينيه بعد ، أنساه ذلك المشهد كل الألم الذي يشعر به و كل العناء و الخوف و لكن مع ذلك كان عليه أن يجد بعض الطعام ليضمن بقاء عائلته الصغيرة تلك على قيد الحياة
وقف أمامها يتأملها لتبتسم هي إليه " لتناموا بعض الشئ أنا أحضر بعضا من الطعام و آتي " قال فرحات في محاولة لجعلها ترتاح و تطمئن لتعدل هي في جلستها في عدم راحة فيهرع هو لمساعدتها " تأنِ ماذا تفعلين ؟ " قال فرحات في خوف " لا تذهب و تتركنا يا فرحات ! انظر انني أخاف " قالت و هي تمسك بيده فجلس بجوارها " لا تقلقِ لا أتأخر و لا أذهب بعيدا و لكنكم تحتاجون إلى الطعام..يعني كيف سترضعينه ان كنت جائعة.." قال بخجل و فرحة لا يستطيع التعبير عنها
" و لكننك لا تبدو بخير يا فرحات ! لترتح هذه الليلة و غدا تفعل و لو أنك تتركني أفحصكً أكون ممتنة.." قالت ميرا و هي تمرر يدها على جروحه و كأنها تعلم مكانها بالضبط ، ليتأوه هو قليلا ثم يغمض عينيه " أنا بخير ! لتفحصِ هذا الصغير أولا ثم تهتمين بنفسك و بعد ذلك يأتي دوري فنحن لا يمكننا الهرب منك بعد الآن.." قال وهو يداعب سليم الصغير
" لا يمكنني أن أفعل له أي شئ هنا..هو حي و الحمد لله و لكني أشعر بأنه يشبهك لو أنه يفتح عينيه طويلا بعض الشئ فأعتقد أنه فقط أخذ لونهما المميز من جدتي غير ذلك فإن ملامحه لا تشبهنِ إطلاقا انه نسخة مصغرة منك ! أنا محظوظة كثيرا لدي اثنان فرحات في المنزل.." قالت مع ابتسامة واحدة فاقترب من شفتيها ومجددا عاملها بما يعرف لأنه لا يعرف الكلام
" ارتاحوا قليلا انا أعود " قال و وجها بين يديه في حنو
" حسنا و لكن لا تتأخر.." قالت و هي تتركه يذهب بصعوبة
ليخرج هو إلى الطريق و يبحث عن هاتف ليتصل بكرم ليخبره عن مكانهم و يحاول أن يعرف ما أخبار هذه التهمة و لكن الأمر في هذه اللحظة لم يكن عن التهمة إطلاقا بل عن الصغير الذي يمكن ألا يرى والده و والدته و يعيش في الظلمة طول عمره حتى مع لون عينيه المميز ذاك و لكن الطريق طويل أمامها ليعرفوا ذلك و يحاولا اصلاحه..

" قالت و هي تتركه يذهب بصعوبة ليخرج هو إلى الطريق و يبحث عن هاتف ليتصل بكرم ليخبره عن مكانهم و يحاول أن يعرف ما أخبار هذه التهمة و لكن الأمر في هذه اللحظة لم يكن عن التهمة إطلاقا بل عن الصغير الذي يمكن ألا يرى والده و والدته و يعيش في الظلمة طول ع...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
حب ابيض اسود...(الحب القرمزي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن