16

11.2K 245 2
                                    

 · الفصل السادس عشر

منذ جلوسه في الحديقة و"باسل" يراقبه .. ود الذهاب إليه ولكنه خاف أن يثور عليه .. كان يعلم أن السعادة التي كان يظهرها لم تكن إلا صورة تخفي وراءها معاناة هو فاعلها .. لم يشأ التدخل خاصة بعد أن أخبرته "ريم" أن "رنيم" لا تشكو من شئ .. ولما سأل "ريحانة" قالت أنهما بخير فقط ادعو لهما .. كان يعلم أن "ريحانة" من ستعرف إن كانت هناك مشكلة .. ولما قالت ذلك تأكد من ظنونه .. ولم يتدخل لأنه لا يعرف من المخطئ فإن كانت "رنيم" لن يستطيع فعل شئ لأجل "يوسف" .. ولكن إن كان "يوسف" السبب حينها سيتدخل .. وتأكد أن "يوسف" من أضاع سعادته حين سمعه يحدثها في الهاتف بسخرية مهينة .. فقط نظر له باتهام وغادر ..

ولما مرضت رأى في عين "يوسف" ندما لم يره من قبل .. كذلك ألما وقلقا .. ففلتت منه نظرة لوم لم يرد أن يبادله بها فما حدث حدث .. كان يعلم أن كليهما به عطب لن يصلحه له سوى الآخر .. يوم رأى تحدي "رنيم" لـ"يوسف" في المشفى ثم موافقتها عليه شعر أن بها قوة لا تبغيها وليس بها طاقة لها ..

وهو ينظر له وجد "ريحانة" تقترب منه .. فبدا له أن الأمر ممتعا .. فـ"ريحانة" لها قدرة غريبة في جعل الأمر العظيم هينا .. حين رآها تمسح على شعره ثم تنحني تقبل رأسه .. شعر بشئ عابر لم يهتم له .. ولكن سيطر عليه استمتاع غريب وتطلع لمشاهدة ما ستفعله بـ"يوسف" .. ولما رأى انفعالها تجعد حاجبيه في ضيق عابر أيضا غطاه فضوله ليعلم لم انفعلت .. فهذا آخر شئ توقعه .. هي ذهبت لتخفف عنه لا لتلومه .. هي الوحيدة التي لن تلومه .. بأي شئ أخبرها "يوسف" حتى تنفعل عليه وتخزيه أمامها وأمام نفسه بهذا الشكل .. أصبحت قوية صغيرته الجميلة ..

سمع شهقتها حين صدمت فحدث فيه شيئا لا يعلم أفضول ليعرف ما السبب أم قلق على "يوسف" أم تأثرا بشئ آذى صغيرته .. ثم لمح فزعها الذي لم يلمحه "يوسف" وهي تنظر لهاتفها .. واطمأن باله عندما رأى ابتسامتها فقد شعر أن "رنيم" أصبحت بخير ..

الوقت متأخر وتجاوزت الساعة منتصف الليل .. وليست من عادة "باسل" السهر .. خاصة بعد عمله الجديد في مركز البحوث العلمية بالمدينة .. لأنه عندما يصل المنزل يكون إرهاقه وصل منتهاه .. فقط ينام بعد قيامه ليصحو نشيطا في يومه التالي .. يلحق أن يرى ابنته لساعة قبل ذهابها لمدرستها .. ولكن اليوم رغم تعبه إلا أن النوم جافاه .. فمن أين يأتيه النوم وهو يرى "يوسف" كذلك .. ومن أين يأتيه و"ريم" هي الأخرى كان يحاول تهدئتها قبلُ لتنام .. والآن كيف ينام و"ريحانة" تتشاجر مع "يوسف" بالأسفل بعد مكالمتها الهاتفية ...

ترك شرفته ونزل لهم .. كان صوتهما بدأ يعلو .. فأول من أسكت كانت "ريحانة" حيث قال :
- ريحان .. خلاص ..

ثم التفت لـ"يوسف" قائلا :
- فيه ايه يا يوسف ..

عقدت "ريحانة" ذراعيها أمام صدرها وهي تزفر بضيق .. لم يرد "يوسف" فردت هي :
- انا عاوزة اروح لرنيم .. ويوسف مش عاوز ييجي معايا ..

روح وريحانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن