9 || لعنة؟

2.9K 364 191
                                    


فُتحت عيناي فجأة، على صورة شمطاء جعلتني أعود للخلف متفاجئاً؛ قُبيل أن أكتشف كونها مجرد لوحة. فقد عدت للبهو.

نظرتُ لنفسي أولاً ثم لما حولي، حتى أتأكد من عدم اختلاف أي تفصيلة. حاولتُ تذكر تفاصيل ما حدث قبل أن أعود لهنا؛ لكن كل الصور بعقلي كانت ضبابية، عدا صوت السيدة وهي تتهمني بالسرقة التي لم أعلم عنها لحد تلك اللحظة. وعلى ذكرها، فقد رُحت أبحث بين محتويات جيوبي كلها بحثاً عن تلك الرسالة، غير أني لم أجد لها أي أثر. هل فعلاً كانت مزيفة؟ لكن كيف هذا؟! حميتها أكثر مما سأفعل لأطفالي يوم سأمتلكهم !

مع هذه الحقيقة، لا خيار آخر لحلّ المعضلة سوى واحد، وهو أن ذاك الرجل هو من استغللني من البداية. ربما أراد توريطي فحسبُ مع هذه السيدة مكانه هو لسببٍ ما، وهو ما قد نجح به. خُدعت.

-" اللعنة ! " ركلت بقدمي غاضباً أقرب جدارٍ منها، لَم يحصل لي هذا قبلاً مُطلقاً. أنا من أَخدع، لا من يُخدع !

تنهدتُ محاولاً تهدئة نفسي، حتى أبدأ بدراسة الوضعِ دراسةً صحيحة. من البداية لَم تبدُ مثل هكذا صفقةٍ حقيقة التواجد، إيصال رسالةٍ مقابل أي ثمنٍ كان؟ يا لي من أحمق ! أو أصحاً، هو الطمع الذي يُعمي..

لكن، ومن الجانب المُشرق، فأنا لَم أخسر أي شيءٍ في المقابل على أيّةِ حال، بخلافِ سماع همساتٍ غريبة من شخصٍ أغرب أتمنى ألا تكون مُؤذية. كانت مُجرد مهمةٍ إضافية الأرباح، والأساس هو بالكنز الذي أسعى إليه في الوقت الحالي.

بذكره، أين هي فيورا؟ لا أجدُ لها أيَّ أثرٍ مهما بحثتُ حولي.. وبعد آخر ما قالته حول الحراس السحرة، فبِتُ أخشى أياً مما ستفعله أو قد يحصل بأي لحظة.

وبذكر السحرة، من المستحسنِ لي الخروج من هذا البهو المشؤوم.

تحرّكتُ شبه مترنحٍ باتجاه قاعة الحفل وعقلي يتخبطُ بين آخر الأحداث، حتى بدأت أصوات الموسيقى بالتوغل لأذناي مطمئنةً إياي على الأقل من عدم أي وجود أي كارثة قد حصلت .. بعد.

كانت الأجواء مُشابهةً لما تركتها عليها، نشاطٌ عارم، وضحكاتٌ تطرق زجاج سقف هذه القاعة من عُلوها. هؤلاء النبلاء لا يتعبون فعلاً.. نظرتُ للسقفِ الزجاجي المذكور حتى أُقدر الوقت الذي غِبتُ فيه. قابلني القمر بهالته المضيئة أعلاه بكبد السماء التي تنافسه عليها بِضع غيوم مارّة، لم يُكن بذاك الموقع عندما ذهبت، مما يدل على غيابي لفترةٍ لا بأس بها.

تجولت بعض الوقت بين صفوف الراقصين وموائد الطعام، لكن سرعان ما انتهيت جالساً بإحدى الزوايا، عيناي ترقُبان الناس بصمت.

-" أتساءل، متى قد يبدأ مزاد التُحف فحسب؟ " همست مُكلماً نفسي، وعيناي على المنصة المُتعالية الفارغة.

كنزُ آفيروناميسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن