شعلة خالدة

470 7 4
                                    

أتدري كيف تمتلئ عيناك بالدمع ولاتستطيع ذرفها خشية أن تؤلم من تحب
هل أحسست بهذا الشعور مثلي
أن تكتم أوجاعك ببسمة حلوة زائفة لتخفف وقع الحزن بقلبك وتسخرُ أفكارك منك فهي تصرخ بأن تتوقف فقد أتعبتها بطول سهادك فمنذ متى لم يجافيك الأرق وأنت تأن حنينآ لأحباب ربما ضمهم التراب وواراهم الثرى، لأصدقاء اختطفتهم المسافات منا فنسينا ضحكتنا بغيابهم، لحبيب غاب مع القمر وأخذ معه حلمٌ بالأبدية والانتماء والدفئ، لأم أثقلتها هموم الزمن فحفرت السنين أخاديدآ في جبينها تحكي معاناتها وتعبها
آاااه أمي أنتِ أجملُ هدية من السماء
حضنك هو منبع قوتي أرشف منه ولا أرتوي
أجثو على ركبتي فدعيني أقبل تلك الأنامل التي داعبت خصلات شعري وصنعت منه جدائل ولازلت أطلب من تلك اليد الحانية أن تمشطَ لي شعري
لأن يدك سحر أحتاجه لأعود عذبة نقية
لو اخترت يومآ وطنآ فأنتِ وطني بك أتنفس رحيق الحياة
ومعك أخطو خطواتي الأولى وعندما أكبر لا أجد سوى دعائك نورآ ينير تلك الأيام المضنية وتلك اللحظات القاسية التي يكبلني بها الزمن ولاأستطيع فكّ قيودي إلا بدعمك لي لاستمر فلا استسلم لضعفي ويأسي
فعندما أرى دمعك أخجل من نفسي لأنك فنيت عمرك في قلق وسهر وأنا لا أفكر سوى بنفسي
يا لأنانيتي البشعة
من يملك جنة ولايريد أن يسكنها ؟!
فأنتِ جنة عمري عندما أنطق فينساب اسمك سلسآ فيدق ويخفق قلبي عشقآ
هل تسامحيني يومآ على قلة صبري وكثرة شكوتي
وعدم شكركِ لوجودكِ في حياتي وأخطائي الكثيرة
هل أسطرها لك؟؟
أخشى أن يتبلل الورق ولا أقوى على الصمود أمام حنانك
كلما تذكرتُ وقوفك هناك تنتظريني أن أصل وأنا أشقّ طريقي إليك وكم مرة سقطت فتسرعين إلي تضمينني إلى صدرك
تريدين أن تبعدين الألم فكيف أتألم وأنا استنشق رائحة المسك والعنبر لأسكر بأنفاسك العطرة
وأعود أسأل نفسي هل سأكون يومآ ما رائعة كأمي؟؟؟
وأتحسر على جيلٍ يتقن فنون تعذيب والديه
إما بصراخ وهذا أقل شئ نلاحظه في أيامنا هذه
فكيف نرتقي ونحن نطفئ شعلة حياتنا بأيدينا
فنتناسى وننسى من حرموا أنفسهم الراحة لأجلنا
من كدّ ليجلب لنا لباس نتدفئ به في البرد وطعام كيلا نجوع
عندما أتخيل يومآ من حياتي دون صوت والدي أشعر بأن سكين الموت ينغرس عميقآ داخل فؤادي
فليحفظهما ربي ويأخذ سنين عمري ولا يمسهما أذى
فأنا أتحمل وجع الدهر كله ولا أرى الذلّ والانكسار يعلو ملامحهما
ارجوكم لاتجعلوا دمعة ألم تسقط وتكونوا أنتم السبب
تذكروا فقط هم من ربونا صغارآ فكيف لا نرعاهم في كبرهم
ارجوك إلهي اعطني قلبآ يتذلل لأجل أسعادهم ولا يظلم أحدآ
لقد تذكرت اقترب عيدك ياأمي ولا أعلم ماذا أهديكِ
هل يكفي حبي لك لقد عبرتُ عنه بزهرة البنفسج فهي مثلك تعطي ولا تأخذ، تضحي بلا مقابل
وتضيف جمالآ لكل مكان وجدت فيه حتى في تلك الشقوق المتعفنة ينتشر أريجها
أمي لا أعلم ماذا أهديكِ غير ذلك
أريد شيئآ نادرآ كعيناك التي تحرسني أينما ذهبت
ولازلت أفكر وأبحث وأفجع على طفل فقد أمه باكرآ
فكلنا لازلنا أطفالآ وإن كبرنا

أنين الصمتWhere stories live. Discover now